wrapper

الجمعة 19 أبريل 2024

مختصرات :

ـ نور عبد الرحمان | العراق

 

والغروب يسكب في صدى الوجدان …أناشيد الفراق


‎تنزلق من كشكول الأيام كلماتي ،تتسكع فتهبط حيث بيت قديم، اشتراه جارنا المزمن وأقام فيه منذ زمن ليس بالبعيد ، الفضاء حولي يردد أبي .. أبي
‎وأنا أبحث عنه منذ أسقطني" الغستابو" أرضا طالما بكيت كتف أبي الذي اقتيد إلى جهة مجهولة ، حيث ماء الاسيد بطل المشهد هناك ، استعطف السماء موتاً رحيماً
‎يركض ظلي هارباً ، أبحث عن جدار عفيف ألفظ أنفاس أيامي عليه، أقرا الشهادتين وامضي .
‎ وقفت أمام هذه الدار ، وثب ظلي تسلق الحيطان ، انتصب على الشرفات .. سرق تعويذات أمي المخبأة بين أوراق اللبلاب ،أعادها لي الريح عمياء تتعثر بثوبي و الجدران تعرفني ، أتشبث بها ، فيها الكثير مني ، وفي لحظات خوفي أرى سجادة صلاة أبي كوشم محفور ، تثير شجوني .. دميتي وفروضي المدرسية في حقيبة ثبتتها أصابع أبي على مسند خشبي عدت أطمئن عليها أما تزال عالقة ؟
‎عجلة أخي الصغير أصواتها تثير الضجيج حولي ودعوات أمي للغداء ،إخوتي فرقتهم الديار ، يلتفون اليوم حولي يشاكسونني ، مواء قطتي المسكينة وهي تبحث عن ملاذٍ آمناً لها لولادة مرغمة ،عيناها الجائعتين .
‎..آه منك يا ذاكرة عيني ..
‎كل شيء يتوارى خجلا متستّر أمام جدران ماثلة كما ضمير حي.
‎ لا يغادرك ولا يعرف أن ينام .
‎- عيون أبي ترقبني مرددة أنا الحياة والحياة ها هنا ، والجدران تقف في تباهي
‎ما حال جريكم بعيدا عن اأسواري ؟
‎سفر متعب طويل وعالم يثير الشفقة ،
‎أسمع انين شجرة التين وهي تنعى بلبلها الغريد غادرها مع من غادر منا وضيعته زحمة الحياة . الكروم يعاتب الفصول وهو يرى جفاف دواليه والجدران لسانها يندلق كأنها محكمة تقاضي زمناً أراد لها السقوط والإندثار، كلما تسمرتُ أمامها ألقي التحية ، أسامرها وتسامرني أحبها وخجل عينيها .
‎أمام مخاص أمي بي وولوجي دنيا هزيلة واهنة بدت فيها كما سجن وعندها ،أبي
‎يصارع الحياة يصلي لأجلي ويبتهل الى الله كي يطلق سراحي ، ‏يحمل الشموع بأصابع اقتلع الغستابو ‏أظفارها، فتكتبه الدموع مرثيةً .
‎كم يبدوا غريبا حين تمتد لي أذرع لها مقابض تلتقطني وتحملني اليوم كما اكتاف أبي تؤازرني ، ‏
‎وهي تنفد إلى صميم قلبي وروحي كلما وضعت الحياة سيفها المصلت فوق رأسي
‎أسامرها وتسامرني وكأني مغروسة هنا أنا أسيرة أقدامي ، دنت مني بعض نسمات لطاف هبت على أوراق الاشجار الحزينة داخل أسوار البيت بعد أن أصابها العقم لا زالت تحن إلى يد غارسها كما أنا ، تلك النسمات أصابتني بإنتعاش لقد بدت وقودا لأيامي المعطبة .
‎ رحم ..لا أريد لأيامي أن تحيا بعيدا عنه وكل يوم لها ولادة جديدة في الوجدان
‎ومنذ هجرتها ، بات شيء في العمر يبتر الأيام بترا ، بابها لم يقف ليسألني من أنت؟
‎ربما كان يعرف اني احتفظ بكلمة السر ويسالني اصحاب الدار دون شفقة من أنت؟
‎ماذا تريدين ؟
‎لا شيء سوي هنا رأسي يريد أن يلقي بثقله على هذه الجدران ، إنها يا أحباب مباركة ، بابها نعيم تركني منذ زمن .
‎فيها أكف أبي وعرق البناء ، جهده ، روحه، كفاحه ،نضاله ، شجاعته عيناه الدامعتين ورائحة جلبابه .
‎إنها صولجان حق ورائحة وطن لا تعرف الموت وليس لها جنازة ولا يحملها نعش
‎لقد كان هذا البيت بيت أبي .

****

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:
‏: https://www.facebook.com/khelfaoui2/


- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce lien:

آخر تعديل على السبت, 20 كانون2/يناير 2018
المزيد في هذه الفئة : « ‎شمعة لقاء ‎شهقة روح »

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :