wrapper

الجمعة 29 مارس 2024

مختصرات :

 عبد الرزاق بن علي  | تونس


كلما تحدث عنها فاضت عيناه وارتجفت يداه وازدادت دقات قلبه . كنا ننتظر حلول العطلة الصيفية حتى نجتمع به  نحن أحفاده وكلنا شوق لنستمع الى حكاياته التي لا تنفذ. عاش جدي فترة الاستعمار وعانى ألم الفقد وخرقة الاحزان ،... كان وعشيرته لا يستقرون بمكان حتى تدفعهم ويلات الحرب الى البحث عن مكان آخر أقل خطرا فكان ذلك دأب سنوات الجمر التي طالت قبل ان يغادر الجراد البلاد دون رجعة . كان المجتمع مفككا قد مزقت الحرب الضروس اوصاله وارتفع عدد الارامل والثكالى و اطبق الفقر والمجاعة والوباء على من نجا من رصاص المحتل .

رغم شدة حزنه والمه الذي ارتسم لوحة معبرة على محياه كلما سرد على اذاننا تلك الأحداث الخالية كان جدي لا يخفي ذلك الاحساس بالنخوة والانتشاء حينما يقول : " لقد قتلت منهم ثلاثة يا اكبادي ،نعم ثلاثة دفعة واحدة " الحقيقة جدي لم يحمل السلاح ولم يكن من الجنود المنظمين الى الجيش الوطني لكنه وطني حد النخاع . قتل ثلاثتهم على حين غرة بمعول الحصاد  يوم أتوا الى "الدوار" بنية النيل من نساء العشيرة . كان يوما عظيما حمل فيه على الاعناق واقيمت على شرفه وليمة انتظرها الجميع لندرة موجبها.
كان جدي يقص ما مضى من أيامه ويزداد انتباهنا كلما تحدث عن إمرأة واطنب في وصفها فتجتهد عيناه في قذف ما تبقى فيها من الدمع الذي اوشك ان ينضب ...
"كانت إمرأة كألف, لم أكن أرى النساء في حضرتها ، خجولة حين يكون للخجل موجب و قوية كجبل القرية لا تتصدع حين تكون النوائب. كانت معطاء كالارض الذي ارتوت بالدماء الطاهرة . لم أحب من النساء غيرها ... لا تستغربوا يا أحفادي . لقد كنا نحب ونعشق اكثر مما تفعلون في ايامكم هذه . بل كان الحب كالحرب أو الوباء كثيرة ضحاياه. كانت ملامحها تختفي تحت "الملية" التي تغطي قوامها الممشوق وكانت خصلات  شعرها المتمردة تظهر من تحت غطاء رأسها كقطع من الليل كأنها تخبرك أنها تتوق للحرية والانعتاق كبلد كبله الاستعمار..."
كان يتحدث فلا ينقطع حديثه ولا احد منا يتجرأ على مقاطعته. الجميع يعلم كم كان يقدر جدتي ويحترمها ويعاملها كطفلة صغيرة لا يرفض لها طلبا حتى وافاها الاجل المحتوم وتركت فيه حزنا عميقا وجرحا غائرا لم يندمل . ولا احد يشهد ضده بسوء المعاملة أو اللامبالاة. و لا أحد  يشك منا ان المرأة التي يتحدث عنها كلما اجتمعنا حوله كانت جدتي . الى ان ذكر في معرض حديثه امراة لم نسمع اسمها من قبل ولم يكن اسم جدتنا .
كان ذلك بعد ايام من عودته من المستشفى الذي خرج منه بمرض العصر "الزهايمر" .
كل الأحداث تنسى إلا حب إمرأة كنت تراها وطنك وموطنك.

 

*****

 

 

Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html

رابط تصفح و تحميل الديوان الثاني للفيصل: شيء من الحب قبل زوال العالم

https://fr.calameo.com/read/006233594b458f75b1b79

*****
أرشيف صور نصوص ـ في فيديوهات ـ نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) liens روابط
https://www.youtube.com/watch?v=M5PgTb0L3Ew

‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

 

آخر تعديل على الثلاثاء, 12 تموز/يوليو 2022

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :