طباعة

ـ كتبت: فريزة محمد سلمان

 

الوقت ظهراً، وحرارة آب تذيب إسفلت الطريق، ونحن من الشقاوة بحيثُ لانحس بها وهي تلسع أقدامنا شبه الحافية، حيث كانت أصواتنا وضحكاتنا تغطي على الفقر المدقع الذي يبدو جلياً في لباسنا.
صفرةٌ مدويةٌ جاءت من محمد : الأخرس جاء ياأولاد؟


إنه أسعد الأخرس ابن الضيعة المجاورة لضيعتنا، وبرغم مظهره البائس الذي يشبهنا كثيرا، فقد أوقعه القدر في ورطةٍ كبيرة اليوم.
لم نكد نسمع صافرة محمد، حتى علا الهرج والمرج بيننا، وكأننا كنّا في انتظاره، الحجارة تتطاير تأتيه من كل حدبٍ وصوب، وهو بجهد ومشقةٍ يحاول تفاديها.
خرج من الطريق هارباً، تلاحقه رشقات الحجارة ،التي شجّت رأسه،والشوك الذي أدمى ساقيه،وكأن حروق الإسفلت ما كفته ألماً،حتى انقضضنا عليه كعصفور في قفص.لم يملك إلا البكاء وتهديدنا بكلمات كانت تخرج من فمه، كأنها لغةٌ أجنبيةٌ لم نفهم منها شيئاً، بل على العكس ،كنا تحاول تقليده والضحكات تجلجل منّا،خلصت المعركة بهروب الأخرس وتفرقنا تعبين.
رجعت إلى بيتنا معفرة بالتراب والعرق، استقبلتني أمي بالتأنيب والتوبيخ، أخذتُ حماماً قبل أن تسخن لنا " المجدرة" مع المخلل على الغداء، لم أكد ابتلع أول لقمةٍحتى ظهر أسعد الأخرس، في بيتنا، مهشم الرأس والدماء تسيل من رأسه وساقيه، ولوّلت أمي
_ أسعد من فعل بك هذا ؟".
برطم بكلمات غير مفهومة وهو ينشج.
قامت أمي بتنظيف جرحه وتضميده بقطعة قماش نظيفةٍ وغسلت له وجهه،ودعته إلى الغداء!!.
نشف الدم في عروقي كيف أتناول الطعام مع الأخرس بنفس الطبق؟ وهل سيخبر أمي أنني كنت مع الأولاد الذين ضربوه؟
احتحجت وحاولت النهوض عن الطعام فنهرتني أمي وقالت كلنا أولاد آدم ولست أفضل منه، ووجوده معنا بركة وحسنة سنلقاها عند رب العالمين، نظرت إليه خلسةٍ وبخوف، فوجئت به، ينظر لي وكأنه يقول لي "اطمئني لن أفشي السر ".

****

Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html
رابط لتصفح و تحميل الملحق الشهري العدد 17 مارس 2020
https://fr.calameo.com/books/0062335944f419a9f59a7
‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها لنصرة الكلمة الحرة
Pour FEUILLETER ou télécharger le supplément mensuel de "elfaycal.com" numéro 17 en 
format PDF, cliquez ou copiez lien au-dessus :
https://fr.calameo.com/books/0062335944f419a9f59a7
*****
‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

آخر تعديل على الخميس, 14 أيار 2020

وسائط