wrapper

الجمعة 29 مارس 2024

مختصرات :

 بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي


لن يحتمل الشارع الفلسطيني أبداً احتمال تأجيل الانتخابات الفلسطينية وإلغائها، أو تعطيلها وعرقلتها، أو المساس بها وتهديدها، فقد بات مستعداً لها ومهيئاً لخوضها، وتجهز لها بما يلزمها نفسياً ومادياً،

وانطلقت حملات الحراك الشعبي المطلبية والمعيشية، كحراك الموظفين والشباب والأسر الفقيرة والعاطلين عن العمل وغيرهم، تلوح بقدراتها وتستعرض إمكانياتها، وتظهر قوة أصواتها الانتخابية، وتؤكد على دورها وحجم تأثيرها في نتائجها القادمة، وهي تعتبر أن الانتخاباتِ حقٌ شعبي وليس مكرمة من أحدٍ، ولا مِنَّة من أي جهةٍ، فلا يحقُ لأيُ طرفٍ كان، فلسطينياً أو دولياً، عربياً أو أجنبياً، صديقاً أو معادياً، أن يصادر حقها ويحرمها دورها، وأن يعطل الانتخابات لأسبابه السياسية ودوافعه الخاصة.
 
لم يتأخر الفلسطينيون عن القيام بدورهم، والاستعداد لمهمتهم الوطنية، فقد ذكرت لجنة الانتخابات المركزية أن نسبة تحديث البيانات الشخصية للمواطنين الفلسطينيين الذين يحق لهم الاقتراع في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، قد بلغت نسبةً تفوق ألـــــ96%، وهي أعلى نسبة يمكن لشعبٍ متحضرٍ أن يشهدها ويسجلها مواطنوه، وفيها سجل الشباب الفلسطيني أكبر حضورٍ ومشاركةٍ مما كان يتوقعه المراقبون، الأمر الذي يكشف حجم الوعي والجدية والأمانة والمسؤولية التي يتحلى بها الشعب الفلسطيني.
 
كما تقدمت إلى لجنة الانتخابات المركزية ستةٌ وثلاثون قائمة بأسمائها للمشاركة في المنافسة الانتخابية، وهي قوائمٌ حزبية وعشائرية ومستقلة، وحراكية وتفاعلية وفكرية وسياسية وشخصية، تتمثل فيها المرأة والمسيحيون ومختلف مكونات الشعب الفلسطيني، وتبدي جميعاً كامل الرغبة والاستعداد للمشاركة في الانتخابات، وقد سجلت قوائمها في الوقت المحدد رسمياً، والتزمت بدفتر الشروط الانتخابية، ودفعت الرسوم المتوجبة عليها، والتزمت الصمت الانتخابي في انتظار انطلاق الدعاية الانتخابية، وسجل فيها عددٌ غير قليلٍ من كبار الأسرى والمعتقلين، الذين يتوقع أن يكون لهم حضورٌ لافتٌ في المجلس التشريعي القادم.  
 
الشعب الفلسطيني لا يلعب ولا يهزأ، ولا يضيع وقته ولا يغامر بمصداقيته، ولا يسمح لأحدٍ أن يعبث بحقوقه ويتطاول على دوره، فهو جادٌ في ممارسة حقه وأخذ دوره في تحديد هوية وشخصية من يمثله ويتحدث باسمه في المجلس التشريعي، ويريد أن تكون له كلمته الفاصلة وصوته المؤثر، وهو جادٌ في المشاركة في تسمية من يحكمه ويدير شؤونه ويتحدث باسمه، ويريد أن يكون له كامل الدور في مراقبتهم ومحاسبتهم، وفي سؤالهم والتحقيق معهم، فهم ليسوا أحراراً بالتصرف في حقوق الشعب الفلسطيني، أو التقصير في خدمته وتوفير احتياجاته، والعمل على تسهيل عيشه وضمان حقوقه، فالمناصب مهامٌ والصفاتُ مسؤولياتٌ، ولم تعد الصدارة هيئاتٌ أو تشريفاتٌ، بل هي أماناتٌ وواجباتٌ.
 
لكن القلق بدأ فعلاً يساور الشعب الفلسطيني من احتمال إلغاء أو تأجيل الانتخابات، وذلك بعد أن كثرت الأقاويل وشاعت التصريحات التي تتحدث عن هذه الاحتمالات، تحت ضغط الانقسام الحاد في حركة فتح، الذي بات يهدد وحدة الحركة ويمزق صفها، ويعدد تمثيلها ويهدد شرعيتها، مما يقلل من فرص تصدرها للنتائج ويضعف سيطرتها على المجلس التشريعي، أو بسبب الضغوط الإسرائيلية التي يمارسها تهديداً واعتقالاً، وتضييقاً ومنعاً، أو بسبب التحذيرات والمخاوف العربية والأمريكية من احتمال فوز حركة حماس، وحصولها على نسبةٍ تفوق ما قد تحصل عليها حركة فتح.
 
لا أعتقد أن الشعب الفلسطيني سيقف مكتوف اليدين، صامتاً لا يتحرك إزاء هذا التهديد في حال أصبح حقيقة، وصدر مرسومٌ آخر يبطل المراسيم الأولى المنظمة للعمليات الانتخابية بمراحلها الثلاثة، فهو لن يقبل أبداً بهذا العبث الذي يهدد مستقبله، ويغامر بقضيته، فقد عول الفلسطينيون كثيراً، في الوطن والشتات، على وحدة السلطة واتفاق الفصائل، وانتهاء الانقسام وإتمام المصالحة، وعودة مؤسسات السلطة للعمل بصورة طبيعية لخدمة الشعب الفلسطيني، وهو ما أكدت عليه الفصائل الفلسطينية ومختلف قوى الشعب، عندما وافقت على إجراء الانتخابات، وتجديد الشرعيات، وتحقيق المصالح الوطنية المجتمعة كلها.
 
على المقامرين بمصالح الشعب الفلسطيني، والعابثين بحقوقه، والمستخفين به، والجاهلين بحقيقته، أن يدركوا تماماً أن ردة فعل الشعب ستكون سريعة وحاسمة، وقوية ومؤثرة، وشاملة وواسعة، وصادمة وقاسية، وقد تكون مزلزلة ومجلجلة.
فقد تنزل الجماهير الفلسطينية إلى الشوارع والطرقات، وتعتصم في الساحات والميادين، وتنظم مسيراتٍ ومظاهراتٍ، وقد تخوض عصياناً عاماً، وتلوح بعصا الثورة وسيف الثورة، فحقها يترنح، وصوتها يتبدد، وصورتها تتشوه، وقضيتها تتعرض لمزيدٍ من الخطر.
 
وإسرائيل تستفرد بنا، والولايات المتحدة الأمريكية تضحك علينا، وبعض دولنا العربية تضر بنا وتتآمر علينا، وتتدخل في شؤوننا وتعبث في مصيرنا، الأمر الذي يفرض على الشعب انتخاب قيادةٍ رشيدةٍ عاقلةٍ، حكيمةٍ مخلصةٍ، تتصدى للخطوب وتواجه التحديات، وتقود المسيرة، وتأخذ بخطام القضية نحو بر الأمان.
 
وعلى الشعب الفلسطيني عامةً وقواه خاصةً أن يحصن حقوقه، وأن يحمي وطنه ويصون قضيته، وأن يتهيأ لهذا اليوم الذي بات وشيكاً، فهو يعلم أن رئيس السلطة الفلسطينية يتعرض لضغوطٍ كثيرة، وتنتابه هواجس ومخاوف عديدة، لكن المطلوب منه أن يكون رئيساً مسؤولاً، شجاعاً جريئاً، قوياً صلباً، أميناً على حقوق شعبه، فلا يستجيب لغيره، ولا يخضع لسواه، وليمض في استحقاقه، ولا يقبل بتأخيره، ولا يوافق على إلغائه، وليعلم أنه مغادرٌ لنا راحلٌ عنا، "أطال الله في عمره"، لكنها سنة الحياة ونواميس الكون، فلا يغادرنا وقد أساء إلينا، ولا يرحل عنا وقد أجرم في حقنا، بل يترك خلفه سنةً حسنةً وأثراً طيباً يشفع له، وبه بالخير يُذكر وبحسن الخاتمة يُحفظ.
بيروت في 18/4/2021

****

Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html
رابط لتصفح و تحميل الملحق الشهري العددين ـ 27/ ـ28 فيفري مارس 2021 ـ

https://fr.calameo.com/read/00623359483d1f3663339
https://www.calameo.com/books/00623359483d1f3663339

‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها لنصرة الكلمة الحرة
Pour FEUILLETER ou télécharger le supplément mensuel de "elfaycal.com" numéros 27 et 28 mois (février et mars 2021
format PDF, cliquez ou copiez ces liens :
https://fr.calameo.com/read/00623359483d1f3663339
https://www.calameo.com/books/00623359483d1f3663339
*****
أرشيف صور نصوص ـ في فيديوهات ـ نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) liens روابط
https://www.youtube.com/watch?v=B92-d7N_CK0&feature=youtu.be
https://www.youtube.com/watch?v=SVdWPglMDXM

‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

آخر تعديل على الثلاثاء, 20 نيسان/أبريل 2021

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :