wrapper

الجمعة 19 أبريل 2024

مختصرات :

 سامح ادور سعدالله – مصر


كنا مجموعة أصدقاء كل منا يحترم الآخر, نجتمع كثيراً، نلتقي ونختلف أكثر، ولا نفترق؛ كان الود سائدًا، بل واجبًا، علينا، لم يخطئ أحدنا بحق الآخر أبدًا . كان بيننا رجل صعب المراس، غريب الطباع، كثيراً ما يظل صامتا حالما، يفكر كثيراً، كان يحب الجميع بود جم؛ إلا أنه كثيرًا ما يتجنبني، إلا أن الاحترام متبادل بيننا مثل باقي الجمع، ولكن دون أن أعرف السبب.

جلستنا لا تخلو أبداً من النقاش؛ يعرض كل منا أفكاره و آراءه، يتخللها النقد والمدح والإطراء والإعجاب. كانوا جميعا يمتدحونه، إلا أنا كثيراً ما كنت أختلف معه، وهو كذلك، كنت أنا المختلف معه فى الفكر؛ فلا تعجبه أفكاري، ولا أمتدح آراءه؛ رغم كونه راقي الفكر، وكثير الثقافة، متأصل فى المعرفة، مداركه لا تعرف حدًّا، وكان يفوقنا كثيراً معرفة وعلمًا؛ لكن كانت أحكامة قاسية، بعيدة عن الواقع، لا تجود بقناعة من داخلنا؛ لأنها صعبة التحقيق جداً فى هذا العالم المتفرد بكل غريب ونادر الملئ بجميع صنوف المتناقضات. كان رأيي حرًّا، أخبره فى وجهه دون خوف من أن يغضب مني. غير أنهم أنا كانوا مفتونين به، لم يجرؤ أحد على مراجعته. تمر الأيام، والحال كما هي، بدأت بعض التغيرات الغريبة على هذا الشاب الفتى، ذي المنظر المبهج الجميل، ذي القوة العقلية والجسمانية، تفوح بنشاط عفوي؛ صار الاختلاف بيننا كثيراً، وكل مرة يزداد أكثر فأكثر، هو متشبث بأفكاره، وأنا حر الإرادة لا أجامل. وذات مرة خرجنا عن الإطار المألوف، واختلفنا بشدة، نقدته بشدة، اشتد عليّ، فعنفته بشدة، فاتهمني بأنني عبد لأهوائي، منزوٍ لا أعرف معنى الحرية. رفضت اتهاماته بشدة؛ وكانت المرة الأولى التي نختلف بصوت عالٍ وبمشادة كلامية، أجبرت نفسي على الهدوء؛ فلا يليق بي ولا بمركزي ومركزه سوى اللجوء للصمت، وربما القطيعة فيما بعد. وفي الجلسات الأخرى كان يرمقني بنظرات غريبة تخبرني بكلام كثير حاولت تفسيره، ربما هو على وشك مفاجاءتنا بأشياء كثيرة يهديها للمجموعة، وربما يحرمني منها أنا بالذات، وكأنها عقاب لي لمخالفتي له. و كذلك المرة الثانية تيقنت أنه يخفي شيئًا سوف يكافىء بها الآخرين، لكن كانت حالته أكثر سوءًا؛ ذهب بريق وجهه الناضر، و قوته الجسدية، ونشاطه العقلي؛ حزنت عليه كثيراً، أكثر من حرماني من مكافأته التي يعدها للمجموعة، وأنا ليس منهم، كان يحبهم حباً جمًّا، وهم أيضا يبادلونه نفس المحبة الجارفة. وفي الاجتماع الأخير، وفي مجلس الحضور، جاء متأخرا مبتسماً صامتاً وعلى وجهه صفار شاحب، وفي آخر الجلسة قام صارخاً ناقماً، وأشهر سلاحه الناري وقال: لم أجد فى العالم مثلكم أحبائي؛ بالقلب أحببتموني، ورافقتموني عاشرتموني بالمودة، و أنا أيضاً بكثرة الحب أحببتكم، وجلست معكم كثيرا طيلة فترات العمر المنقضي في هذا العالم البائس؛ عالم قاسٍ جامد، ليس فيه من جمال أو حنان، لا أمل ولا نور؛ ظلمة ظلمة ظلمة. قالها، وشرع يطلق النار على الأصدقاء واحدًا تلو الآخر، وقالها: أنتم من تستحقون العيش معي في العالم الآخر؛ وأخذهم كلهم إلا أنا الذي كنت دائم الاختلاف معه.

***

Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html
رابط لتصفح و تحميل الملحق الشهري العددين ـ 23/ 24 أكتوبر ـ نوفمبر 2020
https://fr.calameo.com/read/0062335945021221c6506
‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها لنصرة الكلمة الحرة
Pour FEUILLETER ou télécharger le supplément mensuel de "elfaycal.com" numéros 23 et 24 mois (octobre et novembre 2020
format PDF, cliquez ou copiez ces liens :
https://www.calameo.com/books/0062335945021221c6506
*****
‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

 

آخر تعديل على الأحد, 25 تشرين1/أكتوير 2020

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :