طباعة

 ـ فريزة محمد سلمان ـ سوريا

 

مضى زمن ليس بالقليل على آخر مرة خرجا فيها معا، فظروف الحياة ومتاعبها شغلتهما حتى نسيايا نفسيهمافي زحمتها، وحتى لاتكون مجحفة بحقه فقد دعاها للخروج أكثر من مرة، وهي التي كانت تماطل وتسوف بحجة الغلاء حيناً وبظروف البلد وعدم الأمان حيناً آخر . أما اليوم فقد استحابت له مرغمة لشدة الحاحه ولأنها لم تجد حجة دامغة للرفض.
_ تفضلي، أبعد الكرسي قليلا ودعاها للجلوس ومن ثم جلس قبالتها .


_ ماذا تشربين؟
_ قهوة
حلقت عيناها في استطلاع المكان ، الأضواء خافتة ،موسيقا كلاسيكية ناعمة ،المكان صغير ودافئ ،الجدران والطاولات والمقاعد من الخشب،هناك ركن في الزاوية يحوي بعض الكتب وتزين الجدران لوحات لبعض رواد هذا المقهى . وبعض الأقوال والجمل لمشاهير في الأدب والفكر .الجميل في هذا المكان بساطته، تقتصر ضيافته على القهوة والشاي وبعض الحلويات.
_ لست معي أين أنت شاردة؟
_ لاشيء يذكر يشغلني المكان وحسب
مد يداه وضم يديها وبدا كأنه يراها للمرةللأولى.ضحكت وقالت
_ مابالك تنظرني بهذه الدقة
_ وكأني الآن أراك مختلفة،جميلة كوردة
حلوة الملامح كقطعة سكر.
اعتصر يديها بين يديه ،اعتراها خوف وخجل غريب وهي زوجته من عشرين عاما وتعرف أنه إن أراد تقبيلها لن يهمه المكان ولا الزمان،وسوابقه كثيرة،لكنه اكتفى بتقبيل يدها بمنتهى اللطف كجنتل .
_ حبيبي قد انقلبت إلى مراهق ألا تر أغلب من في المقهى شباباً ووحدنا من تعدى الأربعين ؟
لقد أصبحنا في مرمى همسهم وربما تهكمهم وربما إعجاب بعضهم
ضحك بمرح وقال: دعيك منهم أشتقت ان أراك دون مريلة المطبخ ودون متاعب الأولاد.
في دخيلتها كانت تحس بالغرور والفتنة ،نعم مازالت تغويه بإنوثتها،كيف لم تنتبه؟ لقد قال لها في أكثر من مناسبة أنه يراها أجمل خارج البيت .
سحبت يديها من يديه عندما وصل النادل وهو يحمل صينية عليها ركوةٌ صغيرةٌ وفنجانان أبيضان وكأس ماء وصحن صغير يحتوي على قطعتين من البسكويت .
ارتشفت فنجان قهوتها على وقع همساته، عاد بها عقدين ونيف هي التي فضلته على من سواه ممن تقدموا لها، وهو الذي أهداها قلبه فقط لأنه لايملك سواه.
مرّ الوقت سريعاً، وهما يثرثران بأمور شتى لكن حميمية المكان طغت على مزاجهما معاً،
وأحيت أوقاتاً سعيدة مرا بها معاً ،بعيدا عن الهموم الصغيرة اليومية ،وهموم الوطن التي أصبحت شائكة ولا أفق مفتوح على نهاية لها مرتقبة.
تأبط ذراعها وخرجا بعد أن دفعا الحساب ،والعيون المتلصصة تلاحقهما وعلائم السرور والرضى تعلو قسماتها.
استقلا سيارة أجرة إلى البيت جال فكرها في كثير من البيوت التي قضى عليه روتين الحياة وأحاله بارداً جافاً، تنفست بعمق وغبطة ولسان حالها يقول لن أفوت أي مناسبة لتجديد حبنا، لكلٍ حساباته في الحياة لن تخرب الدنيا إن خصصنا بعض الوقت لنا وحدنا ،وأظننا نستحقه.
في البيت اسرعت لتحضير وجبة عشاء خفيفة تكمل بريق اليوم بسهرة دافئة .

بقلم: فريزة محمد سلمان

****

روابط لتحميل الملحق الشهري العدد 15 ديسمبر2020
https://pdf.lu/3Rba

https://www.fichier-pdf.fr/2020/02/09/------15-2020/

Fichier PDF ‎⁨ « ملحق الفيصل الشهري العد15جانفي 2020 »⁩.pdf

‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها لنصرة الكلمة الحرة
‎لتحميل الملحق الشهري العدد 15 ديسمبر 2020
‎و مشاركته عبر التويتر أو الرسائل القصيرة هذا الرابط الخاص:
https://pdf.lu/3Rba

‎المسنجر و البريد الإلكتروني و واتس آب استعملوا هذا الرابط :
https://www.fichier-pdf.fr/2020/02/09/------15-2020/

‎لمشاركته على موقع أو مدونة يجب نسخ هذا الرابط و لصقه على محرك البحث:

Pour télécharger le supplément mensuel de "elfaycal.com" numéro 14 en
format PDF, cliquez ou copiez lien au-dessus :
*****
‏: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
@elfaycalnews

: journalelfaycal
‎ـ أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of
freedom of expression and justice click on this
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com

آخر تعديل على الأربعاء, 12 شباط/فبراير 2020

وسائط