طباعة

عبد الكريم ساورة


مساء الخير أمي، أنت تعرفين جيدا أنني كائن ليلي، حاولت مرارا أن أغير هذه العادة  "السيئة"، هكذا يقوا لي الكثير من الأصدقاء، لكنني لم أتمكن من التخلص منها، وبقيت وفيا وعاشقا لتقاليد الليل، الليل وحده يجعلني استرد كل الذكريات التي تختبئ وتأبى الظهور، بواسطته أتذكر كل قصص الحب الفاشلة التي عشتها، ومع ذلك فهو وحده يحرضني بطريقته، عندما يستفزني للبحث أكثر عن أسباب هذا الفشل، إنها طريقتي الخاصة في معرفة أين نوع من الرجال أنا ؟


أمي، هاأنا أنظر إلى عينيك العسليتين الحلوتين، مع كل هذه المعاناة التي أعاني منها من هذا الحجر الذي تم تصويبه على مقاسي، لاأخفي عنك أنها لعنة أصابتني رفقة كل من يفكر بطريقتي المتطرفة، أتعرفين أنا السبب، يوم هجرت مدرسة الحياة وسكنت دلك الكهف الذي لاتدخله الشمس، أتعرفين أمي لقد فقدت ذلك الدفء الذي كنت أجده بالقرب منك، حتى المشاعر فقدتها في لحظة ما ولم أشعر بذلك، هل فعلا أنا ضحية ؟ والآخرون الذين يشبهونني أين يمكن تصنيفهم ؟
أمي، هل كان ضروريا أن أتذكرك اليوم؟ وماهي المناسبة ؟ أعرف جيدا أن هذا الفقر في استحضارك لايقلقك، ولايقلق أي أم في هذا الكون، لأنكن أكبر من هذا الكون، أكبر من هذا النسيان المفتعل الذي أصبحنا نتقنه في حقكن جميعا، أنا لاأعرف لماذا تحافظن على هذا الحب العظيم نحونا، نحن الجاحدون بكل تضحياتكن، الهاربون من أحضانكن الدافئة، من تلك القبل التي كن نشتم منها رائحة الأمومة، نحن الباحثون عن شيء آخر، ماهو ؟
أمي التي تعلمت الحكمة بدون أن تلج المدرسة  يوما ما، صارعت الحياة وأهوالها، تعرف كل أسرار الفصول، وعندما يقترب فصل الشتاء تتحول إلى حطب من أجلنا، من أجل بيتنا الصغير، من أجل أن لا نشعر بالبرد، بالخوف، لكنني ياأمي منذ أن فارقتك وأنا أشعر بالخوف، أشعر بالوحدة، لكنني لم أبح يوما بهذا السر لأحد ، لقد تعلمت منك كيف أكتم ألامي وأدفنها تحت الأرض.
هاأنا أواجه اليوم هذا الحصار، أقاوم رتابة الزمن الموحش بكل الطرق، هل نجحت في كسر شوكة هذا الحجر عندما بدأت أتذوق كل أطباق الفن، كل يوم أتذوق أحد الأطباق، المسرح، من منكم يتذكر مسرحية " كأسك ياوطني "، عدت بعد قطيعة طويلة إلى حضن الفن السابع، من يتذكر رائعة " الفراشة " ومن منكم يعرف المخرج الحقيقي لرائعة " الرجل دو الوردة البنفسجية " أو " الحكم " وهو العنوان الثاني لهذا الفيلم الكبير، لكن اليوم ياأمي كان مختلفا بكل المقاييس، لقد عثرت بالصدفة على ورقة بخط صديق لي وبقلم أحمر مكتوب عليها أغنية " خبز أمي " للفنان الكبير مارسيل خليفة ، لقد قرأتها أكثر من ثلاث مرات، لاأعرف لماذا بكيت ياأمي ؟ بكيت بشدة ..
أمي، كم أشعر بالفرح عندما تزورينني كل أربعاء، حاملة معك كعادتك ماتيسر من خبز ملفوف بمنديل أحمر وأشياء أخرى، أعرفك من خلال دقات الباب،  لكن مع هذا الحجر لم أعد أسمع صوتك العذب، معانقتك لي بقوة عند مدخل الباب، أشتم رائحتك، رائحة الجنة، تقتربين مني أكثر وتحكين لي كل شيء، أشعر بأنني لازلت صغيرا، صغيرا أكثر مما كنت أتصور.
فسلام عليك يا أجمل الأمهات، لاأنا ولاأحد في هذا العالم يستطيع أن يُنسيكِ أو يُخففَ عنك كل تلك الآهات، إنني أتذكر كل شيء، سلسلة من المعاناة، فقد كنت دائما لنا أمي مصدر العطاء وكنت اللباس الدفء والغطاء، وستظلين دوما أنت الحداء ونحن الحفاة.
كاتب من المغرب

****

Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html
رابط لتصفح و تحميل الملحق الشهري العدد 18 أفريل ـ ماي 2020
https://fr.calameo.com/books/0062335944f419a9f59a7
‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها لنصرة الكلمة الحرة
Pour FEUILLETER ou télécharger le supplément mensuel de "elfaycal.com" numéro 18 en 
format PDF, cliquez ou copiez ce lien :
https://fr.calameo.com/read/0062335941cea7efc8cef

*****
‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

آخر تعديل على الأربعاء, 03 حزيران/يونيو 2020

وسائط