لم يبزغ الفجر جيدا حين ركب أحمد بغلته. منطلقا الى حقوله البعيدة، عن القرية فالموسم الآن موسم حصاد، ويجب ان يبدأ بالعمل مبكراً، قبل أن ترتفع حرارة الشمس اللاهبة، في هذا الصيف القائض فسيقان السنابل الآن وحتى وقت الضحى، تبقى نديةوطرية أما بعد ساعات قليلة فتصبح قاسية، ويصعب حصادها وتتكسر بسرعةبين أيديهم..لم يكن من شئ يقلق افكاره سوى وحدته في العمل اليوم. زوجته لديهااعمال أخرى في البيت ستفرغ نفسهااليوم الى الأعمال المنزلية. من عجن وخبز وطبخ ....الخ من اعمال المنزل والتي لابد منهاقررت اليوم أن لاتذهب لمساعدة زوجها كعادتها..ايقظها زوجها مبكراً ثم انطلق على أمل أن يعودمبكراً وقبل ان ينتصف النهار وتشتد ‎الحرارة، وهاهي الشمس، كادت أن تبزغ قبل وصوله إلى الحقل بقليل. لايوجد أحداً حوله .. يبدو أن البعض من جيرانه قد سبقوه مبكرين. وأما البقية ربما يكون هو من سبقهم وخرج قبلهم وفجآة شعر بشبحٍ يحاذي بغلته ماشيا. تفاجآ به ولكنه لم يعبآ كثيرابه. نظر نحو ذلك الشبح.. فوجد انها قامة امرآة تلبس ثياباً. كثياب نساء القرية عند العمل وقد أصبحت الآن على يساره وهاهي تسبقه بخطوة فقط. لم يسألها من أنت؛ أوكيف ظهرت قربه إنما ناداها أن اركبي ياأختاه خلفي. اذا كنتي تريدين تلك الجهةوأشار الى حيث يتجه ومشيراً إلى ظهر الدابةخلفه. لم تردّعليه ولكنها قفلت نحو الخلف متجهةبوجهها نحو الجهة الأخرى أي أنها تعمدت ألا يرى وجهها ولكنه لم يبال بالمرآةإنما قال لها: انتظري قليلا حتى أُجانب الصخرةتلك، كي تتمكني من الركوب وللحظة أردفت نفسها خلفه. سرت قشعريرة هزت كامل بدنه...فلم يتم كلامه حتى كانت تستوي خلفه و تتمسك بثوبه من الجهتين، وهنا دب الرعب في قلبه. والمعروف بأن البغلة عالية، أعلى من الدابة، ومن المستحيل ركوبها دون وضع الرجل في ركاب القدم أو محاذاةصخرة تقف بجانبهاالبغلةلمن أراد الركوب، استفاق من وهلته على زيادة الضفط على خاصرتيه، وحين شعر بأنها إستوت خلفه، على بغلته لم يبالِ كثيرا بما حدث. لكز بغلته التي انطلقت بهما، وقال في نفسه ان نساء القرى بشكل عام لديهم الخبرة والممارسة بركوب تلك الحيوانات ولكين كيف؟! هل قفزت؟ ‎كيف؟.وقد رأى طول المرأةالعادي. وبتلك السرعة.! هش دابته، ولم ينطق بكلمة، وهويتسائل عن هذا الصوت الذي بدأ يسمعه، وكأنه يسحب شيئا خلفه بل اكثر من صوت أصبح يسمعه من الجهتين. والغبار يجري خلفه والريح القادم من الخلف يدفع الغبار أمامه. وبكثافة. ‎.أصابته قشعريرة زلزلت كيانه. لم يجرؤ الالتفات إلى الخلف، وبدأ يحاول ان يسترق نظرةالى الوراء ولكن الخوف جعله يتردد كثيرا حاول ان يلتف برقبته. لكنه توقف من الخوف... ‎واخيراًتمالك نفسه وهو المعروف بشجاعته وقوته. التفت بسرعة إلى الوراء نحو ذلك الصوت الذي يسمعه ويسير معه..جن جنونه وكاد ان يصيح من الرعب! لولا جفاف ريقه ‎والتصاق لسانه بسقف حلقه. رأى أرجل تلك المرآة قداستطالت، وبدأت تشحط على الأرض خلف دابته وتجرها خلف بغلته. لقد غدت أرجلها طويلة جداً عندها فهم كيف تلك المرأة إستطاعت الركوب خلفه دون ان تستعين بالوقوف على الصخرة؛ من هول هذا المنظر أصيب بالفزع. قوة جسده لا اعتبار لها مع تلك المخلوقات أي مع الجن إنها جنية! نعم هذا ما اتضح له ..لم يجد أحمد بداً من أن يتمالك نفسه من جديد.ولكن بعدقليل أحس كأن شيئا يعتصر جسده. أحنى راسه إلى أسفل صدره ونظر الى بطنه. الأيادي التي كانت تطوق خاصرتيه. هاهي الآن استطالت حتى طوقته وحزمت بطنه بالكامل. الآن أصبح في قبضة تلك الجنية، وفي حالة يرثى لها، وأخذ يسمع أصواتاًمرعبة أشبه بالصدى.! ثم استطال جسدها حتى إلتف رأسها وأصبح وجهها أمام وجهه. تلاشى المسكين وحار فيما يفعل ولكنه تذكر ان من كان يروي تلك الاساطير كان يقول بان تلاوة سورة الكرسي تطرد الجن؛ بدأ بالبسملة، ثم قراءة السورة بصوتٍ مرتجفٍ، وبين دهشة وخوف. بدأ الضغط يخف عن خاصرتيه وأيادي الجنية تتراخى. أخيراً انتهى الضغط وأحس بأنها سحبت وجهها من أمام وجهه.! نظر الى حيث كانت تسحب أرجلها؛ وجدهما قدتقلصتا، وانتصبتا واصبحتا على الارض ...لكز بغلته بسرعة مع دفعةقوية للجنية بكوعيه الى الخلف التي أجبرتها على الإنزلاق أفلتت على أثرها عن ظهر البغلة. وطبعا لم يكن لسانه يتوقف بحلقه، وهو يقرأ سورة الكرسي. تابع أحمد سَيّره ممتطياً بغلته إلى حقله ويروى أنها لم تستطع مطاردته، فقد شلّت حركتها بسبب قراءة القرآن. إلا أنها كانت تناديه باسمه إلى أن إختفت...

ـــــــ

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:

: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

@elfaycalnews

instagram: journalelfaycal

ـ  أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها

www.elfaycal.com

- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice  cliquez sur ce lien: : https://www.facebook.com/khelfaoui2/

To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of freedom of expression and justice click on this link:  https://www.facebook.com/khelfaoui2/

Ou vous faites  un don pour aider notre continuité en allant  sur le site : www.elfaycal.com

Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com