wrapper

الجمعة 19 أبريل 2024

مختصرات :

فراس حج محمد |  فلسطين


كان من المفترض أن يكون هذا اللقاء قبل أسابيع، لكن بسبب ظروف الوباء وقرارات الإغلاق، ومنْع التنقل، وخاصة أيام السبت تأجل اللقاء ليكون يوم الاثنين، اليوم الأخير للإفطار قبل الدخول في شهر الصوم. وصلت رام الله حوالي الساعة الحادية عشرة والنصف صباحاً، الوقت ما زال مبكراً لوصول المحامي الحيفاوي الصديق حسن عبادي، أهاتفه، يمرّ من القدس لبعض أشغاله، يتوجه بعدها إلى رام الله، يعرّج على وزارة الثقافة

الفلسطينية لإنجاز بعض الأعمال. في هذه المدة أنتظر في مكتبة الرعاة، حيث سيكون اللقاء مع حسن، أتصفح الكتب، كتب كثيرة، مثيرة، لكن ثمة هاجس غريب منعني من أشتري الكتب التي هممت بها لأشتريها، الكتاب الأخير لرضوى عاشور، وكتاب لعدنان كنفاني عن غسان غير "معارج الإبداع" ، وكتاب مترجم عن فرجينيا وولف، للأسف نسيت أسماء تلك الكتب. كتبت عن هذا الهاجس كتابة سوداء مستقلة.
ثمة ما هو جديد صادر عن دار الرعاة رواية جديدة لروائية مقدسية، وديوان للصديق العزيز جمعة الرفاعي "إذ رأى ناراً"، وكنت قد اطلعت على مخطوطة الديوان منذ أكثر من سنة، عدّل في العنوان قليلا، إذ كان "آنست ناراً"، على أي حال كنت أول من رأى صور النسخ للديوان على هاتف العم أبي إبراهيم، فصرت أنا أول من رأى الديوان، هكذا قال لي العم نقولا، وهكذا قال لجمعة الرفاعي الذي حضر إلى مقر المكتبة بعد حين.
إلى مقر دار الرعاة يصل حسن عبادي وبرفقته مصطفى نفاع أبو فراس، بعد السلام، ندلف إلى غرفة المكتب، لم يمض قليل وقت حتى ينضم إلينا كل من الأسير المحرر حسن الخطيب، وكاتبة أسيرة محررة مصحبة معها مجموعة من نسخ كتاب لها عن تجربتها الاعتقالية. لأول مرة أطلب كتابا من كاتب لا أعرفه، وليس صديقاً. تعاملتْ معي بجلافة بادية، بل لم تعرني اهتماما خلال الحديث، وادّعت أنْ ليس معها نسخ، فقد أعطت النسخ للمكتبة، ولكنها أعطت نسخة لحسن ولرفيق دربه مصطفى نفاع. لم أعلق، ولكنني قبّحت نفسي التي هفت على كتاب، من المؤكد أنني لو حصلت على نسخة منه لن أقرأه، فأنا في الفترة الأخيرة لم أعد أقرأ كتباً، فقط أكدسها في غرفة النوم وبجانب السرير، وكلما هممت بالقراءة سرعان ما أشعر بالغثيان والقرف، وعدم الجدوى. فأنا لم أعد أصدق ما يكتبه الكتّاب. إنهم كاذبون بامتياز. كلما هممت بقراءة أي كتاب أقول لنفسي: "ومن أدراني أن ما يقوله صاحبه صحيح ومنطقي".
ينضم إلى الجلسة أيضا أبو علاء منصور صديق حسن ورفيق الأسيرة المحررة فقد جاءا سوية، ويصل الشاعر جمعة الرفاعي وعضو الأمانة العامة لاتحاد الكتاب الفلسطينيين حسام أبو النصر، يحضران معهما مجموعة من الكتب التي صدرت عن الاتحاد لوليد أبو بكر وحسن البحيري ولحسام أبو النصر نفسه ورواية للروائي أحمد أبو سليم وكتب أخرى.
من المؤكد مرة أخرى أنني لن أقرأ هذه الكتب، ولا تلك الكتب والمجلات التي اشتريتها من مكتبة الجعبة. كلها ستكون على الرف. المشكلة ليست في الوقت، فالوقت كثير جدا وكثيف، وإنما في القناعة بجدوى القراءة ذاتها. لكنني لا أستطيع إلا الحصول على تلك الكتب. ربما يأتي يوم وتتغير وجهة نظري فأقرأ ما اشتريت من كتب أو تلك الكتب التي أهداني إياها مؤلفوها.
المهم أننا اجتمعنا في المكتبة في غرفة المكتب، يشرق بنا الحديث ويغرّب، حديث بيني وبين جمعة وحسام حول مقالتي التي انتقدت بها الاتحاد، وانقسام أعضاء الأمانة العامة حيالها بين متطرف يدعو إلى فصلي من الاتحاد، وبين من دافع عني بشراسة وقوة، كما أخبرني جمعة وحسام. لم تكن المسألة إذاً بسيطة. مرّت على خير دون ضجة أو ضجيج.
نغادر المكتبة لنتناول طعام الغداء في أحد المطاعم الشعبية في رام الله، في منطقة "أم الشرايط"، يدور الحديث في هذه الجلسة حول العمل الفدائي وقصص الفدائيين وقصص الأسرى، ثمة قصص محزنة وإنسانية للأسرى، هناك حكايات ستموت إن لم يروها أصحابها، عليهم أن يكتبوها. شعرت بالفعل كما قال صديقي حسن عبادي أن لكل أسير حكاية يجب أن تكتب، وهذه الكتابة ليست ترفا فكريا أو تراكما سرديا، بل ترتقي لتكون مهمة أخلاقية ووطنية وإنسانية، ليتعرف الجيل القادم ومن لم يجرب الاعتقال على معاناة هؤلاء الأسرى. فهذا المعتقل -مثلاً- الذي يخرج بعد عشرين سنة من أسره كيف يتصرف مع زوجته في أول ليلة؟ يطرح السؤال أبو علاء منصور، إنه يتوقع أنهم يقضون الليلة الأولى في البكاء. ثمة حاجة إلى إعادة تأهيل الأسير بعد هذه الفترة من السجن.
بعد تناول وجبة الغداء نتوجه أنا وحسن عبادي والرفيق مصطفى نفاع إلى دار الشروق، لاستلام أربع نسخ من كتاب "أسرى وحكايات" للأسير أيمن الشرباتي. يدور حديث مع الأستاذ فتحي البس حول الثورة والثوار ومرحلة بيروت ومعاركها، ويقص بعض الحكايات الإنسانية، ومنها حكاية ذلك الثائر الفلسطيني وحيد العائلة كلها من الذكور، يقضي شهيداً يوم تخرجه من الجامعة. ثمة تفاصيل إنسانية غائبة عن الجيل الجديد لولا الكتابة التي وثقها كاتبها في واحد من كتبه.
تنتهي الرحلة، وتبقى الحكايات عالقة في الذهن، تنتظر من يكمل مسيرة تخليدها في الكتب التي لا تموت وإن مات كتابها، بل إنها ستبقى الشواهد الحية على عذابات شعب لا يموت ولا يعرف القهر، بل إنه يصنع المعجزات، وإن لم يكن يملك إلا القلم والورقة البيضاء بعد أن تم تجريده من السلاح، لتدجينه وتغيير قناعاته ولو بالقوة، فليس أقلّ من أن يكتب، وذلك أضعف الإيمان. وهذا ما سيجري الاحتفال به يوم السبت القادم (17/4/2021) في مدينة الخليل حيث فعاليات يوم الأسير الفلسطيني، فسأكون حاضراً برفقة الصديق حسن عبّادي، محتفيا بالكتاب الأسرى المبدعين وبكتاباتهم التي تستحق الإشادة والتعريف بها، فكل كتاب هو خلاصة تجربة عسيرة عاشها الأسير ودفع عمره ثمناً لها.

ـ الاثنين 12/4/2021

****

 

Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html
رابط لتصفح و تحميل الملحق الشهري العددين ـ 27/ ـ28 فيفري مارس 2021 ـ

https://fr.calameo.com/read/00623359483d1f3663339
https://www.calameo.com/books/00623359483d1f3663339

‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها لنصرة الكلمة الحرة
Pour FEUILLETER ou télécharger le supplément mensuel de "elfaycal.com" numéros 27 et 28 mois (février et mars 2021
format PDF, cliquez ou copiez ces liens :
https://fr.calameo.com/read/00623359483d1f3663339
https://www.calameo.com/books/00623359483d1f3663339
*****
أرشيف صور نصوص ـ في فيديوهات ـ نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) liens روابط
https://www.youtube.com/watch?v=B92-d7N_CK0&feature=youtu.be
https://www.youtube.com/watch?v=SVdWPglMDXM

‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

آخر تعديل على الجمعة, 16 نيسان/أبريل 2021
المزيد في هذه الفئة : « السكاكين ساحل الهجر »

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :