wrapper

الخميس 25 أبريل 2024

مختصرات :

 *بقلم: عبد الكريم ساورة | المغرب


‎يمضي العمر دون أن ننتبه إلى بعضنا البعض، نقضي كل الأوقات في الشجار والشكوى من ارتفاع فاتورات الماء والكهرباء، همنا الوحيد كيف نوفر بعض النقود، لايهمنا أن أحدا بقربنا محتاجا أو مريضا أو يحتضر.


‎يدخل فصل ونستقبله بالزغاريد، ونودعه دون أن نعيره أي اهتمام عندما نحقق اشباعنا منه، الإنسان بطبعه يستغل كل ما يجده في طريقه، يلتهم بشراهة غريبة كل شيء، يتعلم طول العمر أن يأخذ من الآخرين ولا يفكر البتة أن يتعلم أن يعطي ولو القليل، ربما البخل هو الصفة الوحيدة اللصيقة بالإنسان دون المخلوقات الأخرى.
‎هاهي الثلوج تتاسقط بانسياب كبير، بحب كبير، فنهرب جميعا دون أن نستقبلها بالحضن، افتقدنا الكثير من المشاعر، نعيش حالة من الرعب في الأحاسيس، أصبحنا نبحث  أغلب الأوقات عن الدفئ في زوايا ضيقة، مظلمة لا تمت للإنسان بصلة، نشتري الحميمية بالمال، نشتري اللحظة وندوس على ذواتنا.
‎تمر الفصول، ونحن لانشعر بذلك، تهرب الحياة من بين أيدينا، أجمل اللحظات
‎في غفلة منا، ونحن منهمكين بالتفاهات، نبحث عن أسماء كبيرة في عالم الموضة أو الرياضة لنقلدهما في المشي و ونوع صباغة الشعر، فقدنا كل ماكان يجمعنا، فقدنا البوح لبعضنا البعض، فقدنا الثقة، كل الثقة، نشعر بالقرف عندما نكلم بعضنا، نشعر بالملل، نشعر أن سراويلنا تبللت عندما نلتقي صدفة في مكان ما، لم نعد نطيق بعضنا، أصبحنا أكثر غربة بيننا.
‎وداعا أيها الشتاء، لم نتعلم منك كيف نجتمع على مائدة واحدة، نقتسم الرغيف والموسيقى، نرقص بهدوء تام، نغني جميعا، نردد أحلى كلمات الحب، ونتبادل القبل، آه...البيت عندما يخلوا من القبل لايعد يحمل اسم البيت، والإنسان الذي لايتشبت بهذا الحق الروحي، فإنه قطعا سيفقد صفة إنسان.
‎وداعا أيها الشتاء الجميل، وتوقفي يا أيتها الثلوج عن السقوط فإننا لم نعد نستحق منك ذلك البياض.

****

 

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:
‏: https://www.facebook.com/khelfaoui2/


- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce lien:

آخر تعديل على الإثنين, 15 كانون2/يناير 2018

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :