wrapper

الأربعاء 24 أبريل 2024

مختصرات :

بقلم: عمر صبري كِتْمِتّو


ناقشت ندوة اليوم السابع المقدسية كتاباً مهماً بعنوان "استعادة غسان كنفاني"، للشاعر والناقد الفلسطيني فراس حج محمد بمناسبة مرور خمسين عاماً على استشهاد الأديب والسياسي الفلسطيني ابن مدينة عكا غسان كنفاني، والذي اغتالته إسرائيل في شهر تموز يوليو عام  1972، وكانت برفقته ابنة شقيقته الشهيدة أيضاً لميس رحمها الله .


 لقد رحل غسان لكن فكره وأدبه الثوري لا زال حيّاً في قلوب الثوريين في العالم أدباء وسياسيين، وحملَة بنادق الحرية، ذلك لأن أعماله تُرجمت للعديد من اللغات، ورغم مُضِيِّ خمسين عاماً على اغتياله إلا أنه لا زال مدرسةً للنضال والأدب، قصّةً وروايةً ودراما وهرماً ونستضيء به نحن الفلسطينيين الطريق.
سأكتفي بهذا الحديث عن غسان كي أتحدث عن كتاب الندوة للأديب الشاعر فراس حج محمد الذي اختار كلمة استعادة لكتابه، ويعني أن نستعيد غسان بما فعله غسان من فعلٍ وتأثيرٍ في أدب المقاومة. فعلاً هذا ما أراده الكاتب ووصل إليه، ولهذا اتصلت به هاتفياً فيما إذا كان هذا مقصده قبل أن أكتب رأيي في هذا الكتاب، وكانت الإجابة بنعم، وهذا هو الهدف الذي جعله يستخدم في عنونته للكتاب كلمة استعادة.
أقول الآن للشاعر فراس نعم أيها الشاعر لقد استعدنا غسان، وسأُوضّحُ لماذا لمن شاركنا الندوة، ولكل من قرأ الكتاب أو استمع لتسجيل الندوة، وأولاً وقبل كل شيء لمن يقرأ الآن هذه المقالة.
الكتاب في الجزء الكبير والأول منه، لم يتحدث فيه الكاتب أو يحلل أعمال غسان، لكنه أطال الحديث عن الثقافة والمثقفين، وذلك في القسم أو الجزء الثاني من الكتاب، تحدث عن غسان وعن بعضٍ من أعماله الأدبية. هنا تحولت مداخلات المشاركين في الندوة وبلا استثناء  سوى من اثنين كنت أحدهما بالحديث عن غسان، وكان الثاني الروائي المغربي حسن مصلوحي.  وهذا ما يُدلُّ برأيي عما سعى إليه الكاتب وحوّل الكتاب بطريقةٍ ذكية للحديث عن غسان فيما كتب وأوصل إلينا رسالته.
من ناحيتي تحدثت عن غسان الذي كان أستاذي بمادة الرسم في مدرسة معهد فلسطين في دمشق، ومن ثمّ صديقي في لبنان كما كانت عائلتانا متجاورتين في عكا وفي دمشق، وكان لي شرف الإقامة في بيته مع صديقي، أخيه نعمان كنفاني مباشرةً بعد استشهاده لطمأنة زوجته الدانمركية المناضلة آني وطفليه فايز وليلى، وقد جمعنا القدر أنا وغسان بأننا متزوجان من سيدتين إسكندنافيتين؛ دانمركية ونرويجية.
لثقافة اليوم ولمثقفي اليوم كرسالة تنبيهٍ من غسان لمن يدّعون أنهم كتاب وروائيون وشعراء، وكأنه يقول لهم عودوا إلى غسان واستفيدوا منه، ورغم هذا لم يتحدث المتحدثون عن أزمة الثقافة وتراجعها، وأزمة الكتابة في فنون الأدب وتراجعه مع استثناءات لكتاب مبدعين وفق رأيه، ولهذا دفعهم وبصورةٍ غير مباشرة للعودة إلى المستوى الأدبي الذي كان عليه غسان من الأدب الملتزم الزاخر بالقيم، والإبداع وليس بالمستوى المتراجع الذي يقوم عليه الأدب الآن. كان بإمكان الكاتب أن يضع عنواناً هو "الثقافة والمثقفين اليوم"، ثم يأتي بأمثلة لكتابٍ فلسطينيين وعرب ويتحدث فيه عن كتاب ومبدعين منهم غسان، لكنه أحب أن يطرُقَ جدران الخزان لكي لا يموت الأدب مثلما مات رجال غسان في الخزان بروايته الرائعة والمبشرة بالثورة "رجال في الشمس".
كانت قراءتي للكتاب ممتعة ومؤلمة في آنٍ معا، في حديثه عن الحالة السيئة جداً لمؤسساتنا الثقافية ولاتحاداتنا العديدة لكتابنا، وللأسف لم يتطرق أحدٌ من المشاركين أعضاء الاتحاد لهذا الأمر رغم أن الكاتب أسهب بالحديث النقدي الموضوعي عن الثقافة ومؤسساتها بما فيها اتحاد الكتاب الفلسطينيين، فالجميع كان مشغولاً بغسان.
أود أن أشير إلى ملاحظةٍ لست متفقاً فيها مع الكاتب؛ لإقحامها في كتابه- وهي ليست منه- لكنه أشار إلى مصدرها وهو الناقد الأدبي الدكتور فيصل درّاج، وهي تنويه درّاج لاتهام الكاتب والصحفي الكبير محمد حسنين هيكل بتعاطفه مع اليهود عام 1924 عندما كان على باخرة سفر بحرية وهو يشرح عن لهفة اليهود الذين كانوا معه في الباخرة لرؤية مدينة يافا، وعن إلقاء الكاتب الكبير طه حسين لكلمةٍ بافتتاح الجامعة العبرية علماً بأنه كانت هناك مشاركات فلسطينية أيضاً، وكانت اللغتان العربية والعبرية في ظل الانتداب البريطاني لغتين رسميتين للبلاد، وكنا نتداول عملتنا الفلسطينية المسكوكة معدنياً والمكتوبة ورقياً قبل قيام المستعمرة الصهيونية. كما أن الكاتب فراس اتهم أمير الشعراء شوقي بأنه كتب عن كل القضايا العربية ولم يكتب عن فلسطين. وهذا ظلمٌ لمتنبي عصر النهضة أحمد شوقي، لأنه كتب عن فلسطين أكثر من قصيدة، في قصيدته السينيّة حيث يقول:
جاشت الأشواق وانزاح الكرى
 
ولظى الحب بقلبي مـؤنِسي
  
فلقد طال على القلب النوى
 
وهوى الأشواق بيت المقدسِ
  
وقصيدته الميميَّة:
لم تزلْ في أُمّتي بعضُ فِتْيَة
 
تنسُجُ الأنوار عند الظُلَمِ
  
ولنا يا قدسُ في الإيمان قوةٌ
 
تجعل الأبطال مثل القِمَمِ
  
سيذوق المجرم الباغي عُنُوَّةً
 
فاصبري يا قُدسُنا لا تسأمي
  
وفي حديثي مع المؤلف أشار أنه بعد مراجعته المجموعة الكاملة أكد لي بأن هذه الأبيات لا توجد في المجموعة الكاملة، ولا بد من الإشارة إلى هذا، لكي أكون منصفاً وموضوعيا.

وفي النهاية أُثمّن هذا الكتاب للشاعر والأديب الفلسطيني فراس حج محمد، لأنه إضافة جيدة للأعمال الأدبية الفلسطينية.

 

 

****

 

Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html

رابط تصفح و تحميل الديوان الثاني للفيصل: شيء من الحب قبل زوال العالم

https://fr.calameo.com/read/006233594b458f75b1b79

*****
أرشيف صور نصوص ـ في فيديوهات ـ نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) liens روابط
https://www.youtube.com/watch?v=M5PgTb0L3Ew

‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

 

آخر تعديل على الثلاثاء, 12 تموز/يوليو 2022
المزيد في هذه الفئة : « أحوال و وعود زهايمر »

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :