wrapper

التلاتاء 23 أبريل 2024

مختصرات :

 ـ الفيصل ـ أعمدة: إن الحكم الأخير الصادر في حق الرئيس الأسبق ‫"‬ محمد مرسي‫"‬ يؤكد أن العدالة في الوطن العربي بشكل تقريبي هي عدالة صورية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالسياسة و بمواقع و سلطات نفوذ‫..‬ لو كان ‫"‬ حسني مبارك‫"‬ مثلا في دولة من الدول المتقدمة و هو شيء مستبعد إن لم نقل من المستحيلات لن يصل هذا الصنف من الرجال منصب قيادة أمة بحكم انتمائه إلى مؤسسة عسكرية مهما كانت تضحياته و تاريخه العسكري ،

بالإضافة إلى ارتباطاته الوثيقة طيلة حكمه بعد السادات بالفساد الشامل وباستغلال النفوذ لمصالحه الشخصية و عائلته‫…‬ العدالة سواء كانت في مصر أو في أي بلد ‫"‬ عالم ثالثي ‫"‬ هي مرادفة لـ ‫"‬ اللاعدالة ، فهي تسير حسب أهواء التغيرات السياسية، و يتبع هذه المطاطية القضائية و الإنفصامية في تطبيق الدستور و القانون كتائب من الإعلاميين التي من عادتها الميل ميلة واحدة و تضع كل إمكاناتها و أبواقها في خدمة المعتدي و منتزع الحكم بالقوة‫!‬ لا نجد تقريبا نخبة ثقافية إعلامية ناضجة و محايدة مهما كانت توجهاتها السياسية و الدينية و الفكرية أن تنصر الحق حتى و لو كان على نفسها و لا ينحصر ذلك في ‫"‬ مجال الانتماءات و القناعات الخاصة‫"!‬ بعد ثورة الـ 25 يناير 2011 و قبل اختراقها فيما بعد و تحريفها و تشويه أهدافها من قبل بقايا النظام المباركي و تيارات علمانية موالية للإملاءات الغربية كان ينظر لـ ‫"‬ حسني مبارك ‫"‬ بعد الأحداث الأليمة التي دفع فيها الشعب المصري المعتصم الحر في الشارع الثمن الغالي على أنه مجرم و متورط ‫(‬ بالمنطق و القانون‫)‬ في تلك الأحداث التي أزهقت الأرواح بالمئات و سجنت و شردت الآلاف من الضحايا و المعتصمين و المنتفضين ضد الفساد الممنهج من قبل نظام ‫"‬ مبارك ‫"..‬ اعتقدنا أن محاكمة ‫"‬ مبارك و مقربيه و أفراد عائلته‫"‬ ستكون محاكمة العصر في التاريخ العربي و ستكون أم الدنيا مثلا يقتدى به في إصلاح سياسي و قضائي من شأنه أن تنتشر عدواه المباركة إلى باقي الدول العربية ‫..‬ هؤلاء المشهود لهم لدى الخاص و العام في الشارع المصري بفسادهم و فحش نظامهم و استغلالهم لموارد الشعب المصري ؛ إلا أن المؤسسة العسكرية شأنها شأن كل المؤسسات العسكرية في الجزائر و سوريا و الأردن و بعض الدول العربية في الشرق الأوسط وظيفتها أين تكون تقليديا وظيفتها الأولى هي الحفاظ على كرسي النظام و تقاسم مداخيل البلد و مصالحه و ليس وظيفة دستورية كما في كل الدول التي تعيش بمنأى عن الفساد الشامل ، أين يكون دور الجيش حياديا و يقتصر على مهمات عليا ، كالحفاظ على حدود الوطن و حماية المواطن ليس العكس كما هو معمول به في بلداننا ؛ ترهيب و قمع المواطنين و المعارضين تحت مسميات و ذرائع فضفاضة و جوفاء مختلفة بحجة الحفاظ على وحدة الوطن‫.‬ عموما أُقيمت الدنيا بمنأى عن ‫"‬ أمها‫"‬ و تمخض جبل الطور فولد ‫"‬ فأرا‫"‬ في شبه جزيرة سيناء كان فارا من غوغاء و هرج سياسي أمني لا حصر له‫!‬ و تم مع مضي الوقت تمييع الثورة و مكاسبها ليستعد ‫"‬ نظام مبارك‫"‬ نفسه للخروج بحلة جديدة يواصل من خلالها الاحتيال على عقول المصريين، فأُعدت العدة ، و كان الفريق الأول ‫"‬ عبد الفتاح السيسي‫"‬ يبرمج بإحكام عملية استعادة نظام ‫"‬ مبارك‫"‬ بنسخة محدثة و بأقنعة مختلفة ، في ذات الوقت كان ‫"‬ محمد مرسي‫"‬ يخطط بدوره للاستغناء عن خدمات ‫"‬ السيسي‫"‬ بحكم أنه امتداد لنظام ‫"‬ مبارك الفاسد و قد يكون خطرا في أي وقت قد يفسد برنامجه الرئاسي‫.‬ للإشارة فإن ‫"‬ محمد مرسي‫"‬ يعد أول رئيس مصري مدني منتخب‫.‬ فكان كل من مرسي و السيسي يترصدان بعضهما البعض ‫:"‬من يبدأ بالآخر؟‫"‬ ؛ و عادة من يباغت في الضربة الأولى تكون له بالمنطق الغلبة‫!‬ و بحكم أن ‫"‬ محمد مرسي‫"‬ يفتقر إلى الخبرة في الحكم و يعتبر دخيلا على الممارسة السياسية و ينقصه ‫"‬ التكتيك و الدهاء السياسي‫"‬ الذي يؤمنه من المؤامرات على حكمه كان مضغة سهلة لحركة الضباط و الجيش الذين يشتغلون لحساب الفريق الأول عبد الفتاح السيسي و ـ اتغدا السيسي بمرسي ‫"‬ قبل أن ينوي الرئيس مرسي ـ الساذج سياسيا ـ أن ـ يتعشَّّا بـ ‫"‬ السيسي‫"‬ و نجح إنقلاب العسكر و جيء بكل التهم التي فُصّلت تفصيلا بليل ، بل بليالٍ طوال ، و قدم ‫"‬ أول رئيس مدني منتخب ‫"‬ على أنه العدو الأول للشعب و للبلد و خُوّن و إلى ما ذلك من الحملة النظامية العسكرية التي أعادت تنظيم الخارطة السياسية في البلاد و بسطت نفوذها من جديد و قُدم ‫"‬ عبد الفتاح السيسي ‫"‬ و هو دون خبرة سياسية تذكر كـ ‫"‬ مخلص البلاد و العباد‫"‬ ، و التهم التي وجهت كلها للرئيس ‫"‬ مبارك‫"‬ انتقلت من المستشفى العسكري لتلتصق بقدرة قادر في النهاية بشخص آخر و هو المخلوع رغم الدستور ‫"‬ محمد مرسي‫"!‬ و تم إخلاء سبيل ‫"‬ حسني مبارك و ذويه ‫"‬ و فيما بعد تم تبرئته من كل التهم تقريبا و صار حرا طليقا و تلتقط له صورا عند كل تنقل من تنقلاته و أبنائه في منتجعات مصر الفخمة و الفاخرة، و كأنه لم يحدث شيء ‫!‬ هذا إن دل على شيء فإنه يدل على هشاشة و ‫"‬ كارتونية‫"‬ الجهاز القضائي في بلداننا العربية و في مصر تحديدا؛ فخبر الحكم الأخير على مرسي بـ 3 سنوات حبس تضاف إلى الأحكام ‫"‬ المجهزة‫"‬ السابقة لدليل على أن المحاكمات تحت الطلب السياسي هي سيدة الموقف ، و توبع ‫"‬ محمد مرسي‫"‬ المحكوم عليه و عشرات المتهمين معه في قضية ‫" إهانة و شتم و سب الجهاز القضائي المصري" و هي كما سوق لها إعلاميا محاكمة جاءت لترد الاعتبار لهيئة العدالة الموقرة!‬ إنه لمن المؤسف أن تبقى أجهزة القضاء في الوطن العربي سيفا بيد النظام يسلط دون رحمة و لا شفقة ضد كل من خرج عن دائرة النظام ، أكيد أن ‫"‬ عبد الفتاح السيسي‫"‬ ما زال لم يشف غليله في الرئيس الذي كان يخطط لعزله و التخلص من مقالبه و من مخلفات رموز الفساد لنظام ‫"‬ حسني مبارك ‫"‬ المعادلة بسيطة و معقدة من أربع حروف كانت متورطة في أكبر و أعنف صراع دموي مفرق بين الإخوة أو الإخوان ـ كلاهما صحيح المعنى ‫بهذا التحليل الرياضي ‬ ‫:‬ ‫(‬ م‫.‬ ر ‫.‬ س ‫.‬ ي ‫)= مُر + سي مضاعف ـ تعطينا : مرسي و في ذات الوقت مرّ سي سي " يعني الإثنين يشتركان في المرارة التي يتجرعها الشعب المصري يوميا!!! ..‬ على كلّ ستظهر تهمٌ أخرى ضد ‫"‬ مرسي ‫"‬ سياحكم فيها ؛ و سينعت بأبشع الصور و سيشوه إعلاميا إلى أقصى تشويه ممكن ، ما دام هو الآن في السجن و في قبضة جلاده، ‫"‬ اللي طالع يضرب و يشتم في مرسي و اللي نازل يضرب كمان و العيال كمان بتعيط و تضرب و النسوان و الفنانات بتزغرد و الصحفيين و كل الإعلام بيشتموا و بيعملوا حاجات غريبة من وراه و بيهتفوا ‫"‬ تحيا السيسي مخلص مصر و رئيسي ‫!!!‬ مادام ‫"‬ خياط التهم الماهر‫"‬ في قصور النظام لم يَكِل في تسخير العدالة و الدساتير لخدمة العساكر و مجموعات و لوبيات الضغط السياس ـ مالية في الوطن العربي و ليست العدالة و الدساتير لخدمة و لضمان حقوق المواطن و المواطنة‫..‬ لكم نشبه ‫"‬ عرائس الأرجوز ‫"‬ أو ‫"‬ اليأس في بلاد العجائب‫"‬ نحن العرب أينما كنا‫!!"‬

ـ ل .خ

****

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:
‏: https://www.facebook.com/khelfaoui2/


- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce lien:

ـــــــــ

آخر تعديل على الإثنين, 01 كانون2/يناير 2018

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :