wrapper

الجمعة 29 مارس 2024

مختصرات :

صالح جبار خلفاوي ـ بغداد | العراق

 

أنه يترنح ثمة ضوء يخفت بهدوء القفار الممتدة على مدى البصر تتقلص كل شيء ماض الى الزوال . هو  أخر سكان هذا النجم ينتظر الرحلة الأخيرة نحو كويكب يحوي ما تبقى من جنس على شاكلته .

 

القلق برعم ينمو داخله بتوتر واضح وأسئلة تثير شجونه تتصاعد داخله :

- هل من فرصة للنجاة ؟

السماء التي كانت تزهو بالنجوم تبدو معتمة . لا نسيم يمر والنهر الذي ظنه خالدا أنطمس في ركام الحجر وغمرته سيول جارفة.

- لا بد ستأتي العربة لتنهي هذا الضجر

الوقت يجري ولا أمل يلوح .. أقشعر بدنه . من بعيد أشارات ضوء ينطفئ ويشتعل . سرت في نفسه راحة متيقنة أنهم لن يتركوه في جدب العراء يمضغ أعصابه وذكرياته.

حتما أخر من يبقى عليه أن يلملم ألأشياء المتروكة . تطلع الى عكازه جده لاحظ ما بين المقبض والعصا غراء يشدّهما بعناية . بقيت الصورة معلقة في ذهنه ..

الاسبوع الفائت مرت خواطر كثيرة في ذهنه . لا يذكر شيئا منها الان لكن هاجسا ظل يراوده في تغيير نمط علاقاته خصوصا مع الجيران الذين شكلوا داخله أزمة تمنى تجاوزها .

الأمور المتسارعة لم تترك له وقتا في التفكير بالتخلص من صديقه القديم لأن زحف الانهيار كان اسرع مما أصر عليه .

ها هو الان يقف وحيدا ورحل الجميع .. يتذكر دائما قول والدته

- جنة ليس بها بشر لا أريدها ..

- تقصدين العلاقات الانسانية أهم من مزايا الجنة

راح يحدث نفسه : وحدك في هذا الكوكب انقرض احبتك  وأصدقاءك منهم من لجأ الى كواكب بعيدة تنتظر ان يقلوك معهم ترى ما نوع البؤس الذي يحيط بك .

يا الله ما هذا الضجر .. من يرفعني من هذا البلاء . لم تعد لي رغبة في البقاء وحيدا .  كم بقي ادم حين هبط الى الارض يفتش عن حواء . لم يطق أبونا أدم المكوث فردا . لو لم يعثر عليها كيف كان نوع الحياة ! أصوات تأتي من بعيد تستفز الادمي المنزوي داخله . تختلط الصيحات بقي يصيخ السمع علّه يعثر على أدمي أخر يشاطره الوجود .. راح يمارس الادعية التي حفظها علّها تستجاب وتكون لحظة انفراج. هذه الدنيا يرتديها البعض كقميص يرفض خلعه . أو رداء يحمل ريح صاحبه  . ربما فكرة تراود حلما لا يتحقق . بشارات أشارات بأن القادم أعظم لا يمكن تحمله . دشنًّوا عليه أقاويلهم ورحلوا .

السماء الواسعة ترسم ملامح انقضاء المدة . لابد من مفازة جديدة . أحس بعجزه لأنها خيار لا يمكن أن يصله .. فقد مضى زمن بعيد لأخر رحلة من جنس الآدميين ..

سقط في يديه لم تعد له فرصة في النجاة . اشرقت الشمس من جهة المغرب عكس عادتها همس داخله علامات الساعة حضرت بوضوح ..

الطيور تغرد على اغصان الاشجار المهملة والبنايات استحالت خرائب لا يقطنها احد . مازالت الحياة تنبض بخفوت . لم تركوا الأرض ؟ تسائل  بحرقة وحسرة ندت عنها دمعة ساخنة .

الحيوانات والهوام تتمتع بحرية واسعة . لم يعد يدجنّها الانسان الذي عبث في التراب والهواء حتى ضاقت عليهم الامر بما رحبت .فيما هو يسرح وسطها بتعبير مريح وكأنه يستعيد أنسانيته المفقودة

ــــــــ

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:

: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

@elfaycalnews

instagram: journalelfaycal

ـ  أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها

www.elfaycal.com

- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice  cliquez sur ce lien: : https://www.facebook.com/khelfaoui2/

To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of freedom of expression and justice click on this link:  https://www.facebook.com/khelfaoui2/

Ou vous faites  un don pour aider notre continuité en allant  sur le site : www.elfaycal.com

Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com

آخر تعديل على الأربعاء, 17 نيسان/أبريل 2019

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :