طباعة

ـ د . أحمد القيسي

 

يلعب الإعلام دورا هاماً وبارزاً في تنشيط ونشر ثقافة السلام لكافة شرائح المجتمعات التي تعيش على أرض المعمورة .. من خلال التعريف لشخوص الإعلاميين والوسائل الإعلامية المحلية والدولية بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان وكيفية نشر ثقافة السلام .

وإن إبراز دور المؤسسة الإعلامية في نشر وتوعية الشعوب والمجتمعات في التعايش السلمي فيما بينهم من خلال عملية بناء السلام وكيفية مد الجسور لإقامة السلام والتعايش .
وهذا يأتي من خلال تبني الإعلام كمؤسسة دور الإدراك والتبني للقضايا المجتمعية وتعزيز الوعي الإعلامي والحقوقي .. وكذلك تزويده بالمعلومات التي تخص قضايا المجتمعات المؤثرة وأعتمادها على دقة وصحة الوقائع أنطلاقاً من مبدأ تعزيز حقوق الإنسان .
إذ يعتبر الإعلام سلاح فعال ذو حدين _ حد يضع السلام وحد يصنع الحرب والدمار .. وأن الفارق هو في آلية الأستخدام وكيفية توظيف ماكنة الإعلام السلمي لصنع حياة جديدة ملؤها السلام والتآخي والمحبة بين الشعوب والأفراد من خلال التعايش السلمي والمساواة بين فرد وآخر ومجتمع وآخر ودولةٍ وأخرى .. فهو يعمل بمثابة جسور أمان بين تلك المجتمعات .. والحث على عدم نشر روح التفرقة والعدائية والإكراه والتمييز والأقصاء للآخر فيكون بذلك ماكنة لإشعال الحروب والدمار .. وقد يكون أحياناً عقبة كبيرة تمنع تحقيق السلام .. وقد يكون أداة سلمية لتحقيق عملية صنع السلام .. وهناك الكثير من المؤسسات التي تعمل وتعج بها مطابخ الإعلام بالتمييز العنصري والتفرقة والأقصاء وهذا هو بعينه الإعلام الأصفرالذي يتبنى كل سبل التفرقة والأحقاد وتشويه الحقائق وتزويرها .
فماكنة الإعلام النظيفة هي التي تكون مستقات وصاحبة أكبر جمهور لمتابعتها واستقاء أخبارها لنقل الواقع الحقيقي في زرع روح المحبة والسلام فهم من ينشرون تغاريد الوئام والمحبة للتعايش السلمي والسلام لتعيش الشعوب بأمان وأستقرار .
وفي حالات أخرى يتسم الإعلام بأخذ قرارات تهم الرأي العام بأخذ قرارات تهم الصالح العام لقضية ما تخص شعب ما ومجتمع ما في دول عدة إذ نراه في حالات أخرى كان للإعلام دوراً بارزاً ومشرفاً في التحريض على رفض الكثير من نتائج الانتخابات في مناطق عانت الكثير من نزاعات وحروب أهلية أودت بحياة كثيرة نتيجة هذا التطاحن الدموي مثل دولة كينيا في عامي ٢٠٠٧ / ٢٠٠٨ وفي ساحل العاج عامي ٢٠١٠ / ٢٠١١ وفي ليبيا بعد إنتخابات مجلس النواب عام ٢٠١٤ ففي هذه الدول الثلاثة كان للإعلام دور تحريضي على رفض نتائج الانتخابات ودعم الأطراف الرافضة للنتائج .. مما أدى إلى دخول هذه البلاد في أقتتال أهلي واسع كان لقوى أقليمية ودولية دوراً في إذكائه وأستمراره من خلال يد طولى لهم في تأجيج الفتنة والتحرض على الأقتتال وإدامة سعيرها لأنهاء طرف على آخر .
فلو تساءلنا كيف يكون للماكنة الإعلامية دور سلام مشرف يخدم الإنسانية والشعوب فيظهر الحق عن الباطل وينصرف الحق على الباطل وهذا ما يحتم على الإعلامي أن يكون هو الحق ويظهر الحق ولا يقول إلا الحق .
إذ يجب أن يكون الإعلامي صادقاً في كل مايتداوله وينقله إلى الناس ولايعتمد التظليل والتدليس والكذب عليهم لأنه مؤتمن وموكل أن ينقل الأحداث كما هي .. وكذلك إلتزام العدل والإنصاف عند نشر المعلومة وصحة مصدرها .. وكذلك تجنب الإشاعات المغرضة التي تؤدي بالناس إلى الإرجاف.
وعن كيفية لعب الماكنة الإعلامية أو المؤسسة في جعل السلام منهجاً لها ونشر ثقافته والتسامح وهذا يأتي من خلال إنتهاجها طريق للسلام في نشر الروح المعنويةالعالية فيما البين والمجتمعات وأفراد ورص الصفوف وتوحيد الكلمة في مواجهة الأرهاب والتطرف الفكري المتعدد كأقصاء الآخر والدعوة إلى القتل وهذا كله يتم من خلال :
١_ تربية النشء الجديد على القيم الفاضلة والعظيمة
وإستغلال المجال التعليمي في ذلك .
٢ _ تفعيل دور وسائل الإعلام المختلفة الوسائل والتقنية
الحديثة من خلال شبكة الأنترنيت لما هو خير للإنسانية
والصلاح للمجتمعات من خلال شبكة التواصل
الإجتماعي التي تغلغلت في كل مجالات الحياة وفي
شتى صنوفها من البيت إلى خارجه والمؤسسات و
المجالات الشديدة الصلة مع الأفراد والمجتمع وخاصة
الشباب تلك الفئة الأكثر استهدافا من قبل المتطرفين و
أصحاب الفكر المنحرف المغرر فيه .
ومن جانب آخر فإن على قادة الرأي العام والعلماء ذوي الأختصاص دعوة الأفراد والمجتمعات إلى التقارب الفكري والروحي السليم ومد يد العون فيما بينهم للآخر .. وتوحيد صفوفهم وزيادة التلاحم الإجتماعي.
فكلما تقارب الأفراد والمجتمعات مع بعضهم أكثر كانت لهم القدرة على مواجهة الفكر المتطرف والعنف وعملت على محبتهم لبعضهم البعض وهذا كله سيؤدي في النهاية إلى إحلال ثقافة السلام والتعاون وروح التضحية.
كما أن لنشر السلام والثقافة دورا كبيرا في نشر ثقافة الحب والتآخي والعون ورص الصفوف هي كلها صورة من صور السلام فسيطرة مثل هذه الأمور على عقول الأفراد تجعلهم أكثر ألفة وتعطشاً نحو السلام والتسامح ووئد الفتن وطمرها في مكان ولادتها ولا ندعها النشوء بيننا .. بل على العكس نعمل على نشر ثقافة القبول الفرد للفرد والتقدير لكل ثقافات العالم .
إذاً لابد للسلطة الرابعة لعب دورها المشرف في الأخذ بنشر ثقافة السلام والتآخي وهي بدورها تؤدي دوراً محوريا في حياة الفرد والمجتمعات وبالتالي ينعكس هذا على الصعيد الدولي من خلال المنظمات الإنسانية وبناء حظارات ثقافية جديدة نهجها السلام والمحبة وهي بذلك تسهم في التنشئة الإجتماعية الإنسانية وفي تشكيل رأيٍ عام والذاكراة الجماعية للمجتمعات .. كما أنها تؤدي دورا استراتيجياً في بث روح التعاون والسلام .. وأن لابد للإعلام أن يكون له دورا مؤثراً أساسياً في وضع وبناء أسس مجتمعات ودول مستقرة هادئة تنعم بالسلام وتطورها وازدهارها لحياة إنسانية أجمل .. .

****

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصر ي الكلمة الحرة و العدل:

ـ لتحميل ملحق "الفيصل"  الشهري   عددد 7 وفق تطبيق البي دي آف  إضغط على الرابط التالي أو أعمل قص/ ثم لصق على محرك البحث:

<a href="https://www.fichier-pdf.fr/2019/05/30/------2019/">Fichier PDF « ملحق الفيصل الشهري  ماي  2019».pdf</a>

Pour télécharger le supplément  mensuel de "elfaycal.com" numéro 7 en format PDF, cliquez sur ce lien

: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

@elfaycalnews

instagram: journalelfaycal

ـ  أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها

www.elfaycal.com

- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice  cliquez sur ce lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/

To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of freedom of expression and justice click on this link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

Ou vous faites  un don pour aider notre continuité en allant  sur le site : www.elfaycal.com

Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com

آخر تعديل على الخميس, 20 حزيران/يونيو 2019

وسائط