بالإضافة إلى ارتباطاته الوثيقة طيلة حكمه بعد السادات بالفساد الشامل وباستغلال النفوذ لمصالحه الشخصية و عائلته… العدالة سواء كانت في مصر أو في أي بلد " عالم ثالثي " هي مرادفة لـ " اللاعدالة ، فهي تسير حسب أهواء التغيرات السياسية، و يتبع هذه المطاطية القضائية و الإنفصامية في تطبيق الدستور و القانون كتائب من الإعلاميين التي من عادتها الميل ميلة واحدة و تضع كل إمكاناتها و أبواقها في خدمة المعتدي و منتزع الحكم بالقوة! لا نجد تقريبا نخبة ثقافية إعلامية ناضجة و محايدة مهما كانت توجهاتها السياسية و الدينية و الفكرية أن تنصر الحق حتى و لو كان على نفسها و لا ينحصر ذلك في " مجال الانتماءات و القناعات الخاصة"! بعد ثورة الـ 25 يناير 2011 و قبل اختراقها فيما بعد و تحريفها و تشويه أهدافها من قبل بقايا النظام المباركي و تيارات علمانية موالية للإملاءات الغربية كان ينظر لـ " حسني مبارك " بعد الأحداث الأليمة التي دفع فيها الشعب المصري المعتصم الحر في الشارع الثمن الغالي على أنه مجرم و متورط ( بالمنطق و القانون) في تلك الأحداث التي أزهقت الأرواح بالمئات و سجنت و شردت الآلاف من الضحايا و المعتصمين و المنتفضين ضد الفساد الممنهج من قبل نظام " مبارك ".. اعتقدنا أن محاكمة " مبارك و مقربيه و أفراد عائلته" ستكون محاكمة العصر في التاريخ العربي و ستكون أم الدنيا مثلا يقتدى به في إصلاح سياسي و قضائي من شأنه أن تنتشر عدواه المباركة إلى باقي الدول العربية .. هؤلاء المشهود لهم لدى الخاص و العام في الشارع المصري بفسادهم و فحش نظامهم و استغلالهم لموارد الشعب المصري ؛ إلا أن المؤسسة العسكرية شأنها شأن كل المؤسسات العسكرية في الجزائر و سوريا و الأردن و بعض الدول العربية في الشرق الأوسط وظيفتها أين تكون تقليديا وظيفتها الأولى هي الحفاظ على كرسي النظام و تقاسم مداخيل البلد و مصالحه و ليس وظيفة دستورية كما في كل الدول التي تعيش بمنأى عن الفساد الشامل ، أين يكون دور الجيش حياديا و يقتصر على مهمات عليا ، كالحفاظ على حدود الوطن و حماية المواطن ليس العكس كما هو معمول به في بلداننا ؛ ترهيب و قمع المواطنين و المعارضين تحت مسميات و ذرائع فضفاضة و جوفاء مختلفة بحجة الحفاظ على وحدة الوطن. عموما أُقيمت الدنيا بمنأى عن " أمها" و تمخض جبل الطور فولد " فأرا" في شبه جزيرة سيناء كان فارا من غوغاء و هرج سياسي أمني لا حصر له! و تم مع مضي الوقت تمييع الثورة و مكاسبها ليستعد " نظام مبارك" نفسه للخروج بحلة جديدة يواصل من خلالها الاحتيال على عقول المصريين، فأُعدت العدة ، و كان الفريق الأول " عبد الفتاح السيسي" يبرمج بإحكام عملية استعادة نظام " مبارك" بنسخة محدثة و بأقنعة مختلفة ، في ذات الوقت كان " محمد مرسي" يخطط بدوره للاستغناء عن خدمات " السيسي" بحكم أنه امتداد لنظام " مبارك الفاسد و قد يكون خطرا في أي وقت قد يفسد برنامجه الرئاسي. للإشارة فإن " محمد مرسي" يعد أول رئيس مصري مدني منتخب. فكان كل من مرسي و السيسي يترصدان بعضهما البعض :"من يبدأ بالآخر؟" ؛ و عادة من يباغت في الضربة الأولى تكون له بالمنطق الغلبة! و بحكم أن " محمد مرسي" يفتقر إلى الخبرة في الحكم و يعتبر دخيلا على الممارسة السياسية و ينقصه " التكتيك و الدهاء