wrapper

الجمعة 29 مارس 2024

مختصرات :

  رأي  بقلم:  د. أحمد القيسي |  لندن 

 

قال السلف ( إحذر العالم الفاجر والعابد الجاهل  ؟! وتقول الحكمة ويأتيك من طرف اللسان حلاوةٍ ويروغ لك كما يروغ الثعلبْ الماكرُ ..! .. أحياناً نرى أشياء قد تبدوا لنا من الوهلة الأولى شيئا جميلا وذا قيمة ولكن هي في الحقيقية ليست بذلك ..

فهناك المظاهر الخداعة التي توسوس لنا وتداعبنا وتدعونا بالإنجذاب إليها  .. وتكون بعدة صور وعدة أقنعة وألبسة  .. منها من يكون إنسان عادي ومنها مايكون متلون كالحرباء كل حين لون يصطبغ به للإختفاء وراءه للوصول إلى غاياته فبهذا هو يبرر لنفسه بألوانه الوصول إلى أهدافه وعلها أن تكون شريفة وذا نفع ..! وهنا الإشارة إلى الذين مايسمون أنفسهم برجال الدين أو ساسة وهم أساسا  لا هذا ولا تلك .. أزداد بشكل ملفت في السنوات المنصرمة:
من ظهر بأنه رجل دين ويحكم بشرع ألله ويقوم ويقعد بإسمه وقال فلان وحكى فلان والدين لديه فوق كل شيء وكل الأعتبارات الحياتية والإجتماعية و شمل كل شيء بها حتى الجانب السياسي الذي هو لا علاقة له به ..! وأن المراوغة لديه هي أهم صفاته ومبتكراته التي لولاها هو لا شيء  .. ولولا رفعه الشعارات المراوغة المغلفة بغلاف الدين والتقوى وينتقون من القرآن نصوصا ـ خارج السياق ـ لتخدم أفكارهم وتقرر أعمالهم المنافية لضرب الحق بالباطل .. وأن الجماعات الدينية السياسية ترفع شعاراتا مراوغة لا يمكن أخضاعها للتدقيق والتقييم المنهجي أتخاذها تفسيرات ضيقة جداً للشرع ، أستناداً إلى  مفهوم الحاكمية معتبرين بذلك هم وكلاء ألله على الأرض .. لهذا يعتبر التخلف الفكري هو النقيض الأساس لمفهوم التنمية .. حيث أن الدول العربية المجتمعة خاصة التي نالت أستقلالاً بُعيد الحرب العالمية الثانية لم تنجح في أن تبرز مفهوماً رئيسياً للتنمية تستطيع من خلاله تحسين الواقع الإجتماعي والأقتصادي لشعوبها لأنها قامت على مايسمى بنظرية الأحلال والتي هي أحلال النظريات الغربية داخل البنى والبيئات العربية أملا منها في تحسين الواقع الأقتصادي والإجتماعي وتوظيف مفاهيم تنموية ترغب من ورائها تحقيق أنعاش أقتصادي ينعكس بدوره على المواطن العربي .. وأمام هذا الفشل الذي مُنيت به  النُخب والقيادات العربية في تحسين الواقع بين أفرادها ، كان لابد من هذا المفهوم أن يبقى مهيمناً على الساحة إلى يومنا هذا دون وجود أي إستراتيجيات أو  حلول منطقية نابعة من الداخل تحاول أن تكفل هذا المفهوم  ، وتجد بدائل ذات صيغ علمية في الإرتقاء بالواقع الذي يحكمنا الإجتماعي أولاً والأقتصادي ثانياً الذي هو عصب الدولة والمجتمعات كافة ..
   وإن مفهوم التخلف  :  هو حالة سكون وبطء تصاحب عمليات التنمية نتيجة  لعدم قدرة النخب والقيادات السياسية والأقتصادية مجتمعة على صياغة نظريات ومفاهيم ذات روئ علمية وعملية في تحسين الواقع العربي إلى الأفضل حيث أن توفر الأمكانات والموارد المالية إلى جانب الوسائل الفنية والبشرية دون أستحالة تطبيقها على أرض الواقع لن تجدي نفعاً في تحسين البنى الأقتصاديه والإجتماعية للأفراد القاطنين في تلك البلاد .
    ولو نأتي ونعرف  الأمية الدينية لنراها هي أحدى آفات المجتمعات الدينية التي تعتبر أخطر أشكال التخلف والأمية لما تشكله من خطورة ..! وهي التي كانت سبباً في تفشي عدد من السلوكيات المذمومة والمنبوذة التي أنتشرت في مجتمعاتنا بصورة كبيرة .. متمثلة بالأنحراف والتطرف والغلو والتعصب الأعمى والأنحطاط والرذيلة .. بعد أن جعلت الفرد ينجر وينحرف نحوها في التيار المعاكس للإتجاه الصحيح بكل سهولة إذ يعتمد هذا التيار على التوجهات  غير السوية بأسم الدين والأفكار المضللة حيث يستغل ذلك القصور في الوعي الفكري ومنها الديني لتحقيق بعض المصالح الذاتية ذات المنفعة الخاصة الدنيوية  .
ويلعب الأتزان الفكري والوعي العقلي الصحيح دوراً هاماً في حياة الشعوب والأفراد لما له من أهمية لبناء نموذج الأنسان القويم المتفتح  والذي نطلق عليه مجازاً الإنسان السوي المدرك لأمور الحياة وضرورات الإنسان وكيفية التعامل والتصرف .. فعندما يفقد الإنسان ذلك الأتزان نجد : حين ينشأ الأتزان في جماعات ومجتمعات صغيرة عاشت حياة متزنة بعض الوقت في تقدم مادي جاد وحياة وجدانية ودينية راقية رغم صغر هذه الفترات الزمنية  .. لكن للأسف ذلك لايستمر طويلاً فسرعان ما يتم الإلتفاف  على المبادئ المحاربة دائماً من قبل ضعاف النفوس ومن ذوي الأمية الفكرية والشخصية والتي تتطبع الطباع الحيوانية للحيلولة والسيطرة على الغير والتميز بالباطل فتنشب الحروب وتسفك الدماء  وتتاجر بذلك بأسم الدين والتقوى والإستيلاء على مافي إليد للغير وأستحلال الفروج والحرام حلال والحلال حرام .. والهيمنة الأقتصاديه والسياسية وكل المساوئ البشرية معروفة .. كل هذا والتقدم المادي يزداد قوة وجبروت وأشباعاً لحاجات ورغبات البشر المادية حتى أرهق العقل البشري جراء ضئالة فكره ووعيه لحد الأمنية . 
لينتج هنا غلو وطفو ما نشاهده ونسمع بكثرة في عصرنا هذا معتاشاً على أجواء الأزمات قبل وبعد .. وأتباع وتنكر الخطاب الديني المتطرف الذي يستغل الدين للوصول إلى أهدافه سلطوية هي ليست من أختصاصه وأستحقاقه ولأنه خطاب جاهل ، جَهلَ الواقع والذات وبالنتيجة فهو يصطدم دائماً بالعلم والمتعلمين والطبقة المثقفة التي تشكل له تضاد لاينسجم معها بتاتاً لأنها تبطل من أنتعاشه وتسيده لأنها بيئة غير صالحة له على العكس من البيئة الأمية الفقيرةالتي غالبية مجتمعها من الطبقة الفقيرة بكل المقاييس المعيشية والفكرية والعلمية والثقافية لذلك هنا توجد ضالتهِ وبيئته الخاصة به .
إذاً لو لا هذا العدو المنتحل أو الحقيقي الذي جرت صناعته لم يكن هناك من مبرر مقنع لوجود كل هذا الزخم الكهنوتي هذا الزخم الذي يقدم نفسه إجتماعية كصاحب مهنة وفضل له قدسية ودور مركزي في أدارة زخم الحياة لاوجود له للقدوه.. وأن بدون هذا المنتحل الذي يصنعه خيال المتطرفين لغايات براغماتية يسقط الخطاب المتطرف من الأساس  .. أي من حيث مبدأ الوجود ذاته لأنه خطاب عدائي يتطلب وجود أعداء في عالم الحقيقة أو عالم الخيال . 
يمثل الظلم والفقر والجهل والأحتلال منطلقاً لأرض خصبة نتجت عن عقيدة صراعية تحقق القدر الأكبر من التناقض مع الخصوم وتعطي للصراع معنى مطلقاً ومقدساً يتجاوز عالم الأسباب  وسياقات الموضوعية في تديين الصراعات والأعتقاد بأن الأختلاف في الدين والمعتقد هو سبب الصراعات والحروب بين الأمم والشعوب هو الصفة المثلى لتقويض القيم الإنسانية للدين وجعل الصراع أكثر دموية 
إذ أن الجانب الديني يعطي قوة ملتهبة وحماس حاشيته الجاهلة والأمية به لمجرد أنه جانب يخص الدين فقط فأنه يُعظم ويؤله دون معرفة عقباته وماذا سيخلف وراءه من أنهيارات ..!  وأن  الأستغلال للجانب الديني نكاية وأنتقاماً هو الصفة المثلى التي يعمل الساسة ورجال الدين وممن يدعون التدين على أستغلالها وتوظيفها تجاه غايتهم  ومآربهم لتبرير أعمالهم وتوظيفها تجاه الخصوم لتحقيق مصالح خاصة ذا فائدة لهم بأسم الدين والتدين مستغلين بذلك حاشية جاهلة أمية  في جعلها آلة يحاربون بها .. وهذا ما نجده جلياً حالياً بصورة مستأسدة في الصراعات ونراه جلياً في الجهل العميق بالتراث الديني لغيرنا أيضاً في الديانات كافة وبالأخص في اليهودية والمسيحية والمسلمة والبوذية وغيرها وهو خلط لا يقل خطورة عن الخلط بالجماعات الإجرامية التي تستغل الدين لتبرير جرمها بأسم ألله والحق والجهاد وهذا هو القناع الديني المزيف  .

 

 

؟****

 

Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html
رابط لتصفح و تحميل الملحق الشهري العددين ـ 27/ ـ28 فيفري مارس 2021 ـ

https://fr.calameo.com/read/00623359483d1f3663339
https://www.calameo.com/books/00623359483d1f3663339

‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها لنصرة الكلمة الحرة
Pour FEUILLETER ou télécharger le supplément mensuel de "elfaycal.com" numéros 27 et 28 mois (février et mars 2021
format PDF, cliquez ou copiez ces liens :
https://fr.calameo.com/read/00623359483d1f3663339
https://www.calameo.com/books/00623359483d1f3663339
*****
أرشيف صور نصوص في فيديو نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) lien الرابط
https://www.youtube.com/watch?v=B92-d7N_CK0&feature=youtu.be

‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

آخر تعديل على الإثنين, 08 آذار/مارس 2021

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :