wrapper

الجمعة 29 مارس 2024

مختصرات :

ـ عبد الكريم ساورة ـ المغرب 

 

كان يبدو أننا على وفاق كبير، وربما نشبه بعضنا في كل شيء، كانت تطلب مني  في كل لقاء يجمعنا أن أحمل معي وردة حمراء، لأنها كانت تعشق الورد الأحمر بهوس كبير، وكانت تقول لي وعينيها تقطر منهما  كل مشاعر العالم : " أنت فرصة حياتي، ولن أستطيع العيش بدونك " .

 

كنت أعتبرها أنا بدوري فرصة العمر، وكنت دائما أقول مع نفسي : إنها الله يحبني، لأنها جاءت في الوقت المناسب تملأ ذلك الفراغ العاطفي المهول الذي أعيشه خلال هذه الفترة من حياتي. الحياة بدون حب وبدون امرأة بقربك كحديقة بدون ورود.

على ذكر الورود، كلما أجلس مع نفسي أفكر في علاقتي معها مليا، وبما أنني رجل كثير الحرص والإستفسار، ينتبني سؤال بغيض، وهو ما الذي يجمع بين هذه المرأة وبين الورود ؟  لكن سرعان ما أجد الجواب : أن كل نساء العالم يعشقن الورود، لأنهن بكل بساطة رقيقات المشاعر والأحاسيس.

هذا الجواب كان يخفف عني وطأة الدخول في دوامة الشك، و يجعلني أرفع كل لبس عن هذه المرأة التي أشعر في بعض الأحيان أنها تتقمص مشاعر من العهد الكلاسيكي، إنها تحاول في كل لقاء أن تظهر أنها خزان من المشاعر، لكنني كنت أشعر ببرودة في عينيها وفي كلماتها المتقطعة. 

في لقاءنا الأخير أخبرتني بأن عيد ميلادها سيكون نهاية الشهر وقالت لي لاتنسى أيها العاشق الجديد أن تبعث لي بهدية تليق بي، ولم أفِ بالوعد، فقد بعث لها وردا أحمر وماهي إلا دقائق حتى توصلت برسالة  توبيخية وبقوة مضمونها كالتالي :  "هكذا أنتم الرجال، عاجزون و تكذبون في كل وقت " وفهمت على الفور أنها لا تقصد تلكئي في بعث ماتم الاتفاق بيننا، ولكن الرسالة كانت تحمل إشارات أخرى مبطنة وقوية.

لم تدع الفرصة تمر و لأنها شعرت بأنها أهينت إهانة بالغة ونظرا لجمالها الذي لايجعلها تغفر لرجل يستهين بها وبشخصيتها القوية فقد طلبت مني أن أقابلها غدا صباحا، وهو ما استجبت له على الفور، وكان بالنسبة لي فرصة لأعرف الوجه الحقيقي، أو الوجه البشع الذي تتخفى وراءه بلون وجمالية الورود.

وبدون مقدمات بادرت إلى مهاجمتي بعنف مبالغ فيه وقالت لي " أنا لست لعبة في يديك، دعنا نزيل كل الأقنعة، أتعرف أيها العاشق الولهان أن الرجل يظهر وقت المناسبات، وعيد ميلادي كانت فرصة لأعرف من أية طينة أنت، وعليك أن تعرف أننا نحن النساء لانؤمن بالرجل الذي يغرقنا بالتحف المنقوشة عليها الورود، ولكننا نحتاج إلى شيء أكبر، أكبر بكثير مما تتخيلون...

نحن الرجال وليس كل الرجال نعرف ما ترغب فيه المرأة بسرعة، الأمر لايحتاج إلى ذكاء خارق، والمرأة بدورها كذلك لاتحتاج إلى فطنة لتعرف ما يشده إليها ويشتهيه، فهي بالفطرة تشم رائحة الوحش من بعيد، وتفهم جيدا أنه وحش مفترس، لكن عليه أن يكون فنانا ويخترع لها آلة الموسيقى التي تناسب مقامها، ويكتب لها كلمات تليق بقوامها المثالي، وبعد ذلك يبدأ بالعزف على الوتر، لكن يجب أن يكون حذرا جدا، حتى لايعزف على الوتر الحساس، لأن التكلفة ستكون باهظة، سواء في الجد أو اللعب. 

المرأة في جميع الأحوال باهظة الثمن، فهي شديدة الحساسية، وخاصة عندما لانحسن فن التعامل معها، وهو ما بدأت تشعر به في كل مناسبة ألتقي بها، وهو ما أثار ثائرتها وجعلها تثور وتخرج ما بداخلها من غضب عارم، وأمام صمتي الرهيب، وتجاهلي لما تُخططُ وتُلمحُ له، صرخت دون أن تشعر قائلة لي : " اعلم أيها المغفل، أنك أنت الرقم الخامس ، أضعه في لائحة الاحتياط  للزواج واعلم جيدا أنك لاتشكل لي أي شيء في حياتي "... ابتسمتُ ورميتُ بوردة حمراء على الأرض جئت بها كالعادة، فغادرت دون أن ألتفت...

كاتب وقاص من المغرب

*****

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصر ي الكلمة الحرة و العدل

لتحميل الملحق الشهري العدد 11 أوت 2019

و مشاركته عبر التويتر أو الرسائل القصيرة هذا الرابط الخاص:

https://pdf.lu/I1Ax

المسنجر و البريد الإلكتروني  و واتس آب  استعملوا هذا الرابط :

https://www.fichier-pdf.fr/2019/10/01/-----11--2019/

لمشاركته على موقع أو مدونة يجب نسخ هذا الرابط و لصقه على محرك البحث:

<a href="https://www.fichier-pdf.fr/2019/10/01/-----11--2019/">Fichier PDF ملحق الفيصل الشهري  سبتمبر العدد11ـ  2019 ».pdf

Pour télécharger le supplément  mensuel de "elfaycal.com" numéro 11 en format PDF, cliquez ou copiez lien au-dessus :

: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

@elfaycalnews

instagram: journalelfaycal

ـ  أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها

www.elfaycal.com

- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice  cliquez sur ce lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/

To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of freedom of expression and justice click on this link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

Ou vous faites  un don pour aider notre continuité en allant  sur le site : www.elfaycal.com

Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com

آخر تعديل على الأربعاء, 06 تشرين2/نوفمبر 2019

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :