wrapper

التلاتاء 23 أبريل 2024

مختصرات :

 ـ باريس  خاص ( الفيصل): ككل سنة ، تمرّ هذه المرة الذكرى الـ 39 لوفاته في صمت و في تعتيم إعلامي كبير، و كأن أصحاب الأمر و المعنيين ببرمجة هكذا تظاهرات تذكر فيها الأجيال بأعظم رجل عرفته الجزائر في تاريخها المعاصر تزعجهم ذكرى فحل جزائري عربي إفريقي يشهد له التاريخ‫..‬ رجل اقترن اسمه بالشهامة و النزاهة و العفة و الصرامة ما زالت صوره

معلقة على جدران بيوت و محلات الجزائريين ؛ رغم التعتيم المقصود و تغييب ذكراه إلا أن ‫ الرئيس الراحل " هواري بومدين" يظل ذلك الرجل الفذ الذي يرتبط اسمه بـ " عزة و كرامة " الجزائر و الجزائريين. وُلد "محمد إبراهيم بوخروبة " الاسم الحقيقي في 23 أوت 1932 و توفي في 27 من شهر ديسمبر 1978.. و هو الرئيس الثاني للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية في ظل الاستقلال. شغل منصب رئاسة الجمهورية في الـ 19 من شهر جوان 1965 بعد عملية إنقلابية أطاحت بالرئيس " أحمد بن بلة" و سُمّي هذا النقلاب العسكري بـ " التصحيح الثوري" الذي قادته مجموعة " بوخروبة" ضد نظام " بن بلة" و كان تاريخ الإنقلاب عيدا وطنيا مهما يحتفل به كل سنة و كتبت في شأنه الأناشيد و الأغاني ظل أطفال المدارس و الكشافة الجزائرية يرددونها في كل مناسبة.. و أُعطى هذا التاريخ بعدا سياسيا و تاريخيا و قوميا. نُعت من قبل خصومه و معارضيه بالديكتاتوري و المتسلط و كل الأوصاف المعارضتية التي كانت تمارس في السرّ؛ و رغم ما قيل عنه يبقى منفردا و متميزا "بومدين هذا" لمواقفه السياسية و بحنكته و بشجاعته في تبني القضايا العادلة و مكافحة الإمبريالية و الاستعمار ‬و لم يستخلفه أحد في ذلك و مازال الشعب و الشارع الجزائريين على حنين كبير لمجيئ رجل بقامته و من طرازه‫.‬ كان وراء اتفاق إيران و العراق بشكل مباشر في إنهاء النزاع بينهما و وقف الحرب المدمرة للجانبين‫..‬ ناشط بشكل بارز في ‫"‬ حركة عدم الانحياز‫"‬ و في الشؤون الإفريقية العربية ‫.‬ اعتمد حكمه على ثلاث محاور رئيسية خلدت الرجل و هي 1‫"‬ الثورة الزراعية تحت شعار الأرض لمن يخدمها 2 الثورة الصناعية و ختاما رقم 3 الإصلاح السياسي‫.‬ قبل استقلال الجزائر لم يرض أن يكون في خدمة الجيش الفرنسي على عكس بعض من حكموا الجزائر بعده و كانوا سببا في بث الفساد و الفرقة و إراقة الدماء في عهد الاستقلال ‫(‬ التسعينيات ‫)‬ و هم من سميوا بـ ‫"‬ ضباط فرنسا‫"‬ ‫..‬ ففر وقتها من خدمته في الجيش الفرنسي متجها إلى مصر ليتابع دراسته في ‫"‬ الأزهر الشريف‫"‬ ‫.‬ عرف بموقفه المتحيّز دون شرط للقضية الفلسطينية و دعمها بشكل محسوس ، و هو صاحب المقولة المشهورة‫"‬ نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة‫"‬ في قمة الرباط ‫(‬ المغرب‫)‬ 1974 و هو الذي أيضا قال في الشأن الفلسطيني ‫:"‬ لا وصاية على الفلسطينيين ‫.. لا تفاوض ، لا تطبيع ، و لا تعامل مع العدو!" كانت الدبلوماسية الجزائرية تحت حكمه لها صيت كبير، يرأسها أنذاك " عبد العزيز بوتفليقة " و كللت هذه الجهود في رفع التحدي ضد كل أشكال الإمبريالية و الاستعمار حيث مُكّنَ من خلال ذلك الرئيس " ياسر عرفات" في إلقاء خطابه الشهير في هيئة الأمم المتحدة لعام 1976 . كان شريكا فاعلا إلى جانب مصر و القوات العربية في " حرب أكتوبر 1973. " ‬كشف الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة في تلك الفترة على قناة الجزيرة ، أن دور الجزائر في حرب أكتوبر كان أساسياً وقد عاش بومدين ومعه كل الشعب الجزائري تلك الحرب بكل جوارحه ‫"‬ ‫.‬ هو أول رئيس من دول العالم الثالث الذي تحدث في هيئة الأمم المتحدة عن ‫"‬ نظام دولي جديد‫"..‬ و تحصل من نفس المنظمة الدولية على جائزة السلام عام 1976‫.‬
‎من أهم مواقف التاريخية و خصوصا التاريخ المشترك بين الجزائر و مصر ما دار بينه و بين السادات حيث ‫"‬
‎" اتصل بومدين بالسادات مع بداية حرب أكتوبر وقال له إنه يضع كل إمكانيات الجزائر تحت تصرف القيادة المصرية وطلب منه أن يخبره فوراً باحتياجات مصر من الرجال والسلاح فقال السادات للرئيس الجزائري إن الجيش المصري في حاجة إلى المزيد من الدبابات وأن السوفيات يرفضون تزويده بها وهو ما جعل بومدين يطير إلى الاتحاد السوفياتي و يبذل كل ما في وسعه بما في ذلك فتح حساب بنكي بالدولار لإقناع الروس بالتعجيل بإرسال السلاح إلى الجيشين المصري والسوري "‫ .و في شهادات على العصر قال الرئيس المصري " أنور السادات": إن ‬جزءاً كبيراً من الفضل في الانتصار الذي حققته مصر في حرب أكتوبر - بعد الله عز وجل - يعود لرجلين اثنين هما الملك فيصل بن عبد العزيز عاهل السعودية والرئيس الجزائري هواري بومدين ، ( تصريحات للسيدة كاميليا ابنة الرئيس السادات ، في قناة الحياة الفضائية المصرية بمناسبة ذكرى حرب 6 أكتوبر 1973)‫.‬ تاريخ هواري بومدين غني بالمواقف الوطنية القومية العربية و توفي في ظروف غامضة ، إلا أن روايات تسميمه من قبل العدو الإسرائيلي كانت الأرجح و الأقرب ، و قد نشرت تقاريرا و دراساتا استخباراتية و بحثية تشير إلى تطابق حالة ‫"‬ هواري بومدين‫"‬ و ما تعرض له ياسر عرفات‫"‬ من تسميم مؤكد ، بالإضافة إلى شهادات بعض المقربين من بومدين كأحمد طالب الإبراهيمي و غيرهم الذين لم يقتنعوا بالتشخيصات الأولية قبل وفاة الرئيس الراحل هواري بومدين المفاجئة كشهادة وزير شؤون رئاسة الجمهورية والخارجية العراقية الأسبق، حامد الجبوري، أن الرئيس الراحل هواري بومدين قُتل مسموما بعد زيارته إلى بغداد، وفي طريق عودته من دمشق‫!‬ السؤال المطروح ‫:‬ قامة وطنية عربية و دولية بهذا الحجم لا نتذكره إلا بشكل غير مباشر روتيني في الأخبار و النشريات الإعلامية المتعلقة بنشاط مطار دولي في العاصمة ‫!‬ أهل ذكر و تذكر الرجل يحرج و يخزي بعض من مازال يجول و يعوث فسادا في دواليب الحكم و يشعره بالدونية و النقص أم هو مجرد إهمال أو نسيان غير مقصود بحكم التحولات المتسارعة التي تشهدها الجزائر ‫..‬ عموما دول عربية و غير عربية مستفيدة كثيرا من حادثة قتله و تغييبه ؛ فهل يخفى القمر أو تُغطى الشمس بالغربان‫!‬؟

ـ إدارة التحرير

***

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:
‏: https://www.facebook.com/khelfaoui2/


- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce lien:

آخر تعديل على السبت, 30 كانون1/ديسمبر 2017

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :