wrapper

الخميس 25 أبريل 2024

مختصرات :

*بقلم :  لخضر خلفاوي

 

و كأن الزمن متوقف بنا في الجزائر‫!!!‬ و أنا أراجع بعض وثائقي و أرشيفي البعيد عثرت على واحدة من قصاصاتي المتعلقة بزاويتي الساخرة الأسبوعية ‫"‬ خيبات آخر ساعة‫"‬ سنة 1997 ؛ التي كنت أكتبها بصحيفة أسبوعية وطنية شاملة أين كنت أشغل منصب رئيس تحريرها و مسؤول نشرها

‫..‬ شدني موضوع هذه الزاوية التي تتحدث عن الوضع الشامل لجزائر أواخر التسعينيات و وقتها كان بطبيعة الحال السيد ‫"‬ أويحيى ‫"‬ رئيسا للحكومة ‫..‬للذكر ‫"‬ خيبات آخر ساعة‫"‬ ترجمت معظم مقالاتها ـ التي بحوزتي ـ إلى الفرنسية و نشرت في كتاب بعنوان ‫"‬ الثائر ‫(‬أو المتمرّد‫)‬ و غضب الكتابة ـ يوميات حلم مغتال‫"‬ ‫..‬ صدر في فرنسا في أوت 2015‫.‬
‎شدني موضوع و محتوى هذه الزاوية و تطابقه العجيب مع الواقع الحالي‫..‬ عشرون سنة خلت و مازالت الجزائر تُدار بالعقلية نفسها و بنفس الشخصيات ، و كأن الحكومة لم تتغيّر منذ 20 عاما‫و لم ننته بعد من " أويحيى " و زمره!‬
‎‫فإليكم ماكتبته منذ عشرين حولا و الجزائر لا أبا لها يسأم!:‬

*
‎‫"خيبات آخر ساعة:‬ هل بإمكان حكومة ‫"‬ أويحيى ‫" أن تحيينا؟!‬


‎ـ بقلم‫:‬ أبو ماجدة ‫*.‬
‎ عندما قررنا العودة إليكم أيها الأعزاء ، و في الحقيقة لم نقرر العودة ، و إنما كانت العزيمة و التحدي وراء هذه ‫"‬ الرجعة‫"‬ ‫!..‬ وجدت نفسي وسط هالة تشكل تراكمات لهيستيرية نعايشها لحظة بلحظة ؛ حتى لا أتكلم بتفاؤل و أقول نعايشها يوما بعد يوم ‫!‬ إنها ‫"‬ خيبات متتالية‫"‬ تزاوجت بذاكرتي و تكاثرت كثرة الألم و الوجع‫!.‬
‎دائما كانت الحيرة عنوان اختياري لإحدى الخيبات‫..‬ هل أتكلم عن اليد الممدودة، الغليظة و التي كانت دوما وراء توقيف الجريدة ، أم عن مرارة الانتظار و الترقّب لهذا الصدور الذي دام 8 أشهر كاملة‫!‬ كانت الحيرة تشكل الفجيعة التي أحياها يوميا، فجيعة السؤال الذي يشكل كنه الغموض الذي أودى بالجزائر ‫(‬ ضحية ، مضرجة بالدماء‫)‬، جسدا منكّلا، منهار القوى ، بعدما تمكنت قوى الهدم و الذبح و الفتن منها ، و جعلت هذه ‫"‬ الجزائر‫"‬ بلدا ـ غير آمن ـ يفوق الهند في تناقضاته و غرائبه؟‫!‬ ـ و لا نملك نهرا كـ ‫"‬ الغانج‫"‬ مثلا ‫؛ نرمي فيه خيباتنا هذه! ـ فالتناقضات و الغرائب عندنا أخذت مستوى رفيعا جدا، و لا يفهمها حتى " التقنوقراطي من جملة المجموعة التقنوقراطية التي تشكّل طاقم حكومة أويحيى في زمن جزائر تموت، شعب يموت و الأرض أيضا تموت!! خيبتي تزداد عندما يزداد الإنسان الجزائري صلة بالموت، و يتباعد بسرعة " الضوء" عن الحياة الطبيعية المألوفة! خيبتي تزيدني وجعا عندما تتعالى التنديدات المتنوعة ـ شكلا و لونا و لغة ـ من أجل إيقاف النزيف الدموي كذلك النزيف البشري ؟!. و من أجل الحفاظ على ما تبقى من الشعب؟! … إني أعجز ـ تصورا ـ عجز ( هؤلاء الذين تأويهم بيوت العجزة؟!) ؛ عندما لا أجد تفسيرا لما حدث أو يحدث أو الذي قد سيحدث، لأني لا أكاد أفهم و استوعب أن الشعب الجزائري ـ يهضم فعلا ـ فكرة التطبع مع الموت و مع العنف و صور التطاحن … ‬إني لا أتصوّر ماذا لو استمرت ـ العقلية الاستئصالية ـ ‫للعنصر الجزائري و العقلية ‬ التنفيرية للطاقة الفكرية لمثقفينا ؟‫!‬ و ماذا لو تضامنت الدول المنشغلة بوضعنا و فتحت أبوابها للراغبين في اللجوء إليها دون استثناء و للطاقة الثقافية بشكل خاص؟‫!‬ حتما ستبقى الجزائر عبارة عن ضيعة صغيرة تأوي الكتل التي ـ تفضل العيش في البر ـ بعقلية مائية؟‫!‬ ـ إلى جانب الكراسي البرلمانية ‫…‬ و ‫(طواقم) أخرى ليست لها علاقة بعملية الهضم و الطحن ؟! طبعا قد يحدث هذا بعد فشل ذريع في إيجاد أسباب البقاء و البناء و النضال و تفشي اليأس و الإحباط داخل جميع الشرائح و التركيبات الاجتماعية لهذا الشعب‬ الضحية ، لهذا الوطن الذبيح الذي راح و ما زال رهينة ‫(‬ لتشكيلة هجينة ‫)‬ تسمى في نظرهم بالفعاليات أو الحساسيات الديمقراطية؟‫!‬ فهل يمكن لحكومة السيد ‫"‬ أويحيى‫"‬ و هذه ـ النماذج الداعية إلى السلم و الديمقراطية ـ تغيير مجرى الموت ، فننجو جميعنا من واقع المجازر الجماعية و لغة الإبادة و الموت؟‫!‬
‎ ‫(‬ لخضر خلفاوي‫)‬*

‎ في 18أكتوبر 1997

آخر تعديل على السبت, 14 تشرين1/أكتوير 2017

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :