طباعة

‎*بقلم: محمد بتش"مسعود" | الجزائر

 

‎هناك في زاوية غير منتظمة من البيت,كان متمددا على السرير,بعض النسائم
‎الصيفية تتسلل عبر شقوق النافذة المهترئة,كانت أفكاره مبعثرة,إنها
‎العاشرة واليقضة لم تغادر أجفانه بعد ,جرّقدميه, خارج البيت واقفا,سكون


‎الليل غطاه ضوء القمر الباهت,شيء ما أبيض يتراءى له هناك,إنها المدينة
‎الخالدة,لم تكن سوى مقبرة,تذكّر والداه,تمنى لو كان معهما لأرتاح من عناء
‎البؤس.
‎النسيم بارد بعض الشيء,على السرير تمدّد,هذه المرة أفلح في إغماض
‎جفنه,تأخذه غفوة, نباح الكلب زاد,شيء ما أثار إنتباهه. مسرعا كان يحمل
‎بندقية الصيد العتيقة,دار حول البيت,نباح الكلب كان صوب حديقة الخضر
‎هناك,عندما ركّز نظره لم ير شيئا,دخل البيت,تمدّد,هذه المرة داعب النوم
‎جفونه بصعوبة.
‎عندما طلع النهار, في الحديقة كان يزيل الحشائش النائمة على الأرض, الخضر
‎متنوعة,كان يفكر عن سبب نباح الكلب ليلة البارحة,تساءل..أكان شبحا
‎ياترى؟..لا أعتقد.تذكّر حكايات الجدة عن الغول والأشباح عندما كان
‎صغيرا,تمرّ الساعات,تعود العصافير إلى أوكارها محمّلة.
‎يحل الضلام,عندما تعشّى , تمدّد ليريح جسده البائس قليلا.عندما مرّ
‎الهزيع الأول من الليل, إنتفض واقفا, كان صوت الكلب النابح بعنف,مسرعا
‎أمسك البندقية,في الخارج كان النباح صوب الحديقة,ركّزنظره..يا إلهي..سواد
‎ما هناك واقف في الحديقة دون حراك,تبعثرت أفكاره..إنه شبح, ناداه
‎مرة..إثنتان, حذّره,سيُطلق النار عليه إن لم يغادر المكان,السواد صامد
‎كتمثال شامخ ,بإحكام كانت فوهة البندقية صوب ذاك السواد المجهول,ضغط على
‎الزناد..يا إلهي..لقد إختفى..إنه فعلا شبح. عندما كان في فراشه, كانت
‎أفكاره قد زادت إضطرابا. حين طلع النهار, في حديقته كالعادة,حاول أن يحدد
‎مكان شبح ليلة البارحة,عندما كان متجولا بين أحضان الخضر,فاجأه سواد ما
‎ملقى على الأرض…يا إلهي إنه حمار,كانت بقع الدم ما تزال
‎فاقعة..حمار..مجرد حمار, إعْتقدتُ أنه شبح, بدا عليه بعض الحزن, سيحاول
‎الآن إخراج ذلك السواد من الحديقة ليعود لقلع الحشائش النائمة على الأرض.

آخر تعديل على الأحد, 12 تشرين2/نوفمبر 2017

وسائط