wrapper

الجمعة 29 مارس 2024

مختصرات :

ـ بقلم: آمال سيد محمد* ـ مصر 

 

العفو شيمة الأقوياء، وخلُق الكرماء، و العظماء، أمَّا أن تعتدي على الآخرين فقد سمَّاه القرآن بَغيًا: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ [الشورى: 39]. 

ومن أخلاق المسلمين أنَّهم غير مستسلمين، وليسوا ضعافًا، الله معهم، وهو ينصرهم، ومن صفات المؤمن أنه إذا أصابهُ بغيٌ ينتصر، وإذا كان ضعيفًا يقول: ربِّ إنِّي مَغلوب فانتَصِر؛ إمَّا أن تنتصِر أو تدعوَ الله عز وجل أن ينصرَك.

والانتصار هنا ردُّ البغي فقط، فلا يردُّ الصاعَ صاعين واللطمة لطمتين؛ كلَّا؛ وإنما يردُّ السيئةَ بمثلها أو يعفو ويصفح؛ ﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ [الشورى: 40]

لا يحبُّ الباغين، ولا يحبُّ المعتدين، ولا يحب الظالمين، وإنَّما يحبُّ الباحثين عن حقوقهم، المؤدِّين لواجبهم، العافين عمَّن أساء إليهم مع قدرتهم على الردِّ.

والعفو مقرون بالتواضع، وممزوج بالإخلاص، ومغلَّف بالنَّقاء والصفاء!

إنَّ الكريم إذا تمكَّن من أذًى

جاءته أخلاقُ الكرام فأقلَعا

وترى اللئيمَ إذا تمكَّن من أذًى

يَطغى فلا يُبقي لصلحٍ مَوضِعا

المستبدُّ والمتسلط - الذي يسْتهين بأرواح الناس ويزيد من أذى الخلق - لو عُفي عنه لزِدْناه استهانةً وأذًى، فهذا يجب أن نوقِفه، ويجب أن يدفع ثمنَ تجاوزه!

﴿ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [النور: 2]. 

لو إنسان قصَّر وصنَع بإهماله مشكلةً كبيرة؛ مثلًا جاء مريض للإسعاف، والطبيب أهمَل في إسعافه فمات! هذا يجب أن يُحاسَب، وأن يَدفع ثمنَ إهماله وتأخيره، ويجب أن يُرْدع؛ لذا لا تقوم حياة منظَّمة من دون عقوبات.

والحقيقة الإسلام فيه وازِع، ولكن لا يكتفى به، بل هناك رادِع؛ فالوازع داخلي، والرادِع خارجي، والمنهج الكامل يجِب أن يعتمد على الوازع والرادع معًا.

﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ [الحج: 38]، يدافِع عن الذين آمنوا، وفي الوقت ذاته لا يحبُّ كلَّ خوَّان كَفور!

نفس المؤمن عزيزة وقويَّة، ويستعين بالله، ويتحرَّك وفْق منهج الله؛ قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ [الشورى: 39]، لا يردُّون الصَّاعَ صاعين، لا ينتقمون، لا يردون على البغي ببَغيٍ أقوي؛ كلا، وإنما ﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا [الشورى: 40]، أو ﴿ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ [الشورى: 40].

فإذا غلب على ظنِّك أنَّ عفوك عن أخيك يُقرِّبه إلى الله تعالى يَنبغي أن تعفوَ عنه، وعندها أجْرك على الله

حينما يصيبك عدوان خارجي، وبغيٌ وظُلم، وعدوان على مالِك، وكرامتك - هنا لماذا المؤمن لا يحقِد؟ لأنَّه موحِّد، ويرى أن قوَّة الله أقوى من كلِّ الناس، ويد الله فوق أيدي كلِّ الناس، قال تعالى: ﴿ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [الأنفال: 17]. 

إذا وقف الناس أمام المعتدي موقفًا عنيفًا فالحياة تنتظِم عندئذ، أمَّا إن جاملناه وتركناه وأيَّدناه، انْتشَر الظلم، وعمَّت الفوضى، واختلط الحابل بالنَّابل؛ ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ [الشورى: 39].

ومع ذلك: ﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ [الشورى: 43].

هذا والله أعلم.

ـ*باحثة في الشريعة الإسلامية

****

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصر ي الكلمة الحرة و العدل

لتحميل الملحق الشهري العدد 11 أوت 2019

و مشاركته عبر التويتر أو الرسائل القصيرة هذا الرابط الخاص:

https://pdf.lu/I1Ax

المسنجر و البريد الإلكتروني  و واتس آب  استعملوا هذا الرابط :

https://www.fichier-pdf.fr/2019/10/01/-----11--2019/

لمشاركته على موقع أو مدونة يجب نسخ هذا الرابط و لصقه على محرك البحث:

<a href="https://www.fichier-pdf.fr/2019/10/01/-----11--2019/">Fichier PDF ملحق الفيصل الشهري  سبتمبر العدد11ـ  2019 ».pdf</a>

Pour télécharger le supplément  mensuel de "elfaycal.com" numéro 11 en format PDF, cliquez ou copiez lien au-dessus :

: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

@elfaycalnews

instagram: journalelfaycal

ـ  أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها

www.elfaycal.com

- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice  cliquez sur ce lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/

To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of freedom of expression and justice click on this link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

Ou vous faites  un don pour aider notre continuité en allant  sur le site : www.elfaycal.com

Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com

 

آخر تعديل على السبت, 05 تشرين1/أكتوير 2019

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :