wrapper

الخميس 28 مارس 2024

مختصرات :

بقلم: د.سلامة تعلب | مصر


تدور أحداث القصة حول شجرة شامخة وافرة الظلال، معتزة بنفسها واثقة بجمالها وعراقة أصلها، فيراها نجار؛ ثم يحلم بأن يصنع منها خزانة؛ يهديها لوالي المدينة؛ كي يمنحه عطاياه، ويسعى النجار لتحقيق حلمه ولو على حساب مصير الآخرين وسعادتهم، تقوم الشجرة وتتشبث بالأمل في انتزاع حقها في الحياة، وتتمكن إجزاء المفصولة منها من إصلاح كسورها، ثم تعود لتلتصق بجذورها، وتورق من جديد حياة ونماءً، وتنتصر على المعتدي.


الصور الجمالية: القصة بها الكثير من الصور الرائعة، مثل: "تتباهى بأنها-الشجرة- أطولهن وأجملهن ساقًا، وأعمقهن جذرًا؛ فهي الشجرة الوارفة التي يستظل بها كل من غدا أو راح"، ومقولة الشجرة: "كيف سأغادر أرضي؟ توحي بالرمز الرئيس في القصة، والمغزى المراد؛ حيث التشبث بالأرض، والوطن، والجذور؛ فالأرض هي الأم وهي الوطن، وهي الحياة"، كذلك تصوير قطع الخشب وهي تودع مكانها، وبقايا جذورها، كأنها تساق إلى الموت؛ ووصف وصول الخزانة بقطعها الخشبية إلى جذرها، وهي تنحني عليه مشتاقة؛ فيحن لها الجذر، وتتعانق الروح بالجسد لبعث الحياة من جديد، كما فعلت إيزيس التي لملمت أشلاء زوجها وأعادت له الحياة؛ لينجبا طفلهما حورس، كما جاء تصوير تكسر الخزانة؛ رمز لتحطم القيد، واندحار المعتدي وفشله في أخذ ما ليس له.
اللغة: من أبرز سمات هذه القصة- إلى جانب مضمونها الثري- بروز خصيصتين لغويتين واضحتين فيها، وفي كامل المجموعة القصصية وهما: رصانة اللغة ورشاقتها وشاعريتها وموسيقيتها، وبعدها عن الغرابة بسموها وإمكانية فهمها، والحرص على إثراء معجم الطفل بكلمات وصيغ جديدة، لكنها ليست غريبة بل ممكنة.
التكنيك: تتميز الكاتبة بسرعة وسهولة الصياغة، وحيث استخدمت جمل بسيطة إلى وجدان المتلقي وفكره واهتمامه؛ فلا يكاد يصل في قراءته إلى الصفحة الثانية؛ حتى يشاركها التوتر والاهتمام بمصير الشجرة وقضيتها، والتعاطف معها ومع الحدث، مع الحرص على حسن الاستهلال في قصصها؛ مما يضفي على قصصها عنصر التشويق من البداية. حيث تقف الكاتبة موقف الحياد ولا تنحاز مسبقًا لفكرتها؛ فتعرض مثلاً شماتة بعض الجيران في الشجرة، وحزن البعض الآخر عليها؛ فهنا عرض القضية بموضوعية، وترك الحكم للقارئ، وكذلك حينما تصف براعة النجار في صنعته-رغم عدوانيته- حيث صنع الخزانة ببراعة وجمال، ومن ثم نجحت منذ البداية عندما بدأت القصة بأحدث مشوقة، مع تنامي الدراما، وتصاعدها بشكل مشوق، حتى لحظة النهاية، التي كانت منطقية ومغلقة.
وتتمييز القصة برمزية في السرد؛ حيث الشجرة جذورها الوطن والأرض، والنجار المعتدي المغتصب. وهي تهذيبية تحمل كثيرًا من القيم، كالاعتزاز بالأصول والجذور، وانتصار الحق، ورد الجميل، والاتحاد قوة، والتمسك بالأمل وعدم اليأس، مهما كانت التحديات، وخيالية؛ حيث تتمكن الشجرة من جمع أجزائها ولملمة أشلائها، والعودة للحياة.

 

آخر تعديل على الإثنين, 13 تشرين2/نوفمبر 2017

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :