wrapper

الجمعة 19 أبريل 2024

مختصرات :

* حاوره من الجزائر: موسى بوغراب

أديب مفعم بروح الإبحار..صوب مدن الفيروز..في مقلتيه دوما تزهر حدائق الشعر..ويراعه في أبد إبداعه..نبع شفاف..يأخذ صفاءه من معين الشعر العربي الهامس..حيث للسياب ونزار قباني وعبد المسيح حداد ..حضور جلي في معظم إبداعاته..وهو في كل تجلياته..باحث عن مدينة فاضلة..يقدس فيها الذوق الإنساني..وتعلو بمنابر وجودها..قيم الحب والبر والجمال..لتظل افجار الفكر منبلجة..في كل جنبات هذا الكون..


وحين طلبت حواره..في تجربته الشعرية..لم يتردد – علي بن رابح – في الإفضاء بجواهر ذاته وآماله المستقبلية لقراء – الفيصل -..بل راح يفتح لنا كتاب أشجان الكتابة المعاناة..فكان لنا معه هذا اللقاء..
******
*الفيصل: بداية..لنسقط تقاليد الحوار العادي..ولأبادرك بمايلي/ في كل احايينك الإبداعية..ماذا تعني لك الكتابة..؟
*علي بن رابح:
مساء الورد..إن سؤالك هذا أشبه بسؤال السائل..ماذا تعني لك الحياة ؟..ذلك أن الكتابة والحياة هما عندي شيء واحد..هو في أغلب الحين..رحلة البحث عن الذات..فأنا لما ألج هذا العالم السحري –الكتابة -..أشعر بكامل حريتي..حيث أتجرد من حركة هذا الواقع..وأسمو بروحي إلى مدارك الصفاء الذوقي..والكتابة في كل أوقاتها..سفر إلى الحقيقة الخفية النابضة في ذات هذا العالم..
والكاتب هو الوحيد الذي بقدرته لمس هذه الحقيقة..فالكتابة كفاح ابدييحياه الأدباء والكتاب..بغية كشف العوالم الخفية في نفس الأنسان..
*الفيصل* إن المقتفي لحركة جل المبدعين العرب..يلحظ أن للألم في نصوص إبداعهم حضورا كثيفا..على عكس الفرح الذي يوشك أن ينعدم في الحياة الإبداعية العربية--- فلماذا هذا الجرح بالذات قائم أبدا..وهل في الوسع أن تستحيل هذه الدموع إلى بسمات يستنشقها الفؤاد الكليم ؟----
*علي بن رابح:
الإبداع كلمة عامة طبعت سائر الأعمال البشرية الراقية عبر التاريخ..فإذا أردنا الحديث عن طبيعة الأعمال الأدبية والفنية للمبدين العرب المعاصرين..فإننا نلمس فيها مسحة من الألم والشكوى ..والإحساس بالشقاء..فمامرد ذلك؟
لقد تعرض المجتمع العربي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر..إاى موجات غزو وإحتلال وتخريب..فكان من الطبيعي أن ينعكس ذلك كله..في عمل الفنان والمبدع..الذي عبر عن الشعور بالحسرة والأسى..لما آلت إليه الأوضاع..
ولايزال المجتمع العربي يعاني الإضطهاد والتعسف..
والشعر والفن هو التعبير الجميل عن الشعور الصادق..كما قال - العقاد-..إن أصعب لحظات التأمل عند المبدع ..تلك التي يشعر فيها بالغربة والأسى..وقد تقول أن أجمل قصائد – أبي فراس الحمداني – تلك التي نظمها في الأسر – الروميات -..وهذا صحيح..ولكني لا أعني بالأسر الجسدي..بل الأسر الروحي..
ومع ذلك بقى المبدع متفائلا..يستبشر بالنصر..إنتصار العدل على الظلم..والجمال على الرداءة والقبح..
الفيصل* في تعريف – بلاك بيرن – لمعنى الشعر..نلفي هذا القول / ليس الشعر تلاعب العبقرية بالكلمات وترتيب أنغام ضوضاء../ فإلى أي مدى تكون موافقتك لهذا الطرح ؟
*علي بن رابح:
شكرا..في الحقيقة أن الشعر ليس حصرا لكلمات منمقة في قواف منتقاة..إنما الشعر إضافة إلى أنه أسلوب راق وكلمات سحرية..لسرد فكرة هادفة..هو روح تخلق في الشاعر لا منه..وبالتالي فإذا نجح شخص ما في وضع هيكلة للقصيدة ..فمن العسير أن يخلق لشعره روحا..إن روح الشعر ..كالروح التي تسكننا..لذلك فإن طرح – بلاك بيرن – لمفهوم الشعر ..هو طرح سليم..وذلك لايمنع وجود العبقرية في إبتكار أفكار جديدة وهادفة تسمو بالشعر إلى العصرنة
الفيصل* *إن المتتبع للساحة الإبداعية في الجزائر..يشاهد أن هناك ضعفا فظيعا في المحتوى الأدبي لجل الأعمال الشعرية..فما مرجع ذلك ؟

علي بن رابح:
بداية يجب الإدراك أنه لا يوجد هناك أدب جزائري قائم بذاته..يجسد مفاهيم الفرد لحركة الإنسان والحياة والكون..بل ماهذه الإبداعات التي نشهدها إلا محاولات أولى لبناء أدب جزائري..
أما عن ضعف إبداعنا..فهذا أرده إلى ثقافة الأديب بدرجة أولى..ذلك أن هذا الأديب..هو كاتب قبل أن يكون أديبا..حيث القليل من الأدباء الشباب عندناهم الذين قرؤا أهم الكتب مثل /نهج البلاغة – الشعر الجاهلي –الأغاني---/مما جعلهم يمتلكون نواصي ثقافة عالية..تمكنهم من ممارسة نشاط الإبداع..في حين نجد الأغلب الآخر..لا ثقافة له إلا ماطالعه في الصحف /ثقافة صحف / وهذا حتما له إنعكاس خطير على نضج النص الإبداعي ..بشتى ضروبه
الفيصل* المعروف أنه لا إبداع دون نقد يسايره..فما تعليقك على الحركة النقدية لدى المبدعين الشباب ؟
علي بن رابح:
من المسلم به أن الطالب النجيب ..يحتم على أستاذه أن يكون أنجب منه..كذلك بالنسبة للإبداع والنقد..فلكي يكون النقد عندنا جيدا..لابد أن يكون إبداعنا أجود منه..وهذا مانفتقده..حيث نلاحظ أن حركتنا الإبداعية..تسير بحركة السلحفاة..وهذا الضعف النقدي يرجع إلى إفتقارنا لمناهج نقدية حية..لها قدرة تقييم وتقويم النص الإبداعي..بل أن النقد العربي كله فاشل إلى حين..مادمنا نستند في دراسة أعمالنا إلى المدارس النقدية الغربية..كمدرسة – تين وسانت باف – الفرنسية و مدرسة – هازلت وماكوني – الأنجليزية..ومادام الأمر يسير هكذا..فلا نقد عربي حر..وبالتالي لانقد جزائري قوي..وماهذه الدراسات والمتابعات التي نتابعها أحيانا..إلا محاولات إنطباعية بعيدة عن الإثراء والتحليل
إذن قوة نقدنا ..تبدأمن محاولة إيجادنا لمدرسة كاملة ..في النهج والبناء..نستند إليها في إنطلاقاتنا النقدية.
الفيصل*من مظاهر الأدب العربي في هذه العقود المتأخرة من عمره..عدم وجود أدباء سدوا الثغرة التي أحدثها غياب عمالقة جيل النهضة في جدار الإبداع الراقي أمثال/ العقاد-طه حسين- بدر شاكر السياب-الرافعي- أبوشادي-......../فلماذا لم يوجد هذا الضرب من المبدعين القادرين ؟
علي بن رابح:
لا يمكن للأدب والفن والعلم أن ينتعش ..إلا إذاعاش في جو من الحرية..فالحرية هي الحياة...وإذا أحس الأديب والفنان بالإختناق وعدم القدرة على الحركة والتنفس..فكيف يمكنه أن يعيش ويفكر ويكتشف أنماطا راقية من التعبير..وقد فسر الفيلسوف الألماني- كانت – الجمال بأنه الإحساس بالسرور..وحين سئل – العقاد – عن الجمال قال/إن الشيء لايكون جميلا إلا بقدر ماهو حر طليق/..والماء الجاري أجمل من الماء الآسن..لأن الحركة متدفقة فيه..
إن المجتمع العربي لم يصب بعد بالعقم..برغم ما يتعرض له من هزات عنيفة..فهو قادر على العطاء بإستمرار..وأن عمالقة الفن والأدب العربي..وكذا في النقد والرسم والمسرح..كثيرون..هؤلاء يمكنهم أن يكونوا قدوة حسنة للمبدعين الشباب..أعني أن التواصل بين الجيل السابق والجيل الحالي..لاينبغي أن ينقطع..فالحضارة الإنسانية سلسلة متواصلة بين الماضي والحاضر والمستقبل..

الفيصل*......وأخيرا؟
علي بن رابح:
يسعدني أن أهدي أحبتي قراء – الحوار – الكرام ..هذه القصيدة:

 

أم كلثوم ...
عبق آخر لهذا المساء


يحزم الحزن أوجاعه..يرحل صوب الجنوب

لسنونوات الهمس ..آخر الأغاني


ولي نكهة الغبش العريض


أيها النبي الطالع من وحل النقاء


لي وإياك قصتان


هذا اللهيب يمتد كئيبا

كما النبوة..لها فجر وأغنية


وتراتيل..ترحل رجاء


أنا لا أسأ ل الترانيم عن سر توهجها


عن حفنة جمر في يد درويش


تتقدم الخيبة قليلا..


تطلع للحيرة زهرتان


وينمو السؤال على شاطئ الغربة


وحدها - أم كلثوم- تعرف لغة الآه


تسربل منديلها بماء الألغاز


و-عودت عيني-على رؤيا المحال


و..يأتي الشعر منك انسيابا


هي الأوتار تعرف طريقها إلى الألحان

ول- ثورة الشك-* عودة قبل الارتحال


يا سيدة الحلم والبسمة..


لقلبي طفلة وغمام


وموج إحساس يمتد من بعيد


تسكرنا الأغاني..


- هل رأى الصبر سكارى مثلنا-


- وبكينا بكاء عاشقين معا-


وتظل - مسهرني- طوال البكاء


-أراك عصي الدمع- في أول لقاء


يا -أم كلثوم-..يا أم الهناء


لعفر الحب..عبق الثرى


إني عاشق منذ ألاف السنين


تغمرني أمواج الحنين


وحرقة تأتي كل مساء


كيف لآه..تخمر الملايين


تبث النشوة في حقول الأنين


يلم الحزن أنغامه..وأعلن أني-هجرتك- كثيرا


باعدت الأشواق بيننا


رحل نبي الألحان
مساء الخير يا أم كلثوم

 ****

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:
‏: https://www.facebook.com/khelfaoui2/


- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce lien:

آخر تعديل على الأحد, 21 كانون2/يناير 2018

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :