wrapper

الجمعة 29 مارس 2024

مختصرات :

ـ كتبت: خلود الحسناوي ـ بغداد | العراق 

 

كنت بعمر لايتجاوز السادسة وانا اراها صامدة وقد حبست دموعها ولم تظهرها وهي تجلس بكل صمت وكبرياء في  ذلك الطريق ،ترقب مجيء والدي مجازا من جبهات القتال .. اما وقد حان موعد نزوله حتى تهيأنا لاستقباله بكل شوق وفرح .. انتظرنا حتى صارت الشمس في كبد السماء فعادت وهي شامخة نلوذ تحت كتر عباءتها كأنها تستعد ،او مستعدة لاي خبر قد يأتي به القدر اليها .. ماهي الّا سويعات حتى طرق الباب طارق : يخبرنا بأن من ننتظر قد فارق الحياة واصبح على قيد الشهادة ،

حينها لم تنفجر بالبكاء كعادة النساء في مثل هذه الحالات بل زغردت حتى علا صوتها فاستغربنا انا واخوتي لم فعلت ذلك فقد استشهد من كان سندها وسندنا بهذه الحياة !! ؟.. ولم نعرف السر ، واستمرت حياتنا وهي تحنو علينا وتغطينا بجناحيها كما اليمامة مجابهة كل انواع العوز والجوع والتعب والظروف حتى صار منا المهندس والصيدلي والكاتب .. صنعت بوحدتها وقوتها رجالا كبِروا وصارعوا الحياة ولم يعرفوا سر ّ تلك الزغرودة !! حتى صالت وجالت بنا الايام وكأنه حدث من جديد، وهي منحنية على عكازها المصقول فقد كانت تنتظر ذات الانتظار مرة جديدة ،لكن بغير شارعنا الذي ودعناه حينما كبرنا ، كانت تنتظر اخاً لنا ، هوسهُ  الوطن وحملِ السلاح بغيرة وشهامة قل نظيرها .. كنتُ في غرفتي اطيل النظر بتصاوير مرّت  عليها سنين  بهمها وفرحها ومرّها وحلوها ،حتى صكّت مسمعي زغرودة  خُيّل لي للحظة انها عادت من نفس زمن تلك التصاوير وكأني احلم . 

واذا بها زغرودة بدت قوية لاول وهلة فتباطأتْ ضعيفة يكاد صوتها ينخفظ سريعا ..فعجلتُ النزول متفاجئاً   بتابوتٍ لُف بعلم الكرامة يحوي بعضا من اوصال جسد جاسم .. اخي الاصغر الذي تعوّدَ ان يتقاسم معنا كل شيء ..حتى اخذه القدر عنوَة في جرف النصر .. حينها هوَت تلك العجوز الشامخة عليه واطلقت سراح دمعها وهي تقول له :(( ماضاع بيك التعب ماضاع  بيك رباي .. يامن جنت ، سلوتي وهسة عفت دنياي )).. حينها عرفنا ذلك السر الدفين ،انها اعطت اغلى ماتمتلك بهذه الحياة وهو ذخرها، ابٌ لثلاثة ابناء ، غيور شجاع ، وابن ورث عنه شجاعة فريدة .. استبشَرَتْ كون القدر اختارها دون النساء، وكأنه حدث من قبل .

****

 روابط لتحميل الملحق الشهري العدد 14 ديسمبر 2019

https://pdf.lu/q0nV

 https://www.fichier-pdf.fr/2020/01/02/----14--2019/

<a href="/https://www.fichier-pdf.fr/2020/01/02/----14--2019/">Fichier PDF ملحق الفيصل الشهري العدد14ـ ديسمبر 2019 ».pdf</a>

‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها لنصرة الكلمة الحرة

‎لتحميل الملحق الشهري العدد 14 ديسمبر   2019

‎و مشاركته عبر التويتر أو الرسائل القصيرة هذا الرابط الخاص:

https://pdf.lu/q0nV

‎المسنجر و البريد الإلكتروني  و واتس آب  استعملوا هذا الرابط :

https://www.fichier-pdf.fr/2020/01/02/----14--2019/

‎لمشاركته على موقع أو مدونة يجب نسخ هذا الرابط و لصقه على محرك البحث:

 Pour télécharger le supplément  mensuel de "elfaycal.com" numéro 14 en 

format PDF, cliquez ou copiez lien au-dessus :

*****

‏: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

@elfaycalnews

: journalelfaycal

‎ـ  أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها

www.elfaycal.com

- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 

défendeurs de la liberté d'expression et la justice  cliquez sur ce 

lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/

To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 

freedom of expression and justice click on this 

link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

Ou vous faites  un don pour aider notre continuité en allant  sur le 

site : www.elfaycal.com

Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com

 

آخر تعديل على السبت, 11 كانون2/يناير 2020
المزيد في هذه الفئة : « ليلة في الجحيم نحن الصّيد »

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :