wrapper

الخميس 28 مارس 2024

مختصرات :

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي


تعيدنا جرائم المستوطنين الإسرائيليين في مدينة القدس والضفة الغربية إلى تاريخ العصابات الصهيونية الأسود، شتيرن والأرجون والهاجانا وغيرها، التي عاثت فساداً في فلسطين المحتلة قبل وبعد العام 1948،

وقتلت الفلسطينيين ودمرت بيوتهم وحرقت بساتينهم، وخربت ممتلكاتهم ودنست مقدساتهم، برعايةٍ دولة الانتداب إنجلترا التي كانت تحميهم وتدربهم، وتزودهم بالمال والسلاح، قبل أن تتولى سلطات الاحتلال الرسمية جرائمهم، وتعيد تنظيم صفوفهم، وتلحقهم بوحدات الجيش المختلفة، وتبارك أعمالهم وتكرم قادتهم، وتقدمهم في الصفوف الأولى قادة للجيش والحكومة، ووزراء ورؤساء أحزاب، بينما أيدهم ملطخة بالدماء، وسجلهم حافل بالجرائم والموبقات، وتاريخهم يشهد على أشهر المجازر المروعة والمذابح الفظيعة، التي يندى لها جبين البشرية، وتحفظها سجلات العدل الدولية.
 
حرب العصابات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني لم تتوقف يوماً، على الرغم من "إعلان دولتهم" وتأسيس كيانهم، وادعائهم أنهم دولة حضارية ديمقراطية، تلتزم القانون وتحترم حقوق الإنسان، وأن جيشهم أضحى جيشاً نظامياً لا يخالف، ورسمياً يلتزم الضوابط ولا ينتهك القوانين، إلا أن الحقيقة أنهم يكذبون ويخدعون، ويتسترون ويتخفون، فلا شيء تغير في حقيقتهم أو تبدل في مسلكهم، فالعصابات الصهيونية لم تندثر أو تموت، ولم تغب أو تتفكك، بل تتجدد وتتبدل، وتتغير أسماؤها وتبقى مهامها، وقادتها يصبحون وزراء وقادة أحزاب، يحميهم القانون وتحصنهم المناصب، فلا يسألون عن أعمالهم ولا يعاقبون على جرائمهم.
 
يطلع علينا الإسرائيليون كل يومٍ بعصاباتٍ إرهابية وتنظيماتٍ عنصرية، ومجموعاتٍ متطرفة، وفرقٍ دينيةٍ متشددة، كلها تستهدف الشعب الفلسطيني قتلاً وعدواناً، وترويعاً وإرهاباً، وقد جعلوا الفلسطينيين وممتلكاتهم هدفاً لهم، يلاحقونهم ويستفزونهم، ويعتدون عليهم بالضرب والتنكيل، والإهانة والإساءة، ويلقون عليهم الحجارة الثقيلة، ويهشمون زجاج سياراتهم أو يحطمونها، ويصبون زيوت الآليات على طرقاتهم، ويلوثون بها جدرانهم ومرافقهم، ويلقون مشاعل النار على بيوتهم، يحرقونها وأصحابها، ويصبون البنزين في أفواه الشبان ويحرقونهم، ويبتدعون في كل يومٍ وسيلةً للترويع والترهيب والقتل، فتارةً يستهدفون الإنسان الفلسطيني، وتارةً أخرى يستهدفون حقوقه وممتلكاته، فيدمرون بيوتهم، ويحرثون أرضهم، ويخربون زرعهم، ويقتلعون شجرهم، ويهدمون حجرهم، وينبشون قبورهم، ويعتدون على مقدساتهم.
 
المجتمع الإسرائيلي كله مجتمعٌ متطرفٌ، وإن ادعى بعضه الاعتدال والوسطية، وتطاهر بالعقلانية والمنطق، فهم جميعاً ما احتلوا أرضنا واستوطنوا بلادنا وطردوا شعبنا ونهبوا خيراتنا، غزاةً محتلين، ومستوطنين غاصبين، فهم في عدوانهم سواء وفي جيشهم جنودٌ، ولهذا نراهم يخلقون في كل يومٍ عصابةً جديدةً، تحمل اسم حزبٍ مدني، وتنخرط في العمل السياسي، ولكن أفعالها عدوانية، وتصرفاتها إرهابية، تستمد أفكارها من مفاهيم ومعتقدات بيغن وشامير وشارون وكاهانا وغولدشتاين وغيرهم، التي تتبني الدعوة إلى هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل الثالث مكانه، وتعمل على طرد الفلسطينيين جميعاً من أرضهم، وخلق مجتمع يهودي متناغم ومتجانس وخالٍ من العرب المسلمين والمسيحيين على السواء.
 
كثيرةٌ هي العصابات الصهيونية الإرهابية، ولكن آخرها منظمة "لاهافا" التي تستهدف مدينة القدس، وتريد تطهيرها من أهلها الفلسطينيين، والتي كانت سبباً مباشراً في إشعال فتيل هبة باب العامود، وجماعات "تدفيع الثمن" التي تستهدف الفلسطينيين وممتلكاتهم، وتدعو إلى قتلهم واستباحة أموالهم وممتلكاتهم، ومجموعات "فتية التلال" المفرطة في التطرف والإرهاب، والموغلة في القتل والجريمة، وعشرات المنظمات التي تحمل اسم الهيكل، وجلها من المستوطنين المتطرفين، وتدعي حراسته وتعمل على استعادته، وتقوم يومياً بمحاولات اقتحام المسجد الأقصى المبارك وتدنيس باحاته، وتتطلع إلى السيطرة عليه وهدمه.
 
لا يترأس هذه المجموعات الإرهابية ويقودها مغمورون أو مجهولون، أو أشخاصٌ بسطاء وعاديون، بل يتقدمهم زعماءٌ ومسؤولون، وقادة أحزابٍ وضباطٌ في الجيش، ووزراءٌ ورجال دين، وأعضاءٌ في الكنيست وزعماء محليون وغيرهم، ورغم أنه لا فرق بينهم ولا شريف فهم، فهم سواء إلا أن بعضهم اشتهر بمواقفه المتطرفة وسياسته العنصر أمثال ايتمار بن غفير وأفيغودور ليبرمان وسموتريتش ونفتالي بينت وغيرهم، ممن لا يخفون أفكارهم، ولا ينكرون توجهاتهم، ولا يترددون في الإعلان عن مواقفهم والدعوة إلى فرضها واقعاً على الأرض، إبادةً وطرداً، وهدماً وتدميراً، ذلك أن مشروعهم لا يقوم إلا على شطب الفلسطينيين، أصحاب الحق وأهل الأرض.
 
القانون الإسرائيلي يرعى هذه المنظمات ويحمي هذه العصابات، وهو لا يجرمها ولا يخطئها، ولا يحاسبها ولا يعاقبها، بل يشجعها ويمولها، ويتبنى أفكارها ويؤمن بسياستها، وتقوم الحكومة والجيش برعايتهم وحمايتهم، وترافقهم في اقتحاماتهم وتشاركهم في جرائمهم، وتمنع الفلسطينيين من صدهم وكف عدوانهم، وتتهمهم إن هم مارسوا حقهم في الدفاع عن أنفسهم بأنهم إرهابيين مخربين، وأنهم يعتدون على المستوطنين ويعرضون حياتهم للخطر، ولهذا فإن المجتمع الإسرائيلي سيشهد المزيد من هذه التشكيلات العنصرية الإرهابية، وستدخل هذه المجموعات في سباقٍ تنافسيٍ محمومٍ على الجريمة والإرهاب، وسيتسابقون فيما بينهم على عمليات القتل والاغتصاب والسرقة والتدمير والتخريب وغيرها.
 
لا فرق أبداً بين مناحيم بيغن واسحق شامير وبين غانتس وبينت وبنيامين نتنياهو ومن معه، فهم جميعاً سواء في الجريمة والعدوان، وإن أصبحوا رؤساء للحكومة أو وزراء فيها، فهم في أصلهم زعماء عصابات وقادة تشكيلاتٍ عسكرية إرهابية، فالأوائل ارتكبوا مجازر دير ياسين وقبية والطنطورة وسعسع والدوايمة وغيرها، والجدد يرتكبون مجازر يومية في قطاع غزة والقدس ومدن الضفة الغربية، بل تمتد أيديهم الآثمة إلى أهلنا الصامدين في الأرض المحتلة عام 1948، فيقتلون شبابهم، ويغتالون رموزهم، ويسفكون دماءهم غيلةً وغدراً، وقصداً وعمداً، ثم يظهرون أنفسهم كذباً وتدليسا وبهتناً، بصورة البرئ المسالم، والمظلوم المعتدى عليه.  
 
بيروت

****

Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html
رابط لتصفح و تحميل الملحق الشهري العددين ـ 27/ ـ28 فيفري مارس 2021 ـ

https://fr.calameo.com/read/00623359483d1f3663339
https://www.calameo.com/books/00623359483d1f3663339

‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها لنصرة الكلمة الحرة
Pour FEUILLETER ou télécharger le supplément mensuel de "elfaycal.com" numéros 27 et 28 mois (février et mars 2021
format PDF, cliquez ou copiez ces liens :
https://fr.calameo.com/read/00623359483d1f3663339
https://www.calameo.com/books/00623359483d1f3663339
*****
أرشيف صور نصوص ـ في فيديوهات ـ نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) liens روابط
https://www.youtube.com/watch?v=B92-d7N_CK0&feature=youtu.be
https://www.youtube.com/watch?v=SVdWPglMDXM

‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

 

 

آخر تعديل على الخميس, 29 نيسان/أبريل 2021

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :