طباعة

 *بقلم: صابر الجنزوري | مصر

 

‫
فى ليلة قمرية افترش فارس مصطبته الصغيرة ، 
تروقه جلستها ، ويروقه توحده مع الليل ،
واسترجاع ذكرياته،نظر إلي القمر ، رأه فى لون إرجواني مشوب بحمرة خفيفه ،

ثمة دمعة سرقته ، خاطب القمر : حتى أنت مخنوق بالدموع .
أقبلت عليه سلمى حفيدته الصغيرة ، تدخل إلى صدره وتخترق بمشاعرها البريئة قلبه ؛ تضاحكه ويداعبها ؛
بادرته بسؤالها : من هو الغريب ياجدي ؟
اخترق سؤالها رئتيه كشهيق ، حاول ان يخرج زفير إجابته دون دموع ، ضمها فى عبائته ومسح على جدائلها الصغيرة ، خرج صوته مختلطا بشجن الذكريات:
- يابنيتي ماكان الغريب إلا مدعيا قرابتنا ، وفد على قريتنا وعلى جدك إسماعيل ، اكرمه واواه بعد تشرد ومنحه الأمان .
تدور ياسلمى الأيام ، يموت جدك ، يستقوي الغريب وأبناءه علينا ، وهاهم يخرجونا من ديارنا !
تداعب أصابعها الصغيرة لحيته البيضاء ، 
- أنا خائفة ..اليوم هاجموا مدرستى، طاردوا الأطفال ، ضربوهم بهرواتهم ، مافعلوا شيئا إلا ان قالوا لهم ..اتركونا لحالنا وارحلوا ، قتلوا بسام لأنه القى حجرا صغيرا يدافع به عن نفسه .
- إذهب لهم واطردهم من هنا ياجدي! 
ابتسم فارس ..هدا من روعها ، قبلها ، 
كانت هناك اصوات قذائف تقتل صمت الليل ، والسحابات السوداء تتصاعد لتخنق وجه القمر، 
تسقط قذيفة على بيت فارس ، 
يدلف معها داخل عبائته ليذهبا فى زيارة طويلة لبسام.‬


1 اكتوبر2016

ـــــــــــ

ـ طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة

https://www.facebook.com/khelfaoui2/

- Pour visiter notre page FB, cliquez sur ce lien:

 

آخر تعديل على الأحد, 10 كانون1/ديسمبر 2017

وسائط