wrapper

الخميس 25 أبريل 2024

مختصرات :

فراس حج محمد| فلسطين


ولد الشاعر خالد أو خالد عام 1937، وتوفي في الفاتح من يناير عام 2022. ففي عيد "الثورة" التي قاتل في صفوفها، يرحل أحد شعرائها ومناضليها الكبار، منسياً، غريباً. تتلخص محنة الشاعر خالد أبو خالد كما قال في أحد حواراته المنشورة بقوله: "أنا رتبتي الآن حسب الزملاء لواء، يعني لديّ راتب لواء، ولو تقاعدت يعني يكون لدي تقاعد لواء، وسأروي لكِ بهذا الخصوص هذه الحقيقة: قبل وفاة زوجتي اتصل بي

صديق، أخبرني أنه قادمٌ من رام الله إلى عمان، ثم سيزور دمشق ليعزي زوجتي بي، قلت له: ماذا؟ قال لي: في إحدى الدوائر المالية في رام الله أنت مسجلٌ في السجلات الرسمية كمتوفى! يعني متُّ ولم أعُد موجوداً في الحياة! والسبب في إعلان موتي في السجلات الرسمية في رام الله هو أن هناك من سرق راتبي، وحاولت مراراً أن أعرف من فعل ذلك، ليس من أجل الراتبِ أو المال. لكن من أجلِ أن أعرفَ من هم الذين فعلوا ذلك. لم أعرف حتى الآن من قام بهذا الفعل".
نشر هذا الحوار بتاريخ: 29 كانون الأول 2019، يعني قبل وفاة الشاعر بسنتين، ومن المؤكد أنه لم يعرف من فعل به هذه الجريمة، فقد وُئِد الشاعر وهو حيّ من أجل الراتب، وبكل جرأة وصفاقة بل وحماقة ظاهرة، يأتي النعيّ بوفاة الشاعر من رام الله، من الذين سلبوه حق أن يكون حيا. لعله بهذه الكيفية أحد الشعراء الذين اضطهدتهم أحزابهم، وعملت على تغييبهم، وحذفهم من كل السجلات ليس المالية فقط.
لقد رحل هذا الشاعر والمقاتل والمؤمن بفلسطين والعودة الكاملة إليها محررة، فخالد أبو خالد من الذين حملوا السلاح، لكنه لم يعد مع العائدين أيام العودة المنقوصة في 1994 من القرن المنصرم. ولعله عاد ثم اختار المنفى على العيش في وضع متردٍ سيئ وعقيم.
يمتاز شعر خالد أبو خالد بالقوة والجزالة والعمق، والإطناب في القصيدة، وكثيرا ما يعتمد على التراث الشعبي في قصائده، يقول أبو خالد عن ذلك "أنا أول من عصرن السيرة الشعبية... أنا مأخوذٌ بالفنِّ الشعبي، ومن يقرأ ديوان الشاعر يجد هذا الارتكاز وبكثافة على الأدب الشعبي ورموزه وقصصه وأمثاله وأغانيه وألحانه.
خالد أبو خالد شاعر عاش المنفى بكل مرارته وبكل قسوته حيث مستقره الأخير في دمشق، وعانى في أعوامه الأخيرة من سوء الأوضاع الصحية. رحل بعيدا عن فلسطين وترابها الذي ناضل ببندقيته وشعره من أجل حريتها.
خالد أبو خالد، هذا هو اسمه الحركي، واسمه هو "خالد محمد صالح الحمد"، أبوه وعمه أبطال التغريبة الفلسطينية كما أخبرني بذلك ابن عمه الدكتور نبهان عثمان، وسبق أن ذكرت ذلك في كتابة سابقة. لقد أهملته السلطة في رام الله، ولم يبق له من أحد يلتقي معه سوى عدد قليل من أعضاء اتحاد الكتاب الفلسطينيين الذين زاروه في منفاه غير مرة. وشغل- رحمه الله- منصب سكرتير الأمانة العامة لاتحاد الكتاب الفلسطينيين في سوريا.
من حق هذا الشاعر أن تتعرف إليه الأجيال، وأن يكون له قصائد في المقررات الفلسطينية أسوة بغيره من مبدعي هذا الشعب. لا أذكر أن له في المقررات الفلسطينية أي نص للأسف، ألأن شعره لا يتوافق والنفس المسيطر على أجواء القصر الجمهوري في دولة رام الله الزاهية؟ ألأنه ما زال مقاوما عنيدا يرفض أوسلو وزمرة أسلو؟
إن هذا الإهمال لهو جريمة مضافة لجرائم متعددة يهمل فيها الشعراء والكتاب لأنهم لا يقول "نعم للسلطة"، ويمدحونها، ويصفقون لصفقاتها التي أودت بالبلاد والعباد ولم تُبق لنا هذه السلطة شيئاً غير أن تحتفل بائسة يائسة بالذكريات في مطلع كل عام، وينطبق على قادتها المثل الشعبي المصري: "أسمع كلامك أصدقك، أشوف أفعالك أستعجب".
لقد صدقت نبوءة الشاعر الذي يرى أبعد مما يرى الساسة الذين أصابهم الواقع بالعمى والبكم والصمم، فمن لم يقاتل دون حقه السليب سيقتل وتدوسه الأقدام. فخالد أبو خالد مؤمن أشد الإيمان بالقوة والسلاح، فلا يفلّ الحديد إلا الحديد.  هذه المقولة التي جسدها في هذا المقطع من مسرحيته الشعرية "فتحي":
قاتلْ... قاتلْ
إن لم تَقْتُل تُقتَلْ
إن لم تحم الأرض بصدرك من يحميها؟
إن لم تزرع نفسك في أرضٍ من يزرع من؟ (المجلد 3، ص222)
فلولا أن الفلسطيني الجديد ألقى سلاحه، لم تكن الغربان لتتجرأ عليه وعلى أرضه، وتعمل فيه ذلا وقتلا وسجنا وتدميراً. بالفعل "إن لم تَقْتُل تُقتَلْ". هذا هو ملخص المعادلة التي تعمل سلطة أوسلو على تحطميها وقتل الروح المعنوية النضالية في أبناء الشعب الفلسطيني، ولا يغرنّ أحد الكلام الكبير فهو لا يساوي شيئا والأفعال عكسه تماماً، فأي "أبطال مقاومة شعبية هؤلاء" المجردين من القوة ليجابهوا أعتى عصابة إجرامية مع أفرادها تصريح بالقتل لأي فلسطيني شك أحدهم أنه ربما شكل خطرا على الهواء المحاذي لبساطيرهم الوالغة في تربة أرضنا وأيادٍ ملطخة بدم أبنائنا وبناتنا وشيوخنا؟
تعرفت على شعر الشاعر خالد أبو خالد في فترة متأخرة عندما قرأت الأعمال الشعرية الكاملة (الأفعال الشعرية) في ثلاثة مجلدات كبيرة في طبعة صدرت عن بيت الشعر في فلسطين تحت عنوان "العوديسا الفلسطينية" (2008) بمقدمة للشاعر مراد السوداني واصفاً "أبو خالد" بأنه "سادن أحد الثقافة الفلسطينية". وقد غنت له فرقة العاشقين الكثير من النصوص مثل: "سبل عيونه"، و"زغردي يا ام الجدايل". و"حجر حجر "، و"فلسطين مزيونة"، وغيرها.
رحم الله الشاعر خالد أبو خالد، ابن سيلة الظهر، والعزاء لأهله وذويه، فالشاعر حي ما بقيت كلماته رصاصات تقاوم، فهي وسام على صدرنا وصدر الثقافة الفلسطينية الممتد في أرجاء الجغرافيا، كما هي "وسام على صدر الميليشيا". 

 

****

 

Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html
رابط لتصفح و تحميل الملحق الشهري العددين ـ 34 جوان ـ سبتمبر 2021 ـ
https://fr.calameo.com/read/0062335949afd29057ca7

‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها لنصرة الكلمة الحرة
Pour FEUILLETER ou télécharger le supplément mensuel de "elfaycal.com" numéro 34’ mois (juin - septembre 2021)
format PDF, cliquez ou copiez ces liens:
https://fr.calameo.com/read/0062335949afd29057ca7

*****
أرشيف صور نصوص ـ في فيديوهات ـ نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) liens روابط
https://www.youtube.com/watch?v=M5PgTb0L3Ew

‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

 

آخر تعديل على الجمعة, 07 كانون2/يناير 2022
المزيد في هذه الفئة : « الضاد لغتي! المتشردون »

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :