wrapper

الخميس 28 مارس 2024

مختصرات :

 قصة بقلم :  هاني موسى ـ مصر 

 

كعادته يجلس فى حديقة منزله الواسع الفخيم كل صباح يتصفح ويقلّب على اللاب أخبار شركاته والبورصة والفيس بوك وجميلات الميديا وغير ذلك .... كان دوماً ينتظر قدومها فإذا أتت بوجهها الملائكى المبهج للقلوب و بصوتها عذب الأنوثة

الآخذ بالألباب كبسمة طفلةٍ تعانق أُمها بعد غياب لم يستنكف فى أن تستقطب أو تستنزف مسامعه وقلبه وبصره مختلساً صوبها النظرات بين الحيْنة والأخرى لكنه ممزق الأوصال بُرجْه العاجى و طبقته الأرستقراطية تٌمانعه عن إبداء إيماءٍ أو كلمة واحدةٍ للإعجاب بها أما هى فلم يَخفى عليها بفطْنة النساء نظراته الهائمة لكنها لم تُمنّى نفسها أى رجاء فهيهات هيهات أن تلتقى الأرض بالسماء أو المحيطات بالقيعان....

....جاءت" صباح " تطرق باب الفيلا كعادتها كل صباح وكأنها تطرق باب قلبه فلا يُصبح للأموال والبورصة مكان يزاحمها
....جاءت تحمل الزجاجات الممتلئة باللبن مع قطع الجبن والزبدة الفلاحى بعد رحلة طويلة من قريتهم فى زحام القطار المتجه إلى الأسكندرية...
أسرع الحارس نحو الباب يُقابلها ...
كانت تنهيداتها ممتزجة بُحمرة عناء سفرها على وجه تلك الحُميراء وعيناها الكحيلتان الواسعتان ورموشها الطويلة دون تكلف النساء كاللاتى يعرفهن ...
عم عبده وهو مبتسم : صباح الياسمين والفل والقرنفل و...
صباح : ستنتهى الجنينة كلها يا عم عبده .... بلْكنّتها الريفية ردت و بإبتسامةٍ لا تفارقها كعادتها من غير إفراط ولا تفريط فيطمع الذى فى قلبه مرض

...سمع صوتها فأربك فؤاده وتاهت كل المعالم أمامه إلا موقعها فى خريطة قلبه فأصبحت عالم بأسره يعيش هو فى أسره لم يتمالك فيض وجدانه المتأجج نحوها لقد قرر أن يتحدث إليها.... إن لها عبق لعطر ولون لم يألّفه من بين زهور نساء الأوساط الراقية إن الخالق أودع فيها من الحُسْن ما يشاء ... لم تتصنع مكياجاً ولم ترتسم بسمة مزيفة كالتى ترسمها الموظفات فى شركاته ....لم تتملقه بعبارات كما تفعل خطيبته حين تريد مزيداً من الهدايا التى لا تشبع نهمها المتسلط عليها ... يزيد من حُسنْها كفاحها بشرف على والديها الطاعنين فى السن
.. كل هذا أو بعضه أو غيره هو ما أستقر فى نفسه و استنفر همّته ليتحدث معها هذا اليوم .
أحمد بيه : تعالى يا صباح ...

....أقدمت نحوه وكأن الأغلال تُكبلها ..وهى توارى خصلات شعرها الورافة ظلاله كالحرير الذى ينساب على صفحة الماء الرقراق من تحت طرحتها وعيناها تتعامد فوق حذاءها المشبع بأتربة السفر... تكاد تتهاوى أرضاً من طول ثيابها الذى يُربْك خطواتها التى تتباعد فيها مسافات الوصول ما بين عالم وعالم وطبقة وطبقة الوصل بينهما صعب المنال ترى هى أنه لو تحقق يوماً سيجّْنى السائرون فى طريقه الأشواك
..وصلت إليه والخجل يحاصرها من كل جانب ثم وضعت بضاعتها أمامه وهو يُطالع حُسْنها ويطارد نظراتها الهاربة منه وكأنه مُدقق لُغَوى يقرأ بدقة كل حروف وكلمات نصه
ثم بكلمات تفيض وجْداً : بضاعة جميلة كجمال صاحبتها وما أحلاه اللبن الصافى كقلبك الأبيض..سأخذ كل هذه البضاعة لكن المال بالداخل اتبعينى يا عزيزتى
....الصمت لغتها ..الدهشة تقتلها ...فرحت للوهلة الأولى لأنها لن تعانى يومها و لأنها لأول مرة تسمع كلمات رقيقة من علياء هذا الشموخ وما كان دنوها منه إلا كحُلم فارس أغار عليه الأعادى فاحتمى بذى قوةٍ
...وبصوت يزفه للوجود خجلها: شكراً لحضرتك
وفى طريقهما اتجه إلى أشجار الورود التى تملئ حديقته واقتطف لها وردةً حمراء وهو يلاحقها بنظرات عجزت عن سبر أغوارها وكشف ماهيتها

....سارت خلفه بخطى غير واثقة فى طريق الوصول تتسأل هل هذه شفقة عليّ ؟ أم هى سجّيته ؟ أم لصاحب الجاه والسلطان مأرب و نوايا أخرى ؟
إن عنائى طوال اليوم أهون عنديّ من عناء قلب أبويّاَ لو أُصيبت كرامتهما بمكروه ..الله يرعانى ما دمت على العهد ماضية ....

.... أفكارها كانت تُسابق خطواتها المتخاذلة الهاربة من جسدها المرتعش حتى اقتربت من الباب للدخول خلفه لكنها حملت بيديها نعليها وثيابها الطويلة واتجهت إلى الخلف مسرعة نحو الباب الخارجى للفيلا
.... لم تدرى بائعة اللبن بذاتها الا وإحدى رفيقاتها تحاول إفاقتها من سباتها وحلمها الذى تبحث عن تفسيره طوال رحلة العودة داخل زحام القطار العائد لبلدتها
... لم تجنى تلك الفتاة من يومها سوى وردته الحمراء فأخذت تقتطف من أوراقها وترمى أرضاً علها تجد جواباً وهى تردد ... هل كان حباً ؟ ..هل كان حباً ؟؟

****

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصر ي الكلمة الحرة و العدل

لتحميل الملحق الشهري العدد 9 جوان 2019

و مشاركته عبر التويتر أو الرسائل القصيرة هذا الرابط الخاص:

https://pdf.lu/W06A

المسنجر و البريد الإلكتروني  و واتس آب  استعملوا هذا الرابط :

https://www.fichier-pdf.fr/2019/07/30/pdf------9----2019/

لمشاركته على موقع أو مدونة يجب نسخ هذا الرابط و لصقه على محرك البحث:

<a href="https://www.fichier-pdf.fr/2019/07/30/pdf------9----2019/">Fichier PDF PDF ملحق الفيصل الشهري   عدد 9 ـ جويلية  2019 .pdf</a>

Pour télécharger le supplément  mensuel de "elfaycal.com" numéro 9 en format PDF, cliquez ou copiez lien au-dessus :

: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

@elfaycalnews

instagram: journalelfaycal

ـ  أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها

www.elfaycal.com

- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice  cliquez sur ce lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/

To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of freedom of expression and justice click on this link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

Ou vous faites  un don pour aider notre continuité en allant  sur le site : www.elfaycal.com

Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com

آخر تعديل على السبت, 24 آب/أغسطس 2019
المزيد في هذه الفئة : « جزائريتي انا طلة القمر »

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :