طباعة

ـ عبد الكريم ساورة | المغرب


‎ولأنك الأولى في الحب، تعلمت باكرا كتابة الرسائل، حفظت عن ظهر قلب بحور الهوى، كنت مهووسا بالبحث لك عن تاريخ أسطوري، كنت أعلم جيدا أن الناس تسحرهم الأساطير، كُنْتِ سِراً كبيراً في حياتهم، يتحدثون عنك بدهشة، وأنا العاشق الخفي، كاتب السيرة، سيرتك الساحرة، أقف خلف الباب أسمع حكاياتهم الغريبة عنك.


‎بعد اليوم، لن يصدق أحد أنك من صنع خيالي، أنت دم ولحم، الكل يدافع عنك، عن خصالك، عن جمالك الفاتن، الجميع يتحدثون عن ليلة زفافك،
‎لا أحبذ أن يروي تفاصيل ليلتنا البيضاء أحداً، كانت الموسيقى ساخنة، هل تذكرين عندما كنا نرقص وأنت حافية القدمين، كنت أنظر إليك، كطفل تائه في مدينة قديمة، كان شعرك يتساقط، يتساقط على الأرض كمطر خفيف، كانت التصفيقات تشتعل أكثر فأكثر، والمعجبون من الرجال يتقاطرون، يتهامسون بالقرب مني، أصبحوا يعرفونك أكثر مني، أصْبَحْتِ واحدة منهم وأكثر قربا مني.
‎وأنا لم يعد لي حق عليك، كُنتِ أملي الوحيد، أستشهد بك في وحدتي، أقاومُ بك العالم عندما يهرب للموت، أنت الموت عندما لا أجدك ترقصين فوق حروفي، ومن هؤلاء الذين أطلعتهم عن إسمي، عن قِصتُكِ معي، إنهم ينتحلون طيفي، يسرقون خيالي.
‎انتبهي، فكلما حاولت أن أسْترِدُكِ أجِدُكِ لاتبالي، طيشكِ يؤلمني، جنونك يؤسرني، أنت صاحبة حق ،  فلا تختفي، وأنا اعترف لك أنني لم أعد سيد نفسي بعد أن فرطت فيك.
‎أقسم لك بكل أسماء الحب، أنني كنتُ حريصا عليك، كان عدوي الوحيد هو غروري، كان خطأي الوحيد أنني أعتبرتك مجرد نزوة في حياتي.
‎الآن، الجميع يسخر مني، يهجرونني بعد أن هجرتي، ولا أحد يريد أن يقبل اعتذاري تضامنا معك، فهل تقبلي أنت اعتذاري ؟

ـــــــــــ

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها:
‏: https://www.facebook.com/khelfaoui2/


- Pour visiter notre page FB,et s'abonner cliquez sur ce lien:

آخر تعديل على الثلاثاء, 12 كانون1/ديسمبر 2017

وسائط