طباعة

ـ الفيصل : تزامنا مع انطلاق الحملة ‫"‬ الإنتخابية‫"‬ أثارت صور الشباب الجامعي الجزائري ـ المقهور ـ من خلال أوضاع البلاد و هو يتوجه بالآلاف و يتجمع أمام المعهد الفرنسي ـ المركز الثقافي ـ بالجزائر حفيظة الناقمين و الغاضبين و كل أصناف التعليقات المتضاربة على الفضاءات الإجتماعية للتواصل العنكبوتية و وسائل الإعلام ‫..‬

لكن أهم و أغرب ردات الفعل هي تلك المتعلقة بأولي الأمر من المسؤولين في هذه البلاد كالسيد ‫"‬ أويحيى‫"‬ رئيس الحكومة المخضرم في كل الحكومات تقريبا و الملقب بصاحب المهمات ‫"‬ القذرة‫"‬ ‫!‬ لا نريد في هذه المناسبة التذكير بمواضع ‫"‬القذارة الحكومية ‫"‬ المرتبطة بممارسات هذا الرجل و حزبه و علاقته الوثيقة بالنظام فأويحيى الذي يعتبر بالمنطق و بالإحصاءات التاريخية من أهم المسؤولين الجزائريين الذين دفعوا بالبلاد ـ من خلال سياساته العمياء العقيمة ـ إلى عدم استقرار مستديم للبلاد إقتصاديا و اجتماعيا و سياسيا‫.‬ ففي كل مرة و بمجرّد انخفاض أسعار البترول تظهر‫ " سوأة" النظام للعيان من خلال فشله في انتهاج سياسة عميقة رشيدة و مستديمة في ضمان الأمان الإجتماعي و الإقتصادي لمعظم الجزائريين. ‬ أويحيى لم تعجبه استجابة الآلاف من الشباب الجامعي المتعلم لمبادرة المعهد الفرنسي بالجزائر في فتح مسابقة التأهيل من خلال اختبار مؤهلات المترشحين لتميكنهم فيما بعد من فرص الانتقال إلى فرنسا لمتابعة مشاريعهم الدراسية‫.‬ أويحيى بلهجة قديمة أو أركاييكية يعتبر التدفق التلقائي لآلاف المترشحين من هذه الشريحة الفاقدة لفرص النجاح و الإندماج الفعلي في وطنهم تقف وراءها أطراف تريد تشويه صورة الجزائر‫.‬ كأن أويحيى يتناسى يوم أن زار الرئيس الفرنسي الأسبق ‫"‬ جاك شيراك‫"‬ الجزائر و خرج الملايين من الشباب الجزائري في الترحيب به بالرايات الفرنسية الجزائرية و كلهم بصوت واحد و هتاف موحّد‫:‬ ‫"‬الفيزا ‫..‬ الفيزا ‫..‬ تحيا جاك شيراك ‫"‬ ‫!‬ وقتها لم تكن هناك أياد خارجية كانت وراء عفوية الشباب و ضجره من أوضاع البلاد و مطالبته للتأشيرة الفرنسية رغبة في الهجرة بحثا عن لقم العيش‫!.‬ و اليوم يضيف أحمد أويحيى بأن ‫"‬ الأمر ليس متعلقا بقضية ‫ـ الحراقة (أي الهاربين من الوطن )‬ بل هو شباب جامعي باحث عن العلم‫"!‬ نعتقد أن رئيس الحكومة الفالتة منه أمور الجزائريين تلعثم لسانه عند ذكر ‫"‬ العلم‫"‬ أكيد أنه كان يقصد ‫"‬ العمل‫"…‬ لأن الشباب الجامعي الجزائري ليس بحاجة للسفر بالملايين إلى الخارج تحديدا إلى فرنسا من أجل العلم ؛ بل من أجل لقمة العيش ـ أي العمل ـ بحكم أن كل حكوماته تقريبا فاشلة في ميدان التشغيل و ليس بمقدورها توفير الشغل المناسب للجميع ‫!‬
‎فقضية ‫"‬ المعهد الفرنسي‫"‬ و الضجة التي أثيرت حول المسابقة المذكورة ـ الفضيحة فيها ـ و المأساة لا يتحملها إلا نظام أعمى أو متعامِ و أصم يرفض الاستماع إلى النداءات و الانتقادات و يعتبر كل حراك شرعي أو مبادرة مدفوعة بتحريض من قبل أياد من الداخل و الخارج لتشويه ‫"‬ جزائرهم‫"‬ تركة الاستعمار الموضوعة تحت وصايتهم و زمرهم ‫!‬ ألم يأتِ الأوان و يستفيق النظام من سياسة الهروب إلى الأمام و سياسة ذر الرماد في الأعين من خلال تنظيم انتخابات صورية فارغة من معناها بحكم أنها لا تخدم إلا أصحابها‫ و أصحاب " الشكارة" = (أكياس المال الوسخ)! .. ليست طوابير الفاقدين للأمل من " الشباب الجامعي بالآلاف أمام المؤسسات الفرنسية بالجزائر‬ و حالات ‫"‬ الإغماء ‫"‬ من قهر ظروف الانتظار كحجة على تشويه صورة الجزائر؛ بل المعضلة تكمن في نظام فاسد برمته يرأسه منذ سنوات رجل فاقد للحركة و للكلام و تديره حكومات غير كفؤة و لوبيات في الحكم متطاحنة فيما بينها من أجل اقتسام الصفقات و المشاريع على حساب تنمية البلد و رفاه شعبه و حقه في العيش الكريم دون اللجوء إلى الهجرة و استخدام كل الطرق للهرب من جحيم الانسداد و العجز في كل القطاعات تقريبا‫.‬
‎ـ التحرير

آخر تعديل على الثلاثاء, 31 تشرين1/أكتوير 2017

وسائط