طباعة

 ـ عبدالباري المالكي  | العراق

 

لن أنسَ أبدا ذلك اليوم الذي التقت فيه اعيننا دون سابق انذار ، نعم التقت اعيننا ولم نكن نتكلم ابدا ، كانت النظرات هي التي تشي بكل شيء ، وكنا نعلم ان تلك النظرات ستفشي بكل الأسرار .. كانت عيونها تخبرني بصمتها ان هناك مكنوناً من الاسرار لااحد يستطيع ان يحل لغزها الا انا ، بل لا احد له الحق ان يفك رموزها الا انا ، كانت نظراتها تعني الكثير

الكثير من الاسرار . نظرة منها كانت تخبرني عن أغنية جميلة اهدتها لي ، ونظرة اخرى كانت تعدني بفنجان قهوة تشربها معي في مكان بعيد عن اعين العذال والحساد ، ونظرة ثالثة كانت تدعو لي الرب ان يحفظني ، ونظرة اخرى تتمنى ان اكون خالداً لها الى الابد ، ونظرة تتوسل الله ان يبقيني جنبها ، ونظرة تخبرني اني فصلها الاول والأخير ،ونظرة أبرمت عهدها الأبدي معي ، ونظرة أوحت لي أني وحي سعادتها الأول والأخير ... ونظرة قاتلة همست في أذني أنها تعشقني ، نعم ... لقد رايت كل هذه النظرات ، وشاهدت آفاقها جميعاً ، وتتبعت مسالكها ودروبها ، كنت اقرأ تلك النظرات بجميع ألغازها ، وجميع مساراتها المستقيمة نحو عينيّ الداكنتين ، كنت اشعر جيداً أنها تحبني ... نعم هي تحبني وان أخفت ذلك ، نعم هي تعشقني وان قالت غير ذلك . نعم ... انا اعرف اني توأم روحها ، وان ادعت ان غيري من صديقاتها توأم لها ، نعم أعلم جيداً انها تضمني بين جنحيها الصغيرين البريئين . ولكني رغم كل ذلك أعي جيداً ان عفّتها تمنعها من افصاح عشقها إلي ، واعلم كل العلم أن طهارتها تمنعها من التقرب إلي . ألم أخبركم أيها السادة انها امراة نادرة الوجود في عالم مليء بالفساد والخدع ... انها فتاة لاتعرف للخديعة معنى ، ولا للكذب سبيلا ، ولا لنقض العهد مسلكاً . نعم هي امراة من عالَم ثانٍ ، عالم العفة والطهارة والنقاء . والحق ... انها امراة اكون قد غبنت ً حقها لو وصفتها بالجميلة فقط ، فمصطلح الجمال مقارنة بما تملكه عيناها لن يكون له اي معنى ، ولا ادري اي تسمية تليق بما تملكه من حلاوة وجمال ، ورقة وسموّ . إنه الإبداع ، هذا مايمكن لي أن أطلقه على جمالها . فكأنها لوحة فنية زيتية أبدع صانعها في رسمها ، فكذلك صانعها تجلى وعلا قد أبدع في صنعها . ولكأني أمام حورية من حوريات الجنة ، وكأن خالقها سبحانه وتعالى لو لم يخلق سواها لكفانا بكِ دليلاً على أنه قادر على صنع كل شيء والإبداع فيه . لم تكن تلك اللحظات التي كنا ننظر لبعضينا قد انتهت ، فلم تنتهِ وكأن عقداً من الزمن قد مضى علينا ونحن نتغازل بعينينا ونتغامز بطرفهما ، فما في عينيها لا تسعه الا عيناي ، وما من طلاسم في عينيها لاتقرأها الا عيناي ، ففي عينيها بحار يغرق كل من يفكر في الإبحار فيها . نعم ... عيناها ليستا كأية عينين اخريين لأي كائن مخلوق ، وعن نفسي أكاد أجزم ان لا شبيه لعينيها في الأرض . ولو لا علمي بأن الله تعالى خلق في السماء حوراً عِيناً لا مثيل لهن في الارض لادّعيتُ ان عينيها لا تضاهيهما حتى أعين النساء في السماء . عيناها عينان يلوذ بهما كل لائذ ، ويستجير بهما كل مستجير ، ويستنجد بهما كل غريق ، يستهدي بهما كل تائه ، وكأنهن الكواكب والنجوم ، بل دعوني اخبركم انهما هما الأصل وجميع الكواكب والنجوم تستنير بضوئهما . و مايحيّرني في هذا الأمر كثيراً أنني لم أكن تائهاً الا في محضر عينيها ، ولم أكن غريقاً الا في بحارهما . نعم كنت اصرخ بأعماق قلبي صراخ المريدين رغم الصمت الذي يغلفني مستنجداً بأهدابهما ، وكنت أضج ضجيج الهائمين مستجيراً بحدقاتهما ، وكنت أنادي عليهما متوسلاً بطرفيهما . خذاني اليكما ... كان هذا أول نداء استغيث بهما وفيهما ، خذا كلّي إليكما ، فكلّي لايبغي سوى كلّكما ، وبعضي لايود الا كلّكما ، وجزئي لايقبل الا بكلّكما . فلا أقبل إلا بكلّكِ . كيف لي ان اخبركم أيها الناس بما كنت اشعر عند تلك النظرات التي جرت بأعيننا لحظات عددتها بألف سنة ، وكيف لكم أن تصدقوا انني أخذت كلّي ودخلت في عينيها سابحاً في بحارهما . نعم ... لقد نسيتُ أن أخبركم أيها الأصدقاء ان من أهم مايميز عينيها هو البحار السبعة والألوان السبعة . فثَمّةَ طلسم لها من نور لايجرؤ على قراءته احد ، فهناك سبعة بحار وسبعة ألوان من أنوار مختلفة . رحت اراقب عينيها بإمعان واسأل نفسي كيف لي ان اقرأ أسرار هذه الألوان السبعة ومن أين لي تلك القدرة الفنية على فكّ طلسمها ، بل ومن اين لي تلك الطاقة الغيبية التي تمنحني المعرفة على تمييز هذه الألوان ... الحق ... انني فشلت في معرفة هذه الألوان بداية الأمر ، وكنت أجهل ان الأمر ذو مشقة كبيرة لايطيقه الا العاشقون الأزليون . من هنا فكرت أن احارب كل الدنيا للدخول الى عينيها لأبحر في بحارهما السبعة ، وأتعرف عن قرب على ألوانهما السبعة .

يتبع في الجزء الثالث

*****

Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html
رابط لتصفح و تحميل الملحق الشهري العددين ـ 29/ 30 أفريل ـ ماي 2021 ـ
https://fr.calameo.com/read/006233594eba57a00a174

‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها لنصرة الكلمة الحرة
Pour FEUILLETER ou télécharger le supplément mensuel de "elfaycal.com" numéros 29 et 30 mois (avril et mai 2021)
format PDF, cliquez ou copiez ces liens :
https://fr.calameo.com/read/006233594eba57a00a174
*****
أرشيف صور نصوص ـ في فيديوهات ـ نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) liens روابط
https://www.youtube.com/watch?v=B92-d7N_CK0&feature=youtu.be
https://www.youtube.com/watch?v=SVdWPglMDXM

‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

 

آخر تعديل على الأربعاء, 05 أيار 2021

وسائط