wrapper

التلاتاء 16 أبريل 2024

مختصرات :

ـــ مقالة بقلم: حسين الباز | المغرب


..أتساءل دوما ما جدوى الغموض في فن القول في عصر انبعاث الثورات وانتهاء زمن الرصاص، وانعدام الديبلوماسية سياسيا وإعلاميا وعقائديا؟
..أتذكر في بداياتي، كلما ضقت بالشعر القديم وبمرادفاته التي ترغمك الإستعانة بالقواميس، كنت أقرأ لنازك الملائكة وفدوى طوقان، وبدر شاكر السياب ومحمود درويش ونزار قباني، أستلذ القراءة ولا أتعثر بعتمة الغموض وإن كتبوا رمزا فلقصائدهم رسائل مباشرة لمن يحسن الغوص في المضمون، بالمقابل كنت أتابع الموجة الغامضة في الشعر المغربي آنذاك، وغالبيتها كانت مسايرة للتيار الغربي، وهم بكثرتهم لم أذكر واحدا منهم، لأني بصراحة لم تكن تعجبني أشعارهم أو نثرهم بأدق تعبير، وكنت أجدها كطلاسيم معقدة ولطالما شبهتها بالكلمات المتقاطعة لا علاقة لها بالشعر لا من قديم ولا من حديث، فأهملتها!
..تجربة الشعر الحر كانت في طريقها الصحيح مع روادها الأوائل، لولا الموجة الهائجة الآتية من الغرب، هل هذا ما أردناه نحن لتطوير أدبنا العربي أم ما أراده المستشرقون لنا؟ 
وهذا ما يحصل في فن الرواية والقصة القصيرة أيضا، إما أن تظل بشروطها القديمة، أو يأتي تطويرها وفك قيودها بمفتاح الغرب.
..لا ضير في الغموض لو كان مجملا ببلاغة ومجاز واستعارة أو رمز لو كان المضمون رسالة خفية وجب فك لغزها سواء بالنقد العميق أو القراءة العميقة، ولكن المصيبة حين تخرج من النصوص كما دخلت فارغ العقل والفؤاد، بل والمصيبة الكبرى حين تجد نفسك أمام شاعر أو كاتب معروف يعجز النقد أمام إسمه وكأني به يحمل حصانة أدبية.
في نظري، إن الأدب العربي قد ضل طريقه في بدايات تجديده، ولا بد من إصلاح عثرات الغموض الأولى واعتبارها حثالة لا نفع منها، والسنوات التي اكتسحتها ستعد سنوات عجاف لم تضف للرصيد الثقافي شيئا ما عدا الأعمال المباشرة كأدب السجون مثلا، والقصائد التي تحمل قضايا اجتماعية وسياسية وبالأخص القضية الفلسطينية.
ــــــ

 

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها:
‏: https://www.facebook.com/khelfaoui2/


- Pour visiter notre page FB,et s'abonner cliquez sur ce lien:

آخر تعديل على الأحد, 10 كانون1/ديسمبر 2017

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :