wrapper

السبت 20 أبريل 2024

مختصرات :

* بقلم: لخضر خلفاوي | باريس

 

منذ سنة 2015 و اليمن يواجه تصعيدا أمنيا لا مثيل له بسبب اللاستقرار السياسي و الأمني الداخلي ‫.‬ علما أن اليمن شهد قبل هذا التاريخ أزماتا أمنية كان الصراع فيها ثلاثي الأطراف ، و ذلك بين القوات الحكومية اليمنية ، و الحوثية و السعودية‫.‬ كما تعفنت الأمور بعد الإطاحة بالرئيس اليمني ‫"‬ علي عبد الله صالح‫"‬ المُطاح به ـ ظاهرا من قبل ثورة الشباب و باطنا من قبل

قوى خارجية تقودها السعودية و الولايات المتحدة الأمريكية و بالطبع ذيل الولايات المتحدة في خراب العالم و هي بريطانيا‫.‬ و استهلت السعودية عملياتها العدوانية على التراب اليمني بطلب من الرئيس المستخلف الجديد ‫"‬ عبد ربه منصور هادي ‫"‬ حسب أجندة الحلف السعودي الأمريكي البريطاني وقتها حفاظا على مصالح حكمه و استرداد كل السيطرة في البلد ‫.‬ منذ ذلك التاريخ ‫، أي " عملية عاصفة الحزم" المقيتة في الـ 25 مارس 2015 تاريخ القصف الجوي ‬ السعودي ، انظمت للأسف و للعار الشديد دول عربية تسبح في فلك أمريكا و بريطانيا مشكلة بذلك حلفا عسكريا ـ سمي عربيا ـ هدفه قصف و محاربة الحوثيين و القوات الموالية للرئيس ‫"‬ علي عبد الله صالح‫".‬ قوات عسكرية و عمليات جوية للطائرات المقاتلة السعودية و المصرية و المغربية و الأردنية و الإماراتية و الكويتية و البحرين و قطر ـ المستبعدة ـ في صيف هذا العام للخلاف الذي نشب بينها و بين السعودية ‫.‬ و منذ ذلك الوقت المشؤوم و اليمن الشقيق يواجه تدميرا ميدانيا شاملا لبنيته التحتية و لمنشآته و لمدارسه و شعبه و أطفاله يواجهون التقتيل العشوائي منهم من كان ضحية ‫"‬ الحوثية الهمجية‫"‬ و منهم من كان ضحية ‫"‬ السعودية ‫"‬ التي تدعي قيادتها للتحالف العسكري و ضربها لمعاقل الحوثيين و كل التخريفات التي تسوق للاستهلاك الإعلامي العربي و العالمي ‫..‬ فكل ما في الأمر أن بعض ‫"‬ حثالات ‫"‬ آل سعود يعملون تحت إمرة اسرائيل و الولايات المتحدة الأمريكية و حلفائها لتدمير ـ المُدمّر ـ و ما تبقي من دمار الاستعمار المباشر و النيابي في كل قطر عربي‫.‬ فالسعودية ـ أرض البقاع المقدسة ـ كانت دائما وراء زعزعزة الاستقرار في اليمن ؛ في الماضي البعيد بعد تفكيك الدولة العثمانية مرورا باتفاق الطائف و إلى ما بعد ذلك كان النزاع الحدودي بين البلدين هو بيت القصيد و حديثا منذ مارس 2015 بحجة مطاردة ‫"‬ الحوثيين‫" تستمر السعودية في لعب لعبتها القذرة.‬ لم نجن من حرب ‫" حثالات الأنظمة العربية" في اليمن عدا هذا التقرير الخطير : ‬
‎مقتل أكثر من 8530 شخصا و حوالي 6‫0 بالمئة ‬ منهم مدنيين و جرح 48 ألفا بالإضافة إلى من لقيوا مصرعهم جراء الغارات الجوية و أكثر من عشرين مليون شخث يعاني من سوء تغذية حادة و من شح المساعدات الإنسانية و تفشي الأوبئة و الكوليرا الذي أودى بحياة 2130 مصابا أو مريضا بهذا الداء‫.‬ و عدد النازحين داخل اليمن تجاوز المليونين و أكثر من 500 ألف طفل يعاني المجاعة و سوء التغذية ‫.‬
‎كل هذه الحرب المجنونة و الحمقاء التي تقودها السعودية و قوات الدول العربية المتحالفة تُسير من قبل ‫"‬مركز القيادة و السيطرة‫"‬ بوجود و حