wrapper

السبت 20 أبريل 2024

مختصرات :

بقلم هاجر صابور | المغرب

 

حين نعبر شوارع مدينتنا تستوقفنا مشاهد أقل ما يقال عنها أنها مؤلمة، نرى أناسا لا مأوى لهم يتوسدون الأرصفة ويقتاتون على ترابها، رجال أطفال نساء وشيوخ، وجدوا أنفسهم في وضعية تشرد لسبب أو لآخر، ينفطر قلبنا لرؤيتهم ونقطر شفقة عليهم، نساعدهم بما نستطيع، ننتقد ونندد، نطالب من المجتمع التضامن ومد يد المساعدة لإيواء هؤلاء الناس المهمشين.

حين نكون مجتمعين في مجلس ما نستمع لقصة حياة أحدهم وهو يسرد تفاصيل معاناته، ظلم أو غدر، ضرب أو جرح، إهانة أو خيانة، نفتح فاهنا مستغربين ومصدومين، نتضامن معه بكل جوارحنا ولا نتوقف عن تكرار كلمات الطبطبة التي لا تطبطب أبدا، مسكين... مسكين... مسكين، وننطلق نحن بدورنا نحكي ونشكي قصصنا الدامية في محاولة لمواساته ليعرف أنه ليس المسكين الوحيد في المجمع، وأننا جميعا مساكين، فتنقلب الجلسة إلى تراجيديا اجتماعية مليئة بالمبالغات والمغالطات والمسكنة.

يقال أنّ البؤس يحب الصحبة، وإن كان من حولك بؤساء مساكين مثيرين للشفقة فهذا يجعلك تعيش بؤسك الشخصي بحزن أقل إن لم يكن بفرح وسعادة، فالتعاسة ليست مشكلة إن كنا جميعا تعساء، نجتمع عليها في شفقة جماعية مثيرة للقرف...

المتسولون المتشردون دون مأوى أشخاص مساكين يستحقون الشفقة والعناية والمساعدة، ولكن هناك من يستحق الشفقة أكثر منهم، نحن بؤساء أنفسنا الغارقين في المسكنة والتمسكن واللوم والعتاب والعويل، هم على الأقل يستحقون التواجد الرسمي في لائحة المساكين، أما نحن فما إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، نرثي حالهم وحالنا أولى بالرثاء، هم يتسولون الدنانير ونحن نتسول الشفقة والطبطبة.

أولى بنا أن نشفق حقا على أنفسنا من شفقة لا تسمن ولا تغني من جوع، أن نرحم أرواحنا من مسكنة تشردنا، من جلسات النواح الجماعية، من بؤس تمسكنا به فقط لأنه يريحنا ويناسبنا.

قد يكون متوسد الأرصفة متشردا ضعيفا، يهلكه حر الصيف، ويلعب به برد الشتاء، لكنه لن يتأخر في الانضمام إلى درب السعداء، راميا وراء ظهره كل ذكريات الشقاء، ما إن تظهر له فرصة بيت أو سكن ولو لليلة واحدة، لكن متوسد البؤس آكل المسكنة، تهلكه مناحاته وتلعب به تراجيديا جماعته، لا يغير من حاله سقف فوق رأسه أو أكل كثير في ثلاجته، وهذا أسوء أنواع المتشردين...

****

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:

: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

@elfaycalnews

instagram: journalelfaycal

- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice  cliquez sur ce lien:

آخر تعديل على السبت, 20 تشرين1/أكتوير 2018

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :