wrapper

السبت 20 أبريل 2024

مختصرات :

عبد الكريم ساورة | المغرب

 

سألت صحفية شابا نجا بأعجوبة من الغرق في إطار الهجرة السرية وهو يقطن من المدن الداخلية، فقالت له مبروك عليك، فرفع عينيه وقال لها : مبروك على ماذا ؟ فقالت له على نجاتك فرد عليها : وهل عودتي إلى مدينة الموت تعتبر في نظرك نجاة ؟ فسكتت لحظة تم سألته : إذا أتيحت إليك الفرصة مجددا فهل ستعيد الكرة للهجرة في مثل هذه الظروف المؤدية إلى الموت، فرد الشاب والذي كان يبلغ من العمر 19 دون أن يفكر : من الغد سأركب أمواج الموت إذا أتيحت لى الفرصة سيدتي العزيزة.

 

مناسبة هذا الحديث ماعاشته مدينة قلعة السراغنة بحر  الأسبوع المنصرم، عندما غادر 56 شابا كانت برفقتهم شابة تبلغ من العمر21، نجا منهم 3 شبان بالصدفة، ورمى البحر لحدود كتابة هذه السطور 17 شابا، مجمل القول، المدينة دخلت كاملة في حداد.

أمام هذه التراجيديا إن صح التعبير، نعيد طرح نفس السؤال الذي طرحه كل المتتبعين للشأن المحلي وكذا الرأي العام وهو كالتالي : من المسؤول الفعلي وراء هذه الكارثة الإنسانية ؟ وكيف يمكن وقف فكرة الهجرة التي قد تقود الشباب المغربي إلى الموت ؟

بداية يجب أن نسجل ملاحظة أساسية وهي ماذا لو نجح هؤلاء الشبان 56 في قطع تلك المسافة والتي انطلقت من مدينة المحمدية في اتجاه اسبانيا ؟ هناك وصف وحيد كان سيتم وصفهم به وهو : الأبطال.

في هذه الحالة، عندما يأخذ هؤلاء الشبان صفة الأبطال، فهنا يصبح كل شباب "الدواوير" ( الأرياف) المجاورة يتحدثون عنهم بكل احترام وتقدير، وهنا يفكر كل من في سنهم  في تقليدهم خصوصا، عندما يرجعون بعد سنوات غانمين برفقتهم امرأة شقراء  وسيارة جذابة بلون السماء

خلال هذا الأسبوع، والذي اتفق الجميع على تسميته بأسبوع الموت، بحيث لايمر يوم دون أن يتابع سكان المدينة صورا لجثت شباب رمى بهم البحر في الساحل.  وبخصوص هذه الوضعية انقسمت التعليقات في أغلب وسائل التواصل الإجتماعي إلى تيارين :

الأول: وقد جاء معظم التعليقات تضم مفردات الشجب والتنديد بالدولة المغربية وتحمليها المسؤولية كاملة بسبب تقاعسها في تقديم فرص مقنعة تستجيب لتطلعات هؤلاء الشباب الباحث عن الشغل وعن بديل حقيقي، واعتبروا هذه الفاجعة بمثابة وصمة عار على جبينها تُضاف إلى الفواجع السابقة

أما التيار الثاني : فيحمل المسؤولية للشبان الذين يعرضون حياتهم للخطر، ودليلهم أن الفقر لم يكن يوما من الأيام سببا كافيا لطلب الموت بالمجان، ولهذا لايجب مواجهة واقع مرير بفواجع أكثر منها مرارة، وأن الموت مهما يحاول البعض تبريره فهو في نهاية المطاف يبقى موت مجاني، لأن الهدف المتوخى يمكن تحقيقه ببلاده ولو في ظروف قاهرة كبقية أفراد الشعب المغربي.

في الحقيقة الموضوع شائك جدا، تتداخل فيه عدة أبعاد سوسيواقتصادية وثقافية وسياسية، وتاريخية، ونفسية، وتحميل المسؤولية لطرف أو جهة دون أخرى فيه نوع من التسرع والتحامل، لهذا فالمعضلة تحتاج إلى تفكير وروية وبعد النظر، والأهم من ذلك هو البحث بجدية عن حل جذري على الأقل للتخفيف من عدد الضحايا بطريقة من الطرق، أما تسريع السلطات الأمنية من وثيرة البحث عن " الحراكة " فهذا أسلوب غير كافي للقضاء على الظاهرة، لأنه ببساطة إذا قبضت اليوم عن " حراك" فغدا سيظهر  "حراكة " جدد، بطرق وأساليب جديدة. فالأمر مثل سوق المخدرات، مادام هناك أشخاص يتعاطون لها، فضروري أن يكون هناك منتج وبائع محترف يتواجد هنا وهناك.

ختاما، مادمت فكرة الموت أصبحت أمرا عاديا ومستباحا لدا الشباب، ومادامت فكرة الموت لاتخيفهم بالمرة، فعلى الدولة أن تأخذ الأمر بشكل جدي،  في معرفة هذا التحول الخطير والبحث في كيفية الحد من هذا النزيف، وذلك بإيجاد بدائل وحلول وهي كثيرة جدا، فقط نحتاج إلى رجال يفكرون في أبناء الوطن أكثر مايفكرون في أنفسهم وأولادهم، وهذه هي معضلة المغرب الحقيقية.

***

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصر ي الكلمة الحرة و العدل

لتحميل الملحق الشهري العدد 11 أوت 2019

و مشاركته عبر التويتر أو الرسائل القصيرة هذا الرابط الخاص:

https://pdf.lu/I1Ax

المسنجر و البريد الإلكتروني  و واتس آب  استعملوا هذا الرابط :

https://www.fichier-pdf.fr/2019/10/01/-----11--2019/

لمشاركته على موقع أو مدونة يجب نسخ هذا الرابط و لصقه على محرك البحث:

<a href="https://www.fichier-pdf.fr/2019/10/01/-----11--2019/">Fichier PDF ملحق الفيصل الشهري  سبتمبر العدد11ـ  2019 ».pdf</a>

Pour télécharger le supplément  mensuel de "elfaycal.com" numéro 11 en format PDF, cliquez ou copiez lien au-dessus :

: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

@elfaycalnews

instagram: journalelfaycal

ـ  أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها

www.elfaycal.com

- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice  cliquez sur ce lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/

To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of freedom of expression and justice click on this link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

Ou vous faites  un don pour aider notre continuité en allant  sur le site : www.elfaycal.com

Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com

آخر تعديل على الأحد, 13 تشرين1/أكتوير 2019

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :