wrapper

التلاتاء 16 أبريل 2024

مختصرات :

*بقلم: د.كفاح جرار| الجزائر


يقال إن كاتب العمود الصحفي، يعبر عن نفسه ورؤاه وهواجسه الداخلية، أكثر مما يكتب عن واقع معاش خارج عنه، إذ يلقي بما نفسه على غيره، فيتحدث باسم الكل وفي الحقيقة لا يسطر إلا بما يعتمل في نفسه، من ألم وانكسار أو بهاء وفرح، وقد يكون هذا الزعم صحيحا، ولكن ليس لكاتب من عالم يزعمون زورا أنه ثالثي، ويعاني أكثر من غيره من عمال الأرض الذين جف حلق ماركس وأصحابه ولم يتحدوا،

فاسود الكتاب الأحمر واغبر وأكلته الأرضة، وقد رفعت الدول عمالا فوق عمال، فليس العامل الهندي كجاره البنغالي وما هذان كصاحبهما الخليجي أو الألماني فما بالكم بالجزائري، الذي يستقهوى ويأكل ويصلي ويتحدث ويقرأ الصحف أكثر مما يعمل بكثير، أو يحرثون عليه جميعا دونما رحمة وشفقة باعتباره كائنا خلق لجر العربات فقط.
بمناسبة الحديث عن الحرث والبذر، فقد دخلنا خريف الطبيعة بماء ماشاء الله منهمر، والمفارقة غياب البرد، فأبشروا بشتاء طويل وساخن، فطالما بردت في المشرق فإنها تسخن في المغرب، هذا ما توصل إليه خبراء الرصد والتنبؤ الفكي.
هما جناحا الوطن الكبير، وما بينهما أواخر مصر وفلسطين، وقد شهدت الأولى معارك دموية مدبرة باسم الحرب على الارهاب لرفع أسهم السيسي ونظامه، وتستعد مصر لتجديد البيعة باسم ابنيها لهادمها، وهي انتخابات هجرها الشعب سابقا، ما يعني أن على المبصرين أن يعرفوا أو يكتشفوا الفرق بين حكم مرسي البائد وحكم السيسي القائم، أما فلسطين فهي التي تصنع الحدث دوما لأنها جوهر الحدث.
فأين هي القوى الديمقراطية والقومية والوطنية والتغييرية، وأين أولئك الذين شتموا وتطاولوا وشحذوا ألسنتهم في لحم مرسي وإخوته، بل أين شباب الساحات الذين صدعوا رؤوسنا في جميع المواقع والمحافل؟.
هي ساعة غابت فيها الفضائل أو تكاد، فلم وكيف ومتى؟.
يقال إن سيدنا عيسى عليه السلام غبط ابن خالته سيدنا يحيى عليه السلام، ساعة عددا فضائلهما، فقال النبي المرفوع، الذي ننتظر قدومه بفارغ الصبر، لقد رفعك واختصك الرحمن تعالى علي، فقال عنك، والسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا، أما أنا فقلتها عن نفسي بلساني، فسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا، لكن هذه حادثة مضت ولن تتكرر، وإن تكررت فمع أشخاص بعينهم وليس مع شعوب تنام على التراب وتحلم بالسجاد العجمي، مع أن رسولنا كان ينام على حصير خشن ويقول شاكرا، ما أنا إلا عابر سبيل استظل بظل شجرة ومضى، لكن أمته من بعده ترغب في الإمساك بالقمر دون صناعة مركبة فضائية، وهذا من باب العجز والتواكل، كذلك الرجل الذي أنجب وأنجب من الأولاد عشرا، وهو يعتقد أن الله تعالى سيرزقه وإياهم، لمجرد أن زاد عدد الجهلة والمتخلفين وأطفال الشوارع، ونحن ما زلنا كعادتنا نسجل أعلى مبيعات في كتب الرقية وتفسير الأحلام، أي أمة مسكونة بهواجس شياطينها، كأن شياطيننا يعانون أزمة سكن، وأمة نائمة ترى المستقبل وتغيير الواقع بالحلم والمنام فقط؟.
بالمناسبة فإنه رغم انف السياسة والتاريخ يشترك الجزائريون جميعا عربيهم وأمازيغيهم بدويهم ومدنيهم وفلاحهم سيدهم ووضيعهم غنيهم وفقيرهم مهما كان وعلى اي مذهب كان ومن أي اثنية انبثق، من الشاوي الى القبائلي والشعانبي والاباضي والترقي جميعهم يشتركون في عشقهم للكسكسي والشاي الاخضر.
واكثر من ذلك المغربي مع التونسي ايضا يشتركون مع الجزائري في عشق الكسكسي والشاي وهي وحدة مطبخية رغم انف الخلاف التاريخي ان وجد ورغم انف الفرقة السياسية.

آخر تعديل على الأحد, 19 تشرين2/نوفمبر 2017

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :