طباعة

ـ قصة قصيرة بقلم: جهاد مقلد | سوريا

 

دخل الرجل سرادق العزاء... لم يكد أن يلقي السلام على الحضور ثم يردفها بكلمة عظم الله أجركم، حتى رن جرس تلفونه الخاص

بدأ الرجل  يرد على هاتفه الخاص، نظراته حائرة بين الحضور وعلى وجوه الجميع ترتسم دهشة شديدة مع تقلبات وجهه، الذي أخذ يتلون بالقلق والذهول! 

 

وكانت تدور هذه المحادثة التي لم يسمع الجميع منها سوى أجوبته فقط...

_حاضر سآتي فوراً

_نعم... سيارتي بنفس المواصفات التي ذكرت... ولكن لونها خمري، وليست سوداء

_أبداً خرجت من البيت قبل نصف ساعة فقط

_نعم سآتي فوراً، ولن أتأخر

_نعم... نعم، سآتي واثبت لكم بأنني منذ أقل من نصف ساعة خرجت من البيت، والآن  وصلت مكان عزاء لابن عم لي لأشارك معهم بتقبل التعازي... أما المكان الذي تشيرون إليه فيقع في الجهة الأخرى من المدينة، بل خارجها بعكس بيتي الذي يقع في الجهة الأخرى من المدينة

_؟؟؟؟

_ قادم نعم فوراً، ولاداعي للإحضار.

خرج الرجل والانفعالات تملأ وجهه وترك الجميع في دهشة دون أي توضيح.

مما دفع بأخيه إلى أن يقول لابنه أمام الحضور:

_ قدتكون لعبة من مجموعة فاسدة أوعصابة لاستجراره وخطفه... هيا بنا نلحق به.

وصل الاثنان إلى المشفى... وجدوه  في حوار مع شرطي 

الشرطي: 

_الأمر غير مقبول كيف تُنزل المصابة عند باب المشفى وتعطيها رقم هاتفك وترحل

_ لاعلم لي بتلك القصة أبداً... قبل اتصالك بربع ساعة خرجت من بيتي!

_ هذا ليس من اختصاصي، وغداً قلّ كل ما عندك أمام القاضي في التحقيق.

_ لاحول ولا قوة إلا بالله. أفدني بالله عليك... كيف حصلتم على رقم تلفوني.

_ أعطتنا إياه المصابة التي دعمتها بالسيارة... رقم هاتفك الأرضي، واتصلنا ببيتك وأعطونا رقم هاتفك النقال.

_ يا الهي كيف هذا؟! ما هذه القصة الغريبة... كما قلت لك أنا في الوقت الذي تقول بأن الحادث الذي أصيبت به الفتاة كنت في البيت.

_ قد أصدقك ولكن لدينا قوانين لابد من اتّباعها.

_حسن وهل إصابة الفتاة خطيرة؟

_ لا أعتقد

_هل من الممكن زيارتها؟

_ نعم... قبل قليل دخل أخوها ليطمئن عليها في غرفتها... أرجو منك ألَّا ترد عليه إن احتد في كلامه عليك.

دخل الجميع غرفة المصابة وكانت مددة على السرير تئن قليلاً من الألم... بينما كان الطبيب المعالج  ينظر إلى صورة أشعة، ويقول: الحمد لله الإصابة بسيطة... لايوجد كسور أونزيف ظاهر... 

سأله الشرطي عن حالتها فقال:

_عبارة عن كدمات سطحية ولكن يجب تبقى تحت المراقبة حتى صباح الغد... ثم خرج.

نظر الشرطي إلى الرجل الذي استدعي قبل قليل، وقال:

_ احمد ربك من أن إصابتها بسيطة.

_ الحمدلله ولكن لاعلاقة لي بالأمر

  وقد شرحت لك! لماذا لا تصدقني.

 تكلم أخوها الآن وهو ينظر نحو المتهم بأدب ولطف 

_ يا أخي من من واجبات الإنسان إسعاف المصاب والدخول معه إلى قسم الإسعاف على الأقل وابلاغ أهله...  وليس تركه عند باب المشفى الخارجي.

_ قلت لكم بأن لا صلة لي بهذا الأمر.

_ولكن من الذي أعطها رقم هاتفك؟ وهل بينكما سابق معرفة؟

_ يا أخي... تأملني جيداً هل هناك مايوحي لك... أنا في الخمسينات من العمر وعلى وشك التقاعد من وظيفتي في التربية والتعليم، وهي وبعمر بناتي ولم تكن إحدى طالباتي يوماً

_نظر المتهم إلى الفتاة وسألها عما حدث؟ فقالت:

_ كنت انتظر واسطة نقل عامة قرب سيارة عائلية سوداء اللون، يركبها اثنان السائق وبجواره شاب يتحادثان بعنف ويظهر ذلك من حركات أيديهما، وفجأة استدار السائق بسيارته  ثم رجع إلى الخلف ولم أشعر إلا وأنا ممددة على الأرض ولكنني لم أفقد الوعي... نزل الراكب الجالس بجانب السائق، وساعدني على الركوب في المقعد الخلفي

وهويقول للموجدين...الآن سنذهب بها لنسعفها في المشفى.

ويبدو أن هذا الفعل كان للتخلص من فضول الحضور.

بالفعل وصلنا إلى البوابة الرئسية

وبسرعة كتب رقم هاتفه على قصاصة، وأعطاني إياه ثم أنزلني قائلاً ادخلي إلى قسم الحوادث ريثما أجد مكاناً للسيارة

دخلت وحدي ونقلوني إلى هذه الغرفة بعد الفحص والتصوير... ولم يعد... لا هو ولا السائق!

_وهل تعرفين السائق حين ترينه

  أو شكله على الأقل 

_كلا لم أره سوى من الخلف ولايمكن لي ذلك... سكتت لحظة ولكن هذا الشاب هو من كان يرافقه وأشارت إلى ابن أخيه.

_ ردالشاب مذهولاً ولكن أنا من الصباح برفقة والدي في مكان العزاء وجئت معه من المكان نفسه!

على الفور أمسك شقيقها بالشاب وقربه بسرعة نحوها وقال:

_ انظري جيداً قبل أن تورطي خلق الله... فهو يقول بأنه منذ الصباح برفقة والده في العزاء... وهذا والده معه يؤيد ذلك.

تأملته جيداً وقالت:

 _ يلبس مثل هذا القميص، وجسمه متين مثله.

_ وهل الشركات تصنع له فقط؟

أنقذ الموقف... دخول شرطي آخر ينظر في هاتفه... ثم أخذ يعرض مقطعاً مصوراً لما صورته الكمرة الخارجية، والتي تظهر حركة السيارات أمام باب المشفى الخارجي...

تبين في مقطع الفيديو المسحوب منها، وقوف سيارة سوداء لحظات ثم نزول شاب من المقعد المجاور للسائق، ثم يفتح باب السيارة الخلفي من جهة يمين السائق

لتنزل منه فتاة تمشي بعرج وصعوبة وهي تدخل من الباب الرئيس للمشفى... بعدها تُقلع السيارة بسرعة كما تظهر لوحة الأرقام الخلفية التي لم يظهر منها بوضوح سوى آخر رقمين وكانا كافيين لتبرئة المجموعة كاملة.. وتنتهي حكايتنا هنا لتبدأ حكاية أخرى لدى أصحاب القضية لم تعرف نتائجها

 

****

 روابط لتحميل الملحق الشهري العدد 14 ديسمبر 2019

https://pdf.lu/q0nV

https://www.fichier-pdf.fr/2020/01/02/----14--2019/

<a href="/https://www.fichier-pdf.fr/2020/01/02/----14--2019/">Fichier PDF ملحق الفيصل الشهري العدد14ـ ديسمبر 2019 ».pdf</a>

‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها لنصرة الكلمة الحرة

‎لتحميل الملحق الشهري العدد 14 ديسمبر   2019

‎و مشاركته عبر التويتر أو الرسائل القصيرة هذا الرابط الخاص:

https://pdf.lu/q0nV

‎المسنجر و البريد الإلكتروني  و واتس آب  استعملوا هذا الرابط :

https://www.fichier-pdf.fr/2020/01/02/----14--2019/

‎لمشاركته على موقع أو مدونة يجب نسخ هذا الرابط و لصقه على محرك البحث:

Pour télécharger le supplément  mensuel de "elfaycal.com" numéro 14 en 

format PDF, cliquez ou copiez lien au-dessus :

*****

‏: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

@elfaycalnews

: journalelfaycal

‎ـ  أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها

www.elfaycal.com

- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 

défendeurs de la liberté d'expression et la justice  cliquez sur ce 

lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/

To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 

freedom of expression and justice click on this 

link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

Ou vous faites  un don pour aider notre continuité en allant  sur le 

site : www.elfaycal.com

Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com

 

آخر تعديل على السبت, 11 كانون2/يناير 2020

وسائط