wrapper

الخميس 28 مارس 2024

مختصرات :

أحمد القيسي | العراق

 

العنصرية :  هي الأعتقاد السائد بأن هناك فروقاً وعناصر
                 موروثة بطبائع الناس أو قدراتهم وعزوها لأنتمائهم الجماعة أو عرق ما بغض النظر عن كيفية تعريف مفهوم العرق .. وبالتالي تبرير معاملة الأفراد  المنتمين لهذه الجماعة بشكل مختلف أجتماعيا ً وقانونياً .


لو أتينا وتطرقنا إلى مفهوم التميز العنصري (Racism) بأنه
أي عمل أو ممارسة  أو معتقد يعكس نظرة عنصرية للعالم  ، عن طريق تقسيم البشر إلى مجموعات بيولوجية منفصلة  ، وتعريفها على أسأس السمات الجسدية الموروثة ،أو السمات الشخصية ، الذكاء  . الأخلاق  . وغيرها من تلك السمات الثقافية والسلوكية  ، وأعتبار أن بعض الأجناس متفوقة على الأخرى  ، حيث أن تم الأعتراف بمفهوم العرق البيولوجي في أواخر القرن العشرين بأعتباره أختراعاً ثقافياً دون أي أساس علمي  . 
موقف الإسلام من العنصرية والتميز العنصري : 
العالمية صفة لازمت الأسلام منذ يومه الأول .. وما كان له أن يكون دين ألله الخاتم إلا إذا كان رحمة للعالمين كافة .. وقد وضعت النصوص الإسلامية قيماً التفاضل بين الناس أساسها تقوى ألله لا اللون ولا العرق ولا النسب  .. هذا ما أنزله ألله و خص به البشرية كافة دون فرق بين هذا وذاك  .
تعتبر العنصرية من الممارسات الخاطئة بحيث يتم من خلالها معاملة مجموعة معينة من الناس بشكل مستبد ومختلف يسلب حقوقهم والتحكم بهم لمجرد أنهم ينتمون لدين ما أو عرق ما وتعد من الأمراض المتفشية في عصرنا اليوم مع العلم أنها وجدت منذ القدم وتسببت في تفرقة المجتمعات والشعوب وبالتالي أدى عملها إلى نشوب الحروب والأختلافات بين هذا وذاك  .. ففيها تتعرض الفئة المعنوية المظلومة إلى أقصى درجات التمييز والتعسف والتهميش و والأستبداد وكل ذلك فقط لأختلاف الدين والعرق وحتى اللون  . 
إذ تتخذ أحيانا العنصرية شكلاً أكثر تعقيداً وذلك من خلال ممارساتها الخفية التي تظهر بصورة غير واعية لدى الأشخاص الذين يعلنون ألتزامهم بقيم التسامح والمساواة وتبرير هذا الفعل لإجتهادات يعملون عليها منها ماتصنف البشر وتقسمهم إلى أعراق منفصلة .. في حين نرى هناك رفض من بعض أو أغلب علماء الأحياء وأخصائيو علم الإنسان والإجتماع هذا التقسيم مفضلين بذلك تقسيمات أخرى أكثر تحديداً أو خاضعة لمعايير يمكن اتباعها بالتجربة .. مثل التقسيم الجغرافي والأثنية.  أو ماضي فيه قدر وآخر من زيجات الأقارب  . 
نشوء العنصرية  : خلال مراحل التأريخ التطوري للإنسان عندما كان الإنسان جانح للصيد  ، حيث أن ظهور الصيد وظهور صياد آخر في نفس البقعة يؤدي إلى أنخفاض عدد الحيوانات والنباتات التي يمكن الحصول عليها فإن كانوا ممن تجمعهم صلة القربى فأنه من الأمكان أن يتشاركو ذلك الطعام أو على الأقل يمكن لجيناتهم المشتركة عبر القرابة أن تستفيد من هذا الأختلاط  . . في حين أن أي شخص قد تبدو عليه علامات ثقافة مختلفة فأنه من المرجح سيكون منافساًلنا حسب رأي الدكتورة فكتوريا أيسيس من جامعة أويسترن أورانيو في لندن  .. وقد تأخذ أحياناًمن مبدأ الحماية الشخصية والنفسية وذلك من خلال الحذر الذي تأخذه من التواصل مع الغرباء أو الناس المختلفين لأننا نعتقد بأنه في ذلك حماية لنا من بعض الإصابات المرضية كما فعل أسلافنا في ذلك الماضي  .
ممارسة العنصرية برعاية دولة  : 
وهي أعتماد مؤسسات وممارسات دولة ما على آيديولوجية عنصرية - دوراً هاماً وذلك لما لمسناه من أمثلة الأستعمار البريطاني والولايات المتحدة وأستراليا  .. كما لعبت دورا ً بارزاً في نظام ألمانيا النازية وفي  الأنظمة الفاشية  في جميع أنحاء أوربا وفي السنوات الأولى من فترة شووا اليابان  . إذ دعمت هذه الحكومات وطبقت إيديولوجية وسياسات عنصرية مكارهة للأجانب وفي حالة النازية دعمت سياسة الأبادة الجماعية  . دعمت سياسة زيمبابوي التمييز العنصري ضد البيض في محاولة لتطهير الدولة عرقياً .. كما أن للعنصرية أسباب ومحفزها النفسي والعنصري والذي شكل هذا السلوك في النفس البشرية  ، إذ يمكن أن نستعرض منها :
التفاخر بالأنساب والطعن فيها  . الفروق المادية والمعنوية  . والجهل وعدم الوعي بمفهوم بعض العبادات والعادات الموروثة  . العقيدة والفكر والثقافة . كل هذه الأسباب وغيرها ومنها النازية التي قامت على النقطة الأولى وربما الخامسة من بنود الموضوعة ايضاً ٠ والعبودية نتيجة للسبب الذي يخصها ، كما يمكن جر العديد من الأمثلة المعاصرة على ذلك  . 
لعبت العنصرية في أمريكا دورا كبيراً منذ الحقبة الإستعمارية فقد أعطى الأمريكيون البعض أمتيازاً وحقوقاً أنحصرت بهم فقط دوناً عن الاعراق الأخرى  ،  منح الأمريكيون الأوربيين وخاصة البروتستانت الأنكلوسكسونيون البعض الأغنياء  
أمتيازاً حصريا ً في مسائل التعليم والهجرة وحقوق التصويت والمواطنة وحيازة الأراضي والإجراءات الخاصة الجنائية طوال التأريخ الأمريكي  ، ومع ذلك فكثير ما عانى المهاجرون  من البروتستانت الذين هاجروا من أوربا وخاصة الأيرلنديين والبولونين الإيطاليين من حالة أقصاء الأجانب وغيرها من أشكال التمييز في المجتمع الأمريكي وذلك حتى أواخر القرن التاسع وأوائل القرن العشرين  .
وترى الأمم المتحدة وشبكة حقوق الإنسان الأمريكية في الولايات المتحدة أن التمييز في الولايات المتحدة يتخلل جميع جوانب الحياة ويمتد الى جميع الأعراق غير البيضاء .
تغيرت طبيعة وجهات النظر التي يتبناها الأمريكيون العاديون بشكل كبير فقد وجدت الدراسات الأستقصائية التي أجرتها منظمات مثل ABC News على مدى العقود الماضية أن هناك قطاعات كبيرة من الأمريكيين تعترف بتبني وجهات نظر تميزية حتى في أمريكا الحديثة  ، فعلى سبيل المثال ذكر مقال نشرته  الخميس ABC في عام 2007 أن واحداًمن كل أربعة لديه نزعة تحيز ضد العرب الأمريكيين  . . كما أن رأي بعض الأمريكيين أن ترشيح باراك أوباما للرئاسة كان أول رئيس أسود للولايات المتحدة لفترتين رئاسيتين متتاليتين من عام 2008 / 2016 كان دليلاًعلى دخول الأمة عصر جديد ، ( عصر مابعد العنصرية ) . 
ظل المجتمع الأمريكي يعاني من مستويات عالية من العنصرية والتميز خلال العشر سنوات الأولى من الألفية الثالثة  ، فكانت أحدى الظواهر الجديدة في المجتمع هو صعود حركة اليمين البديل( alright ) وهي عبارة عن تحالف  قومي أبيض يسعى إلى طرد الأقليات الجنسية والعرقية من الولايات المتحدة الأمريكية  . 
نتيجة لما سبق  ..  أزدهرت تجارة العبيد عبر الأطلسي  ، فوفقاً للتقديرات الصادرة  عن قاعدة بيانات تجارة الرقيق عبر الأطلسي( Trans Atlantic ) تم نقل عن مايزيد 470 ألفاً من العبيد قسراً من أفريقيا إلى مايسمى الآن الولايات المتحدة بين عامي 1626 / 1860 أمتلك ثمانية من الرؤساء الأمريكيين عبيدا ً يعملون لديهم قبيل الحرب الأهلية الأمريكية وهو ما تعتبر ممارسة يحميها دستور البلد القائم آنذاك  . ونتيجة للثروة الهائلة التي كان يمتلكها الأمريكيون في تلك الفترة فترة مابعد الحرب الأهلية فقد كان لكل عائلة من المنطقة الجنوبية لما تعرف الآن بالولايات المتحدة أربعة عبيد بالمتوسط . أي أمتلك 385 ألف أمريكي أبيض عبداً واحداً يعمل لديه من أصل سبعة ملايين أمريكي وذلك وفقاً للتعداد السكاني لعام  1860 .
كان أستعباد فرد من أفراد الأسرة من ذوات البشرة السوداء يعني أنفصاله وأنسلاخه عن عائلته وعدم قدرته على رؤيتهم مرة أخرى أبداً ..  وقد عاشو أشخاص وعوائل البشرة السوداء  مصيراً مجهولاً وعاشوا رعب التهجير القسري مع عوائلهم فقد تعرض السود إلى عمليات ترحيل قسرية هائلة وفقد العديد من الأفارقة الأصليين وعبيد المستعمرات الأوائل الذي تجمعهم من قبل قبائل مختلفة من الأصول القبيلية المتنوعة في أفريقيا  ، فينحدر معظمهم من عائلات كانت موجودة في الولايات المتحدة لعدة أجيال  . ويبدو أن من الواضح مؤخراً أن الرئيس ترمب ومنذ توليه منصب الرئيس شجع ضمنياً وبطريقة مغلفة  لمبدأ العنصرية على الرغم من ألغاء التعامل بها منذ مئة عام  .. فقد شجع الجماعات المتطرفة البيضاء على الخروج إلى الشارع وأن مبدأ العنف هو الذي تبناه ترمب خاصة مع أحتمال الخسارة التي سيمني بها في الانتخابات الرئاسية المقبلة  .. ويبدو أن جراح الفصل العنصري  لم يلتئم بعد ومقتل انسان أسود من قبل قوات الأمن وفقد حياته أن التمييز بعد بدأ الفصل الجديد من التمييز العنصري  بعد ما وجدت جماعات اللون الأبيض والعنصرية الأرض الخصبة لتطفو من جديد على السطح  .. إذ وجدت هذه الجماعات الفرصة للظهور من الطل لترويج أفكار فاشية  ، ربما تحت حماية سلاح نظام اليمين المتطرف  .. إذ أعتبر الكثير من الأمريكيين أن الخطاب الذي ظهر به ترمي وجاء به إلى السلطة هو الشرارة  التي جعلت العنصرية تطفو من جديد من خلال البعض والذي ساد الشعور عندهم بأنهم مفوضون لإتخاذ إجراءات مثل هذه الأفعال لإتخاذ إجراءات تمثل ردة إلى عصور ما قبل الحرب الأهلية  .

