wrapper

الجمعة 19 أبريل 2024

مختصرات :

ـ كتب: عبد الكريم ساورة

 

هذا الصباح كل شيء يبدو جميلا، أين تختبئين أنت، ياملهمة هذا الجمال ؟ الشارع شبه فارغ، أجلس وحدي بالمقهى، تذكرت اليوم صديقي نيتشه وها أنا أعيد قراءة كتابه " نقيض المسيح " للمرة الثالثة ،بصراحة لا أعرف لماذا ؟ لكني أشعر أنه يجيب على العديد من الأسئلة التي تشغل بالنا اليوم، أغلب أصدقائي لم يظهر لهم أثر هذا الصباح وهذا من حسن حظي لأ تامل في وجه المدينة  الحزين،

لا شيء تغير، العربات المجرورة تجر تاريخا من الفقر، وسيارات الأجرة بلونها الأزرق تتحرك بسرعة تسابق الزمن، من أجل ماذا ؟ أغلبهم يقولون نفس الكلام، " الخبز الحافي " ، الناس تمر ذهابا وجيئة، على قِلتهم يرسمون لوحة تُسَرُعِهَمْ لقضاء مأربهم ، أريد أن أخبركم أن الحياة جد رتيبة لدرجة أن لا احد يكلم الآخر، موضوع قتل الأبرياء بمسجد بنيوزيلاندا يملأ الشارع من خلال تلفاز المقهى، تمنيت لو كتبت شيئا عن هذه الحادثة المؤلمة، لكن لم أجد الكلمات ، اعرف أن العالم دخل في حداد منذ مدة طويلة بسبب إرهاب التعصب، والتمييز، تاريخيا ، الدين يصنع الفُرقة بين الجماعات عند ما تعتبر كل واحدة،  أن دينها لا مثيل له ولا يشبه الأديان، فتحتل لغة الموت رقعة العالم و تنقرض لغة التسامح، ليسوا وحدهم مذنبين من قتلوا المسلمين، كلنا مذنبون عندما نصمت كل يوم على غلق المدارس التي تعلم تقاليد الحب، كلنا مذنبون عندما لانطالب أن يتم إدراج ثقافة الحب في مقرراتنا الدراسية لأطفالنا، لن يتوفف القتل لن يتوقف الموت في كل أرجاء العالم ، ستزداد معدلات الموت وفي كل مرة في مسرح من المسارح ، مالم نقل الحقيقة ، للأجيال القادمة، على الحكام العرب أن يعتذروا لشعوبهم عن الإهمال، عن التهميش، عن القمع الشرس، عن الجوع عن الكبت التاريخي الطويل الذي يسكنهم، صدقوني أن الاتي سيكون موحشا، وأكثر إيلاما وأكثر دموية، سيبكي الجميع من الفظاعة، وستقفون كلكم حائرين من هول المشاهد، ولن تستطيعوا تصديق ذلك، سيكون الأمر أكثر غرابة، وأكثر مفاجأة. حان وقت الجرأة، الجرأة وحدها ستداوي كل الأمراض والجروح، والآثام ، حان الوقت لتتخلى كل الدول الإسلامية عن الدين كأداة من أدوات الانتشار والتحكم و العزة، علينا أن نتعلم أن العزة لله وحده ولرسوله، حان الوقت ليتم فصل الدين عن الدولة، التدين حق شخصي بين الفرد المسلم وربه، على الحكام العرب أن يكفوا عن الاختباء وراء الدين، علينا أن نستمع للآخرين ،علينا أن نستمع إلى الصوت النقيض كما قال نيتشه، ماصرح به عمدة استراليا، يجب أن نتوقف عنده كثيرا ونتحسس الرسالة جيدا ، فعندما يقول أن المسلمين يقتلون منذ القرن السادس عشر وان الدين الإسلامي دين التوسع والعنف وشعار المسلمين إما أن تدخل الإسلام أو تصبح عدوا ، هذا الكلام رغم ما فيه من الإدعاء يجب أن ننصت إلى محتواه ونأخذ الأمر بالجدية الكافية وببعد النظر.

لا أريد أن أتعمق كثيرا في خلفيات الموضوع لأنه جد متشعب، ويحتاج إلى الكثير من التأمل والنظر كما يحتاج إلى إرادة حقيقية من طرف الجميع، حكام وسياسيون ومثقفون وباحثون وتربويون، ومراكز البحث، وغيرهم ..إن الأمر يستحق وقفة تأمل حقيقية، ولهذا لا أريد أن افسد على روحي هذا الصباح بهذا الموضوع المحزن والمقلق والخطير، أريد أن يمر هذا اليوم وهو يوم عطلة نهاية الأسبوع في سلام ومحبة ، أريد أن أتذكر فيه كل ماهو جميل، وأريد أن يشعر معي العالم بأكمله بهذا الحب وهذا السلام الداخلي، ولايمكن أن يتحقق هذا السلام إلا بمحبة الله ، بصدق المحب، بمحبة الآخر، هذا الحب هو وحده من يجعلنا نقرب كل المناوئين لنا ، علينا أن نصافحهم بصدق، كيف ما كان انتماءهم ، ولما لا نقبلهم على الجبين ، علينا أن نتشبت بالمحبة ونعتبرها دائما ورودا نقدمها للأعداء في كل الأوقات.

كاتب وباحث مغربي

ــــــ

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:

: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

@elfaycalnews

instagram: journalelfaycal

ـ  أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها

www.elfaycal.com

- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice  cliquez sur ce lien: : https://www.facebook.com/khelfaoui2/

To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of freedom of expression and justice click on this link:  https://www.facebook.com/khelfaoui2/

Ou vous faites  un don pour aider notre continuité en allant  sur le site : www.elfaycal.com

Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com

آخر تعديل على الثلاثاء, 19 آذار/مارس 2019

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :