طباعة

ــ علي الجنابي | العراق

 

الصّحافةُ مِهنةُ الحَصافةِ أو هكذا العَهِدُ بها بأنَّها منبرٌ للأدبِ والحرفِ الرصينِ وللثقافة. وسلطةٌ رابعةٌ نابعةٌ من لُبِّ الفكرِ وشغافه.


   وقد دَخلتُ مَضاربَها كعابرِ سبيلٍ لعامٍ يتيمٍ ولا نيّةَ ليَ بأستئنافه، فرأيتُ صرحَ الصحافةِ ذا لغزٍ وعسيرٍ لعابرِ سبيلٍ مثلي إكتشافه، فنأيتُ عنه فجراً أقَلِّبُ الأمرَ ما بينَ شرفِ الحرفِ وما بينَ إحترافه، حتّى أقبلَ عليَّ الإشراقُ بنِداهُ ونَداهُ وإستكشافه، وقد هَمَسَت نجمةُ الصّبحِ في أذنيَّ لمَا بَصُرتِ البالَ شارداً فيما في أمرِ الصَّحافةِ من سَخافة، ومواسيةً للبالِ بنبيلِ من كلمٍ وسلسبيل ألطافه:
هَوِّن عليكَ مِن تَقَلُّبٍ في تَفَكُّرٍ و إعتِكافه، وأنصت ليَ لأسمعَك بنوداً ثلاثةً مُعَلَّقَةَ على بابِ الصّحافة، وعليكَ أن تُحقّقَها إن كنتَ تهوى تقبيلَ وجناتِ الصحافة: 
"حَرفٌ حصينٌ بتَطوافه، وعِلمٌ رصينٌ بأطيافه، وفكرٌ حكيمٌ بأكنافه"، بيدَ إن صَاحَبْتَ (رئيسَ تَحريرٍ) بمُنَاوَرَةٍ مِنكَ او مجاملةٍ او حتّى بِطبقٍ مِن (كُنافَة)، فإنْسَ (كِذبَةَ) بُنودِ البابِ إيّاها، وإنسَ العدلَ وإنصَافَه وأنصَافَه، فحالُ الصّحافةِ وما فيها من غَثِّ الفكرِ وإنحِرافه، كَحالِ صَناديد قُريش إذ إستَخَفُّوا بإبنِ أبي قُحافة، وما عَلِموُا أنّهُ سَيّدُ للحِكمةِ وسيِّدٌ للحرفِ وسَيَشهدُ لهُ الغَدُ بإعتِرافِه،، ذاك أنَّ الصَحافةَ يا صاحُ مُسَيَّرَةٌ لا مُخَيَّرَة ولكلِّ عِرقٍ فيها نواياهُ وشهواتُهُ ولهُ إصطفافه، وكلُّ عِرقٍ يهتَمُّ ويَهيمُ بالحقِّ إن تلائمَ مع هواهُ ودغدغَهُ متلاعباً بأردافه.
أحقّاً قيلُكِ هذا يا نجمةَ الصبحِ! أجل، ومهلاً عليَّ لأعِظُكَ بِبندٍ واحدٍ آخر بإنعطافة: "إن كنتَ ذا مالٍ مستَعمَرٍ، أو ذا منصبٍ مُستَثمَرٍ فأنتَ في بؤبؤِ عينِ الصَّحافة، وقلمُكَ عندها؛ إمّا "ذبيانيّ" العَبَراتِ أو"منفلوطيّ" النَّظَرات، وقداسةُ قلمِكَ عندها كاملةٌ أوصافه.
أوَليسَ - يا نجمةَ الصّبحِ- الصحافةُ هي تَتَبُّعٌ لزيفِ الباطلِ وكشفُهُ بصدقٍ وبرَهَافة؟
أجل ياذا فِكرٍ شاردٍ، شرطَ إلا يملكَ الباطلُ غطاءً جَويّاً من قاذفاتِ الكُنافة، فَحَواصلُ قادةِ الصّحافةِ واهنةٌ أمامَ قصفِ لفائفٍ من كُنافة، ولكَ أن تُجرِّبَ وتَكتبَ عن الحجابِ والحُشمةِ وعن عفافِ النفسِ إذ الناسُ عنهُم في سفورٍ وإنجرافه، وعنِ عنفوانِ العروبةِ إذ العُربُ في شغلٍ فاكهونَ ما بينَ صورِ (فوتوغرفَ) و رسائلِ (تلغرافَ)، أو أن تَصفَ سياسةَ (لندن) ضد العربِ بالسخافةِ وبالكذبِ والنفاقِ وبالصّلافة، أو أن تقصفَ سياسةَ (باريس) المريضة بالدّعارةِ والمثليّةِ والكسافة، وتُحاولُ نشرَ كلماتِكَ في صحيفةٍ عربيةِ من هناكَ تصدرُ يومياً وبكثافة، وسترى أن لن يُنشرَ لك حديثاً أبداً، ولا حتى بعضاً من أطرافه، وسيضعونَ حديثَك تحت أقدامِ فيلٍ أو على عُنُقٍ لبعيرٍ أو في رقبةٍ لزرافة، والعجبَ أنك لو أرسلتَها الى صحيفةِ إنجليزية لنشرَتْها من فورِها وبلا توجسٍ وإرتجافه، إلتزاماً منها ببنودِ البابِ إياها؛ بنودُ دستورِ الصّحافة.
لا عليكِ يانجمة الصبح!
لاعليكِ، فإنما هو عامٌ يتيمٌ قَضيتُه على مضضٍ في غياهبِ الصحافة، ورُبَما لن أنسخَهُ لقابلٍ بل سأعودُ لمجالسةِ أشياخِ الحيِّ وإئتلافه، وحيثُ هنالكَ واحةٌ من أعشاشِ النّقاءِ بأليافِ الصّفاءِ وجُموعُهُ وأحلافه، وحيثُ هنالكَ؛
لا تحايلَ على الحَرفِ بِقَرصَةٍ مِن رَقٍّ يُقَادُ بِها السائلُ في حَضَرٍ وفي أريافه، ولا تمايلَ على الظَرفِ بِرقصةٍ مِن حَقٍّ يُرادُ بها الباطلُ في حاضرٍ وفي أسلافه.
ولكن يا نجمةَ الصبحِ ما عساي فاعِلٌ في مخطوطتي "حوارٌ مع صديقتي النّملة" إذ أنا أفتِّشُ لها عن ناشرٍ رفيعةٌ أوصافه؟
تُفَتِّشُ عن "ناشرٍ رفيعةٌ أوصافه"!  أبليدٌ أنتَ يا ذا نملةٍ ضاعَ من فؤادِها مجذافه؟ رُبَما لكَ أن تطبعَها على رّقاعِ جلدٍ أو أقتابٍ، أو على كتفِ حيوانٍ أو عُسُبٍ بعدَ جفافه! رُبَما
إنهضْ الآن يا ذا نملةٍ فقد حضرَ فَطُوركَ من رغيفِ خبزٍ وزبدةٍ وإبريق شايٍ وصحنٍ من........كُنافة. 
(تحيةٌ وتقديرُ لمَن إحترفَ الصحافةِ بصدقٍ وعلا فيها بالحقِّ هتافه).

 

****

 

Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html
رابط لتصفح و تحميل الملحق الشهري العددين ـ 29/ 30 أفريل ـ ماي 2021 ـ
https://fr.calameo.com/read/006233594eba57a00a174

‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها لنصرة الكلمة الحرة
Pour FEUILLETER ou télécharger le supplément mensuel de "elfaycal.com" numéros 29 et 30 mois (avril et mai 2021)
format PDF, cliquez ou copiez ces liens :
https://fr.calameo.com/read/006233594eba57a00a174
*****
أرشيف صور نصوص ـ في فيديوهات ـ نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) liens روابط
https://www.youtube.com/watch?v=LTuxqpDqnds

‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

 

آخر تعديل على الأحد, 12 أيلول/سبتمبر 2021

وسائط