ظاهرة العنصرية ليست عصية على العلاج، ولكن علاجها يتطلب جهداً كبيراً، إذ تتوزع المهام بين الأفراد والمجتمع ككل والسلطات أيضاً. وقد سبق وتخلصت أمم من هذه الآفة، وتمكنت من علاجها، ويمكن اقتراح سرب من الحلول لعلاج ومناهضة العنصرية، لعل أهمها:

على الحكومات أن تحاول تضييق دائرة الخلافات بين القبائل، وبين الفصائل المختلفة في المجتمع.

على الحكومات أن تتغلب على العنصرية من خلال تطبيق مبدأ العدل والمساواة بين أبناء المجتمع.

للإعلام دور كبير جداً في التأثير على المجتمع، وعلينا أن نحرص أن يكون هذا الدور إيجابياً في نبذ العنصرية والتمييز.

فرض عقوبات على من يثير الفتن والنزاعات بين أبناء المجتمع الواحد.

تلعب تقوية الوازع الديني في نفوس الأفراد أحياناً دوراً جيداً في نبذ العنصرية.

تعتبر الأسرة النواة الأولى في المجتمع، لذا يتوجب عليها زرع أفضل القيم في نفوس أبنائها، وتربيتهم على حب الآخرين، ونبذ التفاخر واحتقار الآخرين.

يقع على عاتق المدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية دور كبير في توعية الجيل الجديد وتثقيفهم وزرع الأفكار الصحيحة في عقولهم ونفوسهم.

لمنظمات حقوق الإنسان دور كبير في هذا المجال أيضاً، وذلك من خلال عقد الدورات التثقيفية ونشر الكتيبات التوعوية حول أهمية المساواة ونبذ الفتنة والعنصرية والتمييز بجميع أشكاله.

كما ذكرنا آنفاً، فإن العنصرية التي نالت من كثير من المجتمعات، لم تتمكن من المجتمعات التي عملت على إيجاد حلول حقيقية تخلصها من عواقب هذه الظاهرة، ما مكّنها بعد ذلك من بناء أمجاد عتيدة، بعد أن آمنت بالمساواة في الحصول على الفرص، وأيقنت أن التفوّق ليس حكراً على فئة واحدة، فصهرت جميع الإمكانات المتوفرة في أبنائها لترسم أجمل صور التكافل والتكاتف في الطريق إلى الحضارة.

 

****

 

Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html
رابط لتصفح و تحميل الملحق الشهري العددين ـ 29/ 30 أفريل ـ ماي 2021 ـ
https://fr.calameo.com/read/006233594eba57a00a174

‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها لنصرة الكلمة الحرة
Pour FEUILLETER ou télécharger le supplément mensuel de "elfaycal.com" numéros 29 et 30 mois (avril et mai 2021)
format PDF, cliquez ou copiez ces liens :
https://fr.calameo.com/read/006233594eba57a00a174
*****
أرشيف صور نصوص ـ في فيديوهات ـ نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) liens روابط
https://www.youtube.com/watch?v=LTuxqpDqnds

‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

 



آخر تعديل على السبت, 29 أيار 2021

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :