طباعة

*بقلم: عبد الكريم ساورة | المغرب


‎كل يوم أفتح النافذة لأتملى بابتسامتك المنعشة، آه، أصبحت مدمنا على رؤية وجهك الجميل، هذه الأيام أشعر أن الطريق لم يعد لها جدوى، والشجرة التي تقفين كل يوم بقربها شاخت بسبب غيابك الطويل، الطيور لم يعد لها حس بجوارنا، غيابك قاس، رحلت معه كل أطياف الحياة.


‎أعرف أنك تخاصمينني، أعرف أنك لاتستطعين أن تهربي من طيفي، من شكي الجميل، ولا أنا قادر على مخاصمتك، شيء ما يجعلني أنتظرك وأنا أعلم أنك رحلت دون رجعة.
‎لقد عثرت لك عن كتابك المفضل، عن و صفتك السحرية في الحياة، أنت مولعة بالسفر، بالتنقل من مكان إلى مكان، أنت من فصيلة الطيور المهاجرة، أنت تمقتين الأعشاش، ترفضين البيوت، أعلم أن البيوت تحجب عنك الرؤيا، وأنت سيدة مولعة بالأفق، " كتاب الرؤيا " لازال على شباك النافذة ينتظر قدومك.
‎لقد انتهيت من قراءة الكتاب، ففهمت فحواه، فلسفته، أسراره، ففهمت لماذا كنت تصرين على العثور عليه، أنت امرأة مختلفة، ولا أريد أن أقول متمردة، لا تبحثين عن رجل له عينين واسعتين وبيت فسيح، ودخل قار، أنت عدوة الثبات والاستقرار، شخصيات الكتاب تشبهك ، معظمها لا يستقر على حال.
‎كلماتك لازالت ترن في أذني، لم أعرها بالغ قيمة ، كنت يومها واقفة كالجبل، تتحدثين بثقة، عن المستقبل، عن الأجيال، عن المعرفة، أذكر يومها كنت أرفض هذا الحديث، كنت أفضل الحديث في الحب، وكُنتِ يومها  قاسية  معي، وبصرامتك المعهودة صرخت في وجهي  لامستقبل للحب بدون معرفة  أيها العاشق، ولا معرفة حقيقية بدون حب حقيقي.  
‎بعد كل هذه الأيام، كلما رأيت  "كتاب الرؤيا " تَذكرتكِ، شعرت أنَكِ قرأت الكتاب وفهمتِ أسرار الحب والعالم فيه قبلي.

آخر تعديل على السبت, 18 تشرين2/نوفمبر 2017

وسائط