طباعة

عبد الكريم ساورة


تعلمنا الحياة كل يوم أكثر من درس في فن البقاء ومواجهة الأوغاد، فعلا إنهم يتكاثرون بيننا، يتحركون وهم يشعرون بالمرح، لايتوقفون عن الضحك في وجوهنا وهم يرددون عبارتهم المشهورة : " موتوا بالسم " ولانملك في مواجهتهم سوى الإنسحاب الواحد بعد الآخر ونحن نجيبهم في صمت رهيب : لقد متنا منذ مدة

طويلة ولم يبق لنا أثر مادمتم تملكون كل مقومات البقاء وأهمها الحقارة فهنيئا لكم ولكن صوتنا المبحوح سيظل يتردد على مسامعكم دون توقف حتى يتوقف النزيف.
اليوم، نلاحظ أن الدولة بعد سنين طويلة وهي تواجه " المُجتمع المُطِلِعْ " وبعد أن فشلت في احتواءه ووضعه تحت الحماية المقننة، تختار طريقة جديدة في الحكم وهي الإهمال الممنهج والتهكم واللعب بمفردات القانون حتى يصاب الجميع بالتعب والإنهاك والإنسحاب من الملعب بصفة نهاية، ويالها من خطة في وأد ماتبقى من أمل وحلم لدى فئات واسعة من الشعب الذي يؤمن بالتغيير أنه قادم لامحالة.
إن الجميع يشهد أن الدولة بتوجهها الأمني الصرف بعيدا عن كل أخلاق المواجهة عملت بكل ماتملك على تخريب هذا المجتمع الذي كان يحاول انطلاقا من مبدأ التشارك في صنع كيان جامع مانع تكون فيه المصداقية والوضوح هما الصفتان الملازمتان لكل انطلاقة، لكن الدولة بوسائلها المعروفة وبأنانيتها المعهودة قامت بتشغيل المقص الكهربائي وقطفت كل العقول الجانحة ورمت بها في غياهب المجهول، إنها ترفض بالمطلق أن يفكر معها أحد أو يخطط معها أحد، إنها ترفض أي عقل أن يشاركها في الفوز بلقب العبقري.
وهاهي عبقرية الدولة تخرج علينا بين الحين والآخر بمشاريع " كبيرة " تسميها بالجديدة والمنقذة، وكلنا نتساءل في دهشة: منقذة من ماذا ؟
من العطالة التي وصلت أرقام قياسية، وهاهو شباب المغرب يهرب ويتخذ الهرب فلسفة له في كل شيء، والدولة تختبئ وراء جائحة كورونة مرة وقلة التساقطات في مرات عديدة، وفي تعسف القضاء والقدر تاريخيا على :
تخلف المدرسة والتي تحركت أخيرا عبقرية الوزير بن موسى على حل جدري ليس له مثيل ويتجلى في تحديد سن الالتحاق بالتدريس عن سن لايتجاوز الثلاثين، ويالها من خطة مدهشة ستنهي بصفة نهائية مع مآسي التعليم التي يعرف السيد بن موسى صاحب النموذج الجديد أن مشكل التعليم الحقيقي ليس هو السن ولا المدرس ولا سور المدرسة الهش وإنما هو تشجيع الدولة للتعليم الخصوصي أي تقوية التوجه الليبرالي الفاحش على حساب المدرسة العمومية التي تستقطب عقول الفقراء الكبيرة، إن الدولة السيد بن موسى تشجع منطق الربح ومنطق السوق على حساب منطق القِسم والقَسَم للمبادئ السامية للتعلم وفضائله النبيلة والكبرى، إنها تقصي مبدأ المساواة والمواطنة الحقيقية بهذا التشجيع المنحاز لأصحاب الثروة، إن الثروة الحقيقة هي كل العقول التي تفكر في بناء وحماية هذا البلد بدون مقابل .
وهاهي بعض الجامعات سيدي الوزير المحترم تتنافس في دروس التحرش بالطالبات بدل أن تتنافس في البحث العلمي ومنجزات المختبرات، وهانحن نسمع عند كل دخول جامعي فضائح من العيار الثقيل أبطالها يسمون جزافا وتدليسا " أساتذة جامعيون " وهاأنا أتساءل مع المتسائلين أين كانت الوزارة عندما تم اختيار هذه الشرذمة من الأساتذة غير المحترمين، ولماذا لاتضع دليلا ينص على شروط الالتحاق ويكون شرط السن هو المعيار مادامت شهوتهم متيقظة ومشتعلة إلى هذه الدرجة ونحن نعرف أن عامل السن يتحكم جيدا في عنصر الشهوة وخصوصا الشهوة الجنسية ؟
وهاهي الدولة بعد تأني غير طويل تخرج علينا بحكومة عجيبة ونحن سنقبل على مضض تلك العبارة العجيبة التي تقال كثيرا في الوسائل السمعية البصرية التابعة لدار المخزن مفادها " انتخابات حرة ونزيهة " ، وهاهو رئيس الحكومة الملياردير الذي قفز إلى الواجهة بضربة المخزن السحرية ليصبح بين عشية وضحاها راعي الغاز الوطني بعد تدمير لاسامير وتركها تغرف بصمت وهدوء في الليل كسفينة " تيتانيك " ليخرج علينا بميثاقه الجديد ومبادئ حزبه العظيمة في إنقاذ البلاد والعباد، وهاهي ثماره بدأت تلوح في الأفق من خلال مجموعة من القرارات المجحفة والجائرة وأهمها الزيادة المرعبة في الأسعار وآخرها القرار سيء الذكر تحديد سن الالتحاق بالتدريس في سن 30، هل هذه هي بداية الوعود التي وعدنا بها أثناء حملته الإنتخابية ؟
إن المجتمع المُطلع هو الشمعة الوحيدة المتبقية التي تضئ كل الجهات المعتمة، إنه صغير جدا عددا، لكنه حامل وحافظ لقيم الوطن، فهولا يتوقف في دق ناقوس الخطر، إنه يظل واقفا في كل قضية من قضايا البلاد يصرخ بقوة ويمد يده المباركة " كالنبي زرادوشت " يصافح كل الأيدي النظيفة ويرفع شعارا بل شعارات التغيير الأنيقة وفي الأخير يقول كلمته الأخيرة بكل حب ومسؤولية لأنه في الأول والأخير يعرف أين تسير البلاد وأين ستصل وجد مُطلِع من هم الشرفاء ومن هم اللصوص.

 

*****

 

Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html
رابط لتصفح و تحميل الملحق الشهري العددين ـ 34 جوان ـ سبتمبر 2021 ـ
https://fr.calameo.com/read/0062335949afd29057ca7

‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها لنصرة الكلمة الحرة
Pour FEUILLETER ou télécharger le supplément mensuel de "elfaycal.com" numéro 34’ mois (juin - septembre 2021)
format PDF, cliquez ou copiez ces liens:
https://fr.calameo.com/read/0062335949afd29057ca7

*****
أرشيف صور نصوص ـ في فيديوهات ـ نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) liens روابط
https://www.youtube.com/watch?v=M5PgTb0L3Ew

‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

 

آخر تعديل على الأربعاء, 24 تشرين2/نوفمبر 2021

وسائط