السياسي" الذي يؤمنه من المؤامرات على حكمه كان مضغة سهلة لحركة الضباط و الجيش الذين يشتغلون لحساب الفريق الأول عبد الفتاح السيسي و ـ اتغدا السيسي بمرسي " قبل أن ينوي الرئيس مرسي ـ الساذج سياسيا ـ أن ـ يتعشَّّا بـ " السيسي" و نجح إنقلاب العسكر و جيء بكل التهم التي فُصّلت تفصيلا بليل ، بل بليالٍ طوال ، و قدم " أول رئيس مدني منتخب " على أنه العدو الأول للشعب و للبلد و خُوّن و إلى ما ذلك من الحملة النظامية العسكرية التي أعادت تنظيم الخارطة السياسية في البلاد و بسطت نفوذها من جديد و قُدم " عبد الفتاح السيسي " و هو دون خبرة سياسية تذكر كـ " مخلص البلاد و العباد" ، و التهم التي وجهت كلها للرئيس " مبارك" انتقلت من المستشفى العسكري لتلتصق بقدرة قادر في النهاية بشخص آخر و هو المخلوع رغم الدستور " محمد مرسي"! و تم إخلاء سبيل " حسني مبارك و ذويه " و فيما بعد تم تبرئته من كل التهم تقريبا و صار حرا طليقا و تلتقط له صورا عند كل تنقل من تنقلاته و أبنائه في منتجعات مصر الفخمة و الفاخرة، و كأنه لم يحدث شيء ! هذا إن دل على شيء فإنه يدل على هشاشة و " كارتونية" الجهاز القضائي في بلداننا العربية و في مصر تحديدا؛ فخبر الحكم الأخير على مرسي بـ 3 سنوات حبس تضاف إلى الأحكام " المجهزة" السابقة لدليل على أن المحاكمات تحت الطلب السياسي هي سيدة الموقف ، و توبع " محمد مرسي" المحكوم عليه و عشرات المتهمين معه في قضية " إهانة و شتم و سب الجهاز القضائي المصري" و هي كما سوق لها إعلاميا محاكمة جاءت لترد الاعتبار لهيئة العدالة الموقرة! إنه لمن المؤسف أن تبقى أجهزة القضاء في الوطن العربي سيفا بيد النظام يسلط دون رحمة و لا شفقة ضد كل من خرج عن دائرة النظام ، أكيد أن " عبد الفتاح السيسي" ما زال لم يشف غليله في الرئيس الذي كان يخطط لعزله و التخلص من مقالبه و من مخلفات رموز الفساد لنظام " حسني مبارك " المعادلة بسيطة و معقدة من أربع حروف كانت متورطة في أكبر و أعنف صراع دموي مفرق بين الإخوة أو الإخوان ـ كلاهما صحيح المعنى بهذا التحليل الرياضي : ( م. ر . س . ي )= مُر + سي مضاعف ـ تعطينا : مرسي و في ذات الوقت مرّ سي سي " يعني الإثنين يشتركان في المرارة التي يتجرعها الشعب المصري يوميا!!! .. على كلّ ستظهر تهمٌ أخرى ضد " مرسي " سياحكم فيها ؛ و سينعت بأبشع الصور و سيشوه إعلاميا إلى أقصى تشويه ممكن ، ما دام هو الآن في السجن و في قبضة جلاده، " اللي طالع يضرب و يشتم في مرسي و اللي نازل يضرب كمان و العيال كمان بتعيط و تضرب و النسوان و الفنانات بتزغرد و الصحفيين و كل الإعلام بيشتموا و بيعملوا حاجات غريبة من وراه و بيهتفوا " تحيا السيسي مخلص مصر و رئيسي !!! مادام " خياط التهم الماهر" في قصور النظام لم يَكِل في تسخير العدالة و الدساتير لخدمة العساكر و مجموعات و لوبيات الضغط السياس ـ مالية في الوطن العربي و ليست العدالة و الدساتير لخدمة و لضمان حقوق المواطن و المواطنة.. لكم نشبه " عرائس الأرجوز " أو " اليأس في بلاد العجائب" نحن العرب أينما كنا!!"
ـ ل .خ
****
طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:
: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce lien:
ـــــــــ
آخر تعديل على الإثنين, 01 كانون2/يناير 2018