طباعة

 *الفيصل الساخر:


الظاهر و اللافت للوجه الجزائري هذه الأيام أجواء الفرحة و البهجة من خلال ما تمّ الإعلان عنه ـ رسميا ـ من طرف مصالح الرئاسة و ذلك باعتبار " يناير" أو " ينّار" ( عيد رأس السنة الأمازيغية 2968) عيدا وطنيا، الذي يوافق حسب الحركات الأمازيغية الـ 12 من شهر جانفي.

و كأن النظام ممثلا بالحكومة أراد بهذا الإعلان الرسمي و هو اعتبار 1 يناير عطلة وطنية مدفوعة الأجر إبطال محاولات بعض من يغذون حراكا ـ إنفصاليا ـ عرقيا في الجزائر منذ رحيل الاستعمار مباشرة و تدار رحاه كما جرت العادة في القبائل باسم المطالب الأمازيغية رغم حرص بعض الغيورين الوطنيين على الجزائر منهم ! رغم أن هذه المسألة محسومة دستوريا منذ تعديل الدستور في عهدة " ليامين زروال" الرئيس السابق للجزائر في تسعينيات القرن الماضي. أقيمت هذه الأيام الأفراح و الاحتفالات المختلفة في كل جهات الجزائر و ربوعها ، و هذه المرة أخذت هذه الاحتفائيات طابعا أكثر رسمية و تم استحواذها من قبل الخطاب الرسمي بدءا بوزارة الثقافة و إلى غاية وزارة " التربية" المنكوبة ـ المكسوحة و المصابة بالكساح و الربو ـ ، و تمّ بهذه المناسبة التي تعكس إرادة السلطة في إقامة الحجة على من يتخفى وراء مطالب ثقافية و تراثية لإذكاء نيران الإنفصال و الفتنة و طرد الجزائريين " من أصول عربية" فأُعلن رسميا خلق " أكاديمية رسمية أمازيغية" تهتم بهذا الموروث الثقافي و التراثي و تفعيله على أرض الواقع ! و أصدرت وزارة الداخلية على غرار بعض الوزارات بيانا لأول مرة في تاريخ الجزائر وصف باللغة " الأمازيغية" ؛ إلا أنه كان بيانا بلهجة " أمازيغية" كُتِبَ بحروف " لاتينية"، فلماذا لم يكتب بحروف عربية ، أم أن الحروف العربية تذكرهم بالعرب و بالإسلام؟! فهل الوزارات الجزائرية ليست بعد مستعدة تقنيا و لا بشريا لإصدار بياناتها مكتوبة مئة بالمئة باللغة " الأمازيغية" ( تيفيناغ) أم أن هذه اللغة يلزمها وقتا للتماشى و العصر الحالي؟! عموما ها هي قرابة الـ 3000 إلا ثلاثين سنة تمر على التقويم الأمازيغي و آلاف السنوات من وجود الأمازيغ و لم تستطع هذه اللغة المنسية أو الميتة أن تبعث نفسها و تفرض لهجتها كتابة و نطقا و نمطا ثقافيا تربويا ممنهجا و دائما. فهل سن هذه اللغة دستوريا في كل نسخه منذ التسعينيات كلغة وطنية و تدريسها و تحديد رأس سنتها عطلة سنوية مدفوعة الأجر سيجعل لهذه اللهجة أو ـ اللغة ـ الشأن الكبير لإخراج الوطن من أزماته السياسية الثقافية و إخراجه من عجزه الاقتصادي المتكرر.. أم أن هذه اللغة ـ الميتة ـ تحتاج منا أن ننتظرها 3000 سنة أخرى لكي تثبت للعالم أنها لهجة من لهجات العالم القديم و كانت لسان حال شعوب ـ جبارة حرة و مقاومة ـ غير عربية ، غير لاتينية ، غير رومانية ، غير بزنطية و إلى ما ذلك من مختلف الحركات الاستعمارية قبل و بعد التاريخ التي وصل مد جيوشها إلى شمال إفريقيا … ماذا بعد ؟ بصرف النظر عن " الحركة الإنفصالية التي تُغذى ـ من بعض الحركات الإنفصالية المتطرفة في باريس ـ و تدس كل الأحقاد في منطقة القبائل، بصرف النظر عن البعد الثقافي و التراثي المتأصل في الهوية الجزائرية منذ آلاف السنين ؛ و على ضوء التحولات الحالية وعصر "العولمة و العلمنة و الرقمنة " و " النانو تكنولوجيا " و بكل موضوعية ما الذي ستقدمه " الأمازيغية" للجزائريين اليوم كأداة لغوية و كبديل تعليمي و فكري و علمي بمقدوره رفع التحدي ؟!!!! لا شيء و لن يتغيّر أي شيء! ببساطة بينما العالم المتقدم حسم هذه الأمور كاللغات الجهوية و الأمور العرقية و غلب المصلحة المشتركة و الوطنية و الوحدة و ضاعف الجهود في ترقية الإنسان و الفرد أو المواطن مهما كان لونه و عرقه و لهجته الجهوية ما زلنا نطمح في تأسيس وطن من عدم ؛ متكون من " حُصَيات جبلية و زيتونة لا عربية و لا إسلامية و راية فيها رسم لـ " صليبين متناظرين"؟!

ـ ( ل .خ . ف)

***

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:
‏: https://www.facebook.com/khelfaoui2/


- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce lien:

آخر تعديل على الجمعة, 12 كانون2/يناير 2018

وسائط