wrapper

الجمعة 19 أبريل 2024

مختصرات :

ـ كتبت: إيمان سبخاوي ـ الجزائر

 

  أرادهـا وسادة لإيـره الـقــديم و خصيتيـه المتهـدلـتـيـن، يلقّبــونها بعيشــة الـواعـــــرة، مومس ذائعة الصيت في زقــاق الخندق الضيّــق الذي يعجّ بهـــم، بلهجاتهـن المتباينة و سحناتهن المختلفة يثــرن الفضوليمـم الحاج "ميصـــرة" الذي لم يحجّ و لم يستـقـبــل القبلة في حياته صوبه منتظرا ظالته في كامل أناقته لهذا الحدث الجلل، يعدّل قبة الــدان بين الفينة و الأخرى متظاهرا بتصفّح جـــريدة،

عندما أطلت استــوقـفـها معترضا طــريقهــــا قائلا: عنـــدي حــدائــق من أعناب و خـــوخ   و رمان... لا أريدك لليلة واحدة، تزوجيني لن تنـــدمي.  ألقت نظرة خاطفة و فاحصة إلى ما بيـــن فخذيه من تحت إلى فوق و من فوق إلى تحت و هي تلوك علكـتهـا مبتسمة بخبث؛ كل التجاعيد حول عنقه و الحركة البطيئة و الشعر الــرّمادي و جلد يديه المبــقّع   و وجه الذي لم يبق منه غير إطار نظارتيه تنفي عنه تهمة الشبـق. لا يخفى على من في سنه ما يدور في رأسها، الحكمة كل الحكمة تخرج من بين جــفنيـه المتــدليـن و حـدقتــي عينيه اللعــوبتين، ردّ مستــدركا لا يغــرّك شيب عوارضي مشيرا إلى صدره، في هذا القلب يحيا كل الحب. أردف قائلا: (راني نوقف على يديّ و نرفع رجليا لفوق) نافيا تهمة عجــــزه، أطلقت ضحكتها الـــرنّانة و عادت إلى علكتها تنفخها.  ملاحقات متتالية صباحا، مساءً، في الأزقــة الخالية و العــامــرة...  قــادتها إلى ســرير المشبوقة التي قبلها و التي بذّرته كما قاله له صديق عمره " لخضر"،  نفضته كأكواز الصنوبر و رحلت لاعنة حظهاامتطته، غفى تحتها... كل ذلك الضجيج الذي صدر من شهــوتهـــا لن يسكته رجــل ينام في منتصف الطريق إلى الذروة. كم يبدو ميتا و هو نائم، سحبت الجلد تحت عينيه، يتمدّد كلما سحبت،  كلما كبر الرجل كلما بدا ميتا أكثر و اتسعت أغشية الموت التي تحيطه كغلالة رقيقةتمتمت المسكين يعتقد أنه سيفر من الموت بممارسة الحب مع امرأة شابة؛ انسحبت من السرير.. راحت تفتـــّش عنه بين أعقاب سجائره، نبشت رماده، لا مرآة في غرفته تتسع للسنوات التي اكتسحت وجهه، لذا كل الصور المعلقة تعـود لشبابه، لا مرآة تكـذب و تـنتـهــك حقيقة العمر. لوحات كثيـــرة في المرآب... لا بد أنه كان رسّاما، نساء عاريات أو شبه عاريات، لوحة لأكف صغيرة في السماء تلـــوّح من بعيد، صفعتين تسقطان على وجه رجل يعـــاقب طفلا متشرّدا قد يكون يتيما... لوحة غير مكتملة لحـقـل من القضبان و الخصي... مهابل يقودها راعٍ بعصاه كـقـطعـان ماشية، نوبة الضحك التي تكـتمهـا مجددا منذ عــرفت هذا المسن، تنفجر مقهـقهة، في مطبخه صحون مكوّمة فوق بعضها،  قنينات خمر و علب زبادي فارغة، سلّة مهملات تعـــجّ بالبقايا المتعـفــّنــة، خزانة أدوية تعادل صيدلية كاملة في البرّاد. سيقودني هذا العجوز إلى هلاكه...   تعود إلى غرفة النوم، بدا لها وديعا و لطيفا، مسالما... زحـــفت نحــوه و لامست شاربيه، أنفه كمستحاثة، سحبها إليه هذا الكائن المعمّر قبلها قبلة واحدة، ارتابت في الأخرى أكانت شخيرا أم تنهيدة؟ فتح عينا واحدة، منها تســرّب كل الدفئ الذي لم تـشعــر به سابقا واحدة مثلها، رمقها بنظرة عابرة، متذكرا شبابه الغابر، آه حبيبتي الأولى كانت خلاسية، فــــرسي الهائجة لم يتمكن غـيري من سـرجها و تلجـيمهاحاول امتطاءها... لم يعــد يعـرف طــريقة أجدى للبقاء غير هذه؛ يطلق تـنهيـدة بزفــرة عميقـــة، فيرتجف شاربيه الكـــثّيــن ارتجافة شيخ خسر رهانه على سـرير الرّغبة، أوه ألم المفاصل مجددا. أطلقت ضحكتها الهسـتـيـــرية المجـلـجة، تحوّل كلّه إلى نشــوة جنـائزية محمولة على نعش ســرّي خــريفي دون أثر لـــورقة ساقطة تــدلّ على بلوغ القمّة. تكتم ضحكتها المعتادة،  تمتم هذا الــرجل رفع القلم عن خصيتيه، كم يبدو مروّعا أن تنامي بمحاذاة الموت و تنفخي بملء روحك و رئتيك و دخان سجائرك رماد رجل انتهت مدة صلاحيته بالنسبة لكل من حسبهم أحبابه. قد تكون أحبته؟ مالذي جاء بها إلى هنا؟ لكن ما تعلمته من سنوات امتهان البغاء، أن الجنس دون حب جــريمة لا يغفـــرها الجسدكم عاما ستعيشه مع هذا المعمّر؟ تحدّث نفسها و هي تمسّد شعر صدره العاري لابد أن حروبا اندلعت و انطفأت لا أثر لها غير رائحة الحرائق هنا. تعصر حلمته كحبة عنب ذابلة، تنفرج ابتسامة خـفيفة من بين شفتيه الضامـرتين، تـومض في عينيه الغائـرتين شهوة سحيقة، ضائعة، مـتـشنجة يعـتـرضها ألم المفاصل للمرة الألف.  تــركت أظافرها الإصطناعية على الطاولة، تخدشان جلده و منافــذه المعطّــرة بالمسك و القــرنفل  و الكافــور.  رسم عينيه قبــرين لامرأة شابة، لعــوب... و وقع اللوحة باسم " حياة ".

ــــــــــــــــــ

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:

: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

@elfaycalnews

instagram: journalelfaycal

ـ  أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها

www.elfaycal.com

- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice  cliquez sur ce lien: : https://www.facebook.com/khelfaoui2/

To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of freedom of expression and justice click on this link:  https://www.facebook.com/khelfaoui2/

Ou vous faites  un don pour aider notre continuité en allant  sur le site : www.elfaycal.com

Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com

 

آخر تعديل على الخميس, 29 تشرين2/نوفمبر 2018

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :