طباعة

بغداد– بقلم علي الجنابي

 

مَا إن بَشَّرَ القُرآنُ برَقائِقِ إرشادِهِ , فَأصَان بها حَدائِقَ أَشهَادِهِ , حَتى كَشَّرَ الغَربُ عَن بَوائِقِ إلحادِهِ , فَأبَانَ بها عَلائِقَ فَسادِهِ , وَانطَلَقَ قذفاً يَصِفُ سَنا الكِتابِ ورَنا مِدادِهِ , بهَولِ إستِعبَادِهِ وَطَولِ إستبدادِهِ !
لكِنَّ جُندَ (مُحَمَّدٍ) - حَتى أمسٍ قَريبٍ - حَجَّموهُ وألجَمُوا أحقادَهُ , وأمحَقوا إفكَهُ وأزهقُوا أوغادَهُ.
فمَن هو حقاً مِن بيننا مَن تَسَنَّنَ بِشِرعِ المُستَبِدِّ وتَفَنَّنَ بدِرعِ البَغي وإضطِهادِهِ ؟


آلعَربيُّ هُو أم هوَ الغَربيّ ؟
لَعلَّ مَن إستَوطَنَ زَمَاناً في دِيارِ الغَربِ , دِيار العَبَثِ و الخَمرِ , قد يكونُ مُقتَدِراً على حَسمِ الأمرِ, فيَرويَ حَقائِقَ سَرَت أحدَاثُها ذاتَ ليالٍ حُمرٍ, و دَقائِقَ جَرَت أبحَاثُها في حَاضرٍ نَاطقٍ ودردَشاتٍ وتَجرِبةِ عُمر, لِذلكَ لَهُ الحَقُّ أن يُصرِّحَ بِجَهر:
لارَيبَ أنَّ الغَربيَّ وهو خِزيُ الإستبدادِ وسَوءَةُ الإستِعبَادِ , وإن كُنتَ في شَكٍ مِن هذا , فَإسألهُ:
لمَ قَتَلتُم أنفُسَكُم في وَاقِعَتينِ عَالميتَينِ في بِضعِ سِنينَ؟ مَلايينُ قَتلى وأضعَافٌ من جَرحى تَستَغيثُ بِوجَعٍ وأنينٍ , أَهلكتُم حَرثَكُم والنَّسلَ بِلا رَحمةٍ بِسلاحٍ فَتَّاكٍ لَعينٍ , ما سَلِمَ مِنكم برعمٌ ولا حَرَكَاتُ جَنينٍ , وكانَ الإسلامُ في غَمرِةٍ مِن ذلكَ ومَا كانَ القُرآنُ بِحَاضرٍ مُبينٍ .
سَتَرى إنَّهُم يَثنُونَ صُدُورَهُم لِيَستَخفُوا مِنكَ وَسَيَنسَونَ مَاعِندَهُمُ مِن طَنينٍ , قُل لهمُ:
ما أنتُمُ إلّا أمَمٌ طُفَيلِيةٌ عَلى خَيرَاتٍ مَسلُوبَةٍ , مِن أمَمٍ ضَعِيفَةٍ مَغلُوبَةٍ , وَرَذائِلُ مَكرِكُم مَفضُوحَةٌ مَنصُوبَة , ومِياهُ نِفاقِكُم جَارِيَةُ ومَصبُوبَةٌ , أرَاهَا تَهطِلُ أينَما حَلَلتُم وتَقلَعُ حَيثما تَرحَلَونَ , تَارِكينَ وَرَاءكُم جِرَاحَاتٍ مَعطُوبَةً وخَيرَاتٍ مَنهُوبَةً !
سَتَرى أَنَّهمُ يَخنَسونَ فَيَعبَسونَ بِنَظراتٍ مَرعُوبَةٍ , قُل لهم:
يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضاً , قُلوبُكُم شَتَّى رغمَ أنَّكُم جَميعٌ , وَأنَّ الغلَّ لَيَتَفَجَّرَ بينكم فُجأةً مَتبُوعٌ بِدَمارٍ فَظيعٍ , هَكذا أنبَأنَا التَّاريخُ مِن أنبَائِكُم وبَصَمَ على جَبيِنِكُمُ الوَضِيعِ .
سَيَردُّونَ أيدِيَهُمُ فِي أفوَاهِهِم وَيَفِرُّونَ مِنكَ دونَ تَوديعٍ , قُل لهم:
أُمَمُكُمُ ضَلَّت فَلا تَدرِي مَاالكِتابُ ولا الإيمانُ وتَغَنَّت بالعُرِيّ وصُكوكِ غُفرَان , وتَحَلَّت بِدِستُورِ مِثلِيَةٍ وبالرِّبا لها عنوَان , ووَلَّت بمُجَنزَرَةٍ لا هدفَ لها إلا سلبَ رُزٍّ فِيتناميّ وما حولَهُ من أفنانٍ , ونَهبَ مَوزٍ صوماليّ وأخشاب زان , وغَصبَ نفطٍ عَربيّ وتَدمِيرَ الكيانِ .
سَيُنكِسُونَ على رُؤوسِهِمُ بِوَجهٍ مُصفَرٍّ وحَيران , قُل لهم:
تَعِسَت وُجُوهُكم صَبحاً كأنّها لُفَّت بِكَفَن , وبَئِسَت أبدانُكم عَشيّاً كانّها حُفَّت بِعَفَن .
سَيَعبَسونَ ويَبسُرونَ بِحَزَن , قُل لهم:
أنتُم أمّةٌ خَفَرَت فِطرَةَ خَافِقٍ تًوَّابٍ حَنينٍ , ونَفَرت طُهرَةَ ضَميرٍ أوَّابٍ حَزينٍ , وَاللهُ لا يُحِبُ إلّا تَوّابينَ مُتَطَهرينَ .
سَيَلمِزونكَ عن جُنُبٍ دَاخرينَ ، قُل لهم:
أنتُم مَهَرةٌ بِإعلامٍ مُزَخرَفٍ , لِتَستَقطِبوا بهِ في الأممِ كُلَّ ذِي صَنعَةٍ وعِلمٍ مُعَرَّف , ولو كانَ غلامُ يُراقِصُ كرةً بِقَدمٍ مُوَظَّفٍ ، ورَغمَ ذلكَ تَتَقَلَّبُونَ في ضَياعٍ بائِنٍ وَتيهٍ مُصَنَّفٍ , وأنّى لَكم بِنَومٍ هَادئٍ هَانئٍ مُرَهّفٍ.
سَيَفِرُّونَ كَحُمُرٍ مُستَنفِرَةٍ مِن قَسوَرةٍ , قُل لهم:
أرَى فِيكُمُ رُعُباً مُزمِناً مِن أمَمٍ مُلحِدَةً كَانَت أم مُوَحِّدَةً , يَغشاهُ هَاجِسُ بُورصاتٍ وإفلاسٍ وثقبُ أوزونَ وإصطِدامُ نَيزكٍ ونَوازعُ كثيرةٌ مُتَجَدِّدة , رغمَ تَرَسانَةٍ جبّارةٍ تَملكونَها مُمَدَّدةً ! تَفزعونَ من كُلِّ صَيحَةٍ تَحسَبونَها مُمِيتَةً أو مُؤَبَّدَةً .
سَتَجِفُّ جَثامينُهُمُ صَمتاً كَخُشُبٍ مُسَنَّدَةٍ , قُل لهم:
يَومُكُم يُكَرِّرُ نَفسَهُ فَلا بَوحَ بِنَقاءٍ ولا بَسَماتٍ بِصَفاءٍ ! بل تَكَفَّلَ بِضَنَكٌ وشقاءٌ , فِكرُكُمُ يُبَرِّرُ حَبسَهُ فَلا رَوحَ بِبهاءٍ , ولا هَمَساتٍ بِهناءٍ , بل تَنَفَّلَ بِزَبَدٍ وغُثاءٍ , ذاكَ أنّهُ لا إلهَ يَبعَثُ فيهِ الهناء بِنَماءٍ , وما الهناء إلّا مِن أمرِ ذي الكِبريَاء.
هناءٌ يَتَشَوَّقُ شَفَقَ الشُّرُوقِ بِحمدٍ وبَهاءٍ , ويَتَذَوَّقُ غَسَقَ الغُروبِ بتَسبيحٍ وثَناءٍ , ويَتَفَوَّقُ على النائِباتِ بِصبرٍ وصَفاءٍ .
سَيَردُّونَ أيديَهُم في أفواهِهِمُ بِجفاءٍ , قُل لهم:
لَفَظتُم حَنانَ الأمُومةِ ودَحَظتُم قَفَشاتِ جَارٍ وأبناءِ العُمومَةِ , ونَفَشاتِ شَيخٍ حَكيمٍ في مَقهاهُ مع صَحبِهِ وخُصُومِهِ.
سَيُسِرُّونَ النَّدامةَ بِإبلاسٍ ونُعُومَةٍ . قُل لهم:
ألا أدُلُّكُم عَلى صَرحٍ لعَلَّكُم تَبلُغُونَ بهِ الأسبابَ , أسبابَ سعادةٍ ضَلَلتُم طَريقَها فأمسَيتُم في تَباب؟
إنَّهُ هناكَ..
حَذوَ الأخشَبين في مَكَّةَ ومَا حَولها مِن قُرى بَغدادَ والشَّامِ وطَنجةَ القَيروانَ..
حَيثُ البَدنُ مُؤَطَّرٌ بِلَفَحَاتٍ نَديَّةٍ بَهيَّةٍ , والفؤادُ مُعَطَّرٌ بِنَفَحاتٍ زكيَّةٍ وفيَّة .
وهُنا سَيُعلَنُ نَفِيرُهُم لِحَربٍ ضَروسٍ هيَ الأدمَى ,
مَعَ أنَّكَ مَا تَجَنَّيتَ بِحرفٍ باطلٍ, بل تَبَنَّيتَ طَرَفَ حوارٍ مُتَحَضِّرٍعاطلٍ! فَلِمَ الحربُ إذاً ؟ ومَن هوَ المُستَبِدُ من بينِنا ومَن هُو الاعرجُ المَائِل ؟
(كُتِبَ النَّصُ إثرَ دردشاتٍ بلسانهم معهم على صفحة تويتر).

****

Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html
رابط لتصفح و تحميل الملحق الشهري العددين ـ 21/ 22 أوت ـ سبتمبر 2020
https://www.calameo.com/read/0062335949a20a9470fc4
https://www.calameo.com/books/0062335949a20a9470fc4
‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها لنصرة الكلمة الحرة
Pour FEUILLETER ou télécharger le supplément mensuel de "elfaycal.com" numéros 21 et 22 mois (août et septembre 2020
format PDF, cliquez ou copiez ces liens :
https://www.calameo.com/read/0062335949a20a9470fc4
https://www.calameo.com/books/0062335949a20a9470fc4

*****
‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

آخر تعديل على الأحد, 04 تشرين1/أكتوير 2020

وسائط