wrapper

الأربعاء 24 أبريل 2024

مختصرات :

باريس - (أُدرج يوم الأربعاء) : دخل الرئيس ماكرون، بعد مرور اقل من ثمانية عشر شهرا عن تقلده مراسم الحكم بفرنسا، ابتداء من الصائفة الماضية، في منطقة وعرة  لم يتفطن لبوادرها في بداية عهدته و لم يكن متأهب لمواجهتها. 

وكانت سنة 2018 بالنسبة للرئيس ماكرون صعبة بدأت بانقسامات داخل فريقه وطاقمه الحكومي، حيث عرف الرئيس الفرنسي، بعد مرور خمسة عشر شهر من توليه الرئاسة مغادرة سبعة وزراء من طاقمه الحكومي

وشكلت الضربة الموجعة بالنسبة له في استقالة احد مقربيه، وزير الداخلية، جيرارد كولومب، بعد تسجيل عدة ارتباكات في أعلى هرم الدولة. 

وساهمت هاته الاستقالة الصادرة عن احد ابرز مسانديه، حسب المحللين، في أضعاف الرئيس الفرنسي، في وقت كان يتحدى فيه حتى الرئيس الأمريكي، دونالد  ترامب، و الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بخصوص القضايا الدولية الكبرى. 

وقبل استقالة جيرارد كولومب، غادر الايكولوجي، نيكولا هولو، الحكومة في 28  أغسطس الفارط بعد خلاف حول السياسة الايكولوجية التي كانت من بين التزاماته. 

وتمثلت القضية الأخرى التي أُجبر ماكرون على مواجهتها في فضيحة مستشاره  الأمني، ألكسندر بينالا، حيث كانت بمثابة زلزال ضرب طاقمه و سلط الضوء على  طريقة حكم الرئيس الفرنسي و كذا الصلاحيات المخولة لمقربيه

وكانت هذه القضية التي انفجرت في الصائفة الماضية وراء اخطر أزمة في رئاسة ايمانويل ماكرون و افتعلت تشويش معتبر على مستوى الاتصال المؤسساتي. 

مع هذا، و بالرغم من عديد الضربات الموجعة التي تلقاها ماكرون، واصلت حكومته تحت قيادة رئيس الوزراء، ايدوارد فيليب، طريق الاصلاحات التي وعد بها المترشح ماكرون، غير أنه و إن وافقه في ذلك اغلبية الفرنسيين فلقد اعاب عليه أخرون  فتحه لعدة ورشات في الوقت نفسه و انطلاقه في تلك الاصلاحات بوتيرة "أسرع من  عزف موسيقي".

        *** الإصلاحات الضريبية: القطرة التي أفاضت الكأس***

لم يكن الرئيس ماكرون ليتوقع أن تجسيد الإصلاحات التي وعد بها سيحدث اضطرابات على الصعيد الاجتماعي، ذهبت حتى إلى المساس بالقدرة الشرائية للفرنسيين، الذين تواجه أغلبيتهم، منذ سنوات، صعوبات في توفير حاجيات فترة آخر الشهر. 

وأظهرت سنة 2018 للرئيس ماكرون بوادر تفيد أن المجتمع الفرنسي يعرف تغيرات، حيث شُنت عدة حركات اجتماعية خلال هذه السنة من طرف الطلبة و تلاميذ الثانويات والمتقاعدين و مستخدمي الصحة و العمال، وهي حركات تعبر عن غضب لم يُتفطن له إلى غاية القطرة التي افاضت الكأس و هي الرسوم المفروضة على أسعار الوقود. 

وسلط هذا الاستياء من الإجراءات الضريبية الذي عبرت عنه "السترات الصفراء"، وهي حركة شعبية لا هي نقابية و لا هي سياسية، الضوء على قلق اجتماعي تنامى عند الفرنسيين لمدة طويلة، قبل ان يعبروا عن غضبهم ضد طريقة حكم رئيس وُصف "برئيس الاثرياء".

وحسب المحللين، فقد عبرت هذه الحركة، بالرغم من أعمال العنف العديدة التي تخللت تجمعاتها، عن الهوة المتواجدة منذ سنوات بين الحكام و الشعب. 

ولتهدئة النفوس و حلحلة هذا الوضع، أعلنت الحكومة عن جملة من التدابير الاجتماعية و الاقتصادية، غير أن "السترات الصفراء"، التي تبقى حركة غير  مهيكلة، تشكل للرئيس الفرنسي معضلة حقيقية نظرا لغياب أي جهة محاورة.   

       ***وضع اقتصادي غير مطمئن ***

        

وبمرور الأيام و مع تصلب الحركة و استدامتها بالرغم من تسجيل نوع من التراجع في الأسابيع الأخيرة، حققت حركة "السترات الصفراء"، التي تبقى مدعومة  بثلثي الفرنسيين، تغيرا في عهدة ايمانويل ماكرون نحو وضع تشققت فيه قدرته على الإصلاح و كذا شعبيته و لم يعد قادرا على الحكم مثل ما قام به خلال الأشهر  الأولى لتقلده الحكم. 

في هذا السياق، أوضحت يومية "لوموند" في عددها الصادر يوم السبت الفارط أن الرئيس ماكرون قد أدرك، من خلال حركة "السترات الصفراء"، غضب جزء من  الفرنسيين

ولأن المصائب لا تأتي عادة فرادى، تأثر الوضع الاقتصادي، الذي كان يُراهن على تحسنه، ب"شكل كبير" بسبب هاته الاضطرابات، حسب وزير الاقتصاد، برينو  لومير، الذي أشار إلى وضع اقتصادي غير مطمئن

وتختتم سنة 2018، حسب توقعات المعهد الوطني للإحصائيات والدراسات الاقتصادية، بنمو اقتصادي عند مستوى 5ر1% في آفاق سنة 2019 تشير إلى تدهور  أكبر للوضع بالنظر إلى ظرف دولي أسوء. وحسب أرقام المصدر نفسه، ستقارب الديون العمومية نسبة 100% من الناتج الداخلي الخام. 

بهذا، سينهي الرئيس الفرنسي سنة صعبة بالنسبة له، اذ يتعين عليه ابتداء من أول أسبوع للسنة المقبلة أن يجد طريقا نحو الهدوء  والسكينة حتى يتمكن من الشروع في المرحلة الثانية من عهدته الرئاسية التي سيكون خلالها مجبرا على تقديم اجوبة سريعة لمختلف التحديات الاقتصادية، وفي نفس الوقت الاستمرار في جس نبض الشارع.

ـ عن (واج)

ـــــــ

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:

: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

@elfaycalnews

instagram: journalelfaycal

ـ  أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها

www.elfaycal.com

- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice  cliquez sur ce lien: : https://www.facebook.com/khelfaoui2/

To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of freedom of expression and justice click on this link:  https://www.facebook.com/khelfaoui2/

Ou vous faites  un don pour aider notre continuité en allant  sur le site : www.elfaycal.com

Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com

 

آخر تعديل على الخميس, 27 كانون1/ديسمبر 2018

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :