wrapper

الخميس 28 مارس 2024

مختصرات :

بقلم : هدى حجاجي ـ مصر 

 

دوما يجعلني ذلك الغياب أغوص في وجدانها , أدخل عالمها مختبئة حتى أمكن صديقتي من حرية البوحفقط معه أشعر أن للسعادة طعما مختلفا وللحياة لونا آخر غير الحزن ألم بي في غيابك وفى رحيلك هذا الحزن المقدس الذي كان يدعونى للغناء فلم أجد غير العزف يلوذ بي

 

في صحراء بلا أغنيات .  يوما حدثتنى عن دقات قلب متزايدة ونوم يرفض زيارتها وصوت فيروز ونجاة الدافئ الحنون يحتضنها ... ينجب منها لحنا تحبه وتخافه فما كان منها إلا أن أرسلت لها أغنية أخرى تفيقها من الحلم .. من الوهم . تهبط بها من السماء إلى الأرض ملاذ جيد من الوهم .. وتصعد السماء حيث تكون حلما جميلا . أيها المسافر البعيد خذني معك حيث أنت وحيث أنا  ((كان مولاي عاشقا ببساطة ولكن الفقر هو الذي يعقد كل شئ ...)) 

قرأت البطلة تلك الجملة لزوجها فقال

وما الجديد في ذلك الفقر يعقد كل شيء ترى ما العجيب في هذا القول عزيزتي ؟

لا شئ عجيب فيه . ولكن الفقر أصبح هو العمود الفقري لهذا المجتمع وهو أيضا الحبل السري القت ما بيدها وقالت أنظر .. وكانت لوحة زرقاء الألوان من لوحات الرسام ((دوقي )) معلقة على الجدار في سآمة وملل وكانت هناك كتب كثيرة ارتفعت حتى بلغت السقف .. وكان الليل وقف هناك وكانت السآمة قد بلغت حدها  وأفضت على الغرفة رائحة لا تطاق ..أضجعت المرأة على أريكة مستطيلة تطالع صفحة من صفحات الأدب المعهود لدينا وليكن ذلك القهر الذى لا مفر منه,ثم تضعه إلى جانبها وكانت نقط الانقطاع غالبة على الأشياء  المكتوبة بكثير

وكانت البطلة .. تبحث في شبه ظلمة الغرفة  على وجه المؤلف حتى إذا ظفرت منه بنظرة أو هيئة جسدية ما ,, أو ابتسامة بالأخص  سالت على خديها الدموع .. علامات ثأثير مانع كأنه ماء مسحور فكانت تخلق بجميع حواس  بدنها ذلك التاجر الفارع القامة  البائع للرمال .. فينقلب الزمان الذى مضى وفات ويصبح شيئا مفقودا .كانت عاشقة  ذلك الوجه الناري وجه المؤلف .. 

لقد اختارت السعة الطافحة , سعة المغامرة الناطقة بين صفحات كتابه  فكانت المأساة لذيذة الطعم .. حلوة المذاق  وصار المؤلف هوى الروح ... 

كان المؤلف قد عشق الحرف منها وكان مولعا .. يطالع صحيفة ((لوموند )) كل مساء وكان قد انبهر بها وخانته قواه من شدة ما تعلق بها .. المجد لك والعذاب لنا.النساء في قريتى أغلبهن أرامل ..فمن أعزى فيك يا وطني ..صار المؤلف يذوق معني المأساة الحقيقية هنا ربما فاز بنص جديد او ببطلة لروايته الجديدة وصار القطار هو المفازة والخراب .. كان حاضرا هناك معها .. أن صور الترمل كثيرة متنوعة ,,قالت في نفسها أن أمرك قد انتهى سيدي ولكن بقيت هذه المرة الدموع متحجرة في عينيها وربما رحلت بعيدا حيث لا يراها هو ومجموع الناس .. 

يبقي التأثر,, كان يسيل على خديها  وعلى صدرها وكانت خطوطا صورة كتفي زوجها مرتسمة على جريدته .. كتفاه يبدوان لها كأنهما جدار قصير ثغين ودعي مضحك . كالنصبة اللزجة الملمس المنصوبة في الطريق الرملية التافهة الطعم . أن السنوات  المتخلفة في أول عشيات الخريف لا تنظر إلى الصيف الراحل ولو نظرة واحدة ومع ذلك فإن الرجل وهو ( المؤلف ) قبل أن يتعود المنامة وبدلة البيت ( البيجامة ) والتليفون الفصيح والابتسامة الدسمة بعض الدسم ..لقد أحبته في السابق وهامت به وأما اليوم فقد أصبحت رقيقة غائبة تعاشر خيالا من خيالات الكتب .  كان ( المؤلف ) يطالع صحيفة ((لوموند )) كل مساء وكان قد أنبهر وخانته قواه من شدة ما تعلق ..وعلى ذكر الأنبهار كان مصابا بداء "الخناق"  كلما تحدث افتعل معها المشكلات إلى ان صار جزءا لا يتجزأ منه .. ولقد أعوزته خصلة لازمة هي عين ما يلزم لكي يصبح الإنسان شيئا يذكر إلا وهي أن يعرف كيف يكون لا شئ ..  وأن ينظر إلى الشارع وأن ينظر إلى السماء .. وأن يتصور أن السماء قد زاحمتها دموع الفقراء والبائسين وتلاميذ المدرسة والحرفين الآولين من حروف الإسم واللقب محفورين على القمطر الأسود . وأن يتصور البيت المبني من الطين الني في الريف والسقف الخشبي وهو يرم ضفتيه ويقضمهما قضما ,, أو نهر (( المسيسيبي ) وهو يصف جناحيه  كألطائر .. وساحة السوق وبائع الثياب القديمة البالية المهلهلة  او الميكانيكي أو الفلاح تحت الشمس .. أو يتصور ذلك الشاطئ وقرص الشمس عند المغيب لك أن تذكر كل هذا . ذلك الشاطئ الحزين وقد غادرته البطاقات البريدية وتلك الحسرة التي يلج البحر بها في خلقها وإعادة خلقها من جديد لك أن تتصور كل هذا في الأفق البعيد الممتد ... ولك أن تتصور يضا تلك المعاناة .. الأب العائل المعيل وهو يسعي جاهدا ويكد لآخر النهار حتى إذا عاد لم يكد يجمع ما يسد حاجته ..لك أن تتخيل الأب العائش فيها المطمئن والعالم يضج من حولك بما هو اكثر من ذلك . وأن تتصور ايضا ذلك القارئ وهو ينظر من الناس أن يؤلفوا عوضا عنه رائعة من روائع الأدب   .. وأن يعبروا عوضا عنه عن الأمور التي يكتب له أن يعيشها ..وأن يتصور  بالأخص قصور السخاء  والترف والعبث بالكلام وصلف الألفاظ , تلك الألفاظ التي خلفتها ريح الكراهية ..ريح ماكرة في سبيل الأمل ,, في صبيحة يوم برد وسلام

أن الانسان قد يشقي أحيانا لأتفه الأسباب

حدثني عن كل هذا ! هوى الروح ...

****

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصر ي الكلمة الحرة و العدل:

ـ لتحميل ملحق "الفيصل"  الشهري   عدد 8 وفق تطبيق البي دي آف  إضغط على الرابط التالي أو أعمل قص/ ثم لصق على محرك البحث:

<a href="https://www.fichier-pdf.fr/2019/07/03/-------2019/">Fichier PDF « ملحق الفيصل شهري  ـ جوان  2019».pdf</a>

Pour télécharger le supplément  mensuel de "elfaycal.com" numéro 8 en format PDF, cliquez ou copiez lien au-dessus :

: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

@elfaycalnews

instagram: journalelfaycal

ـ  أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها

www.elfaycal.com

- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice  cliquez sur ce lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/

To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of freedom of expression and justice click on this link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

Ou vous faites  un don pour aider notre continuité en allant  sur le site : www.elfaycal.com

Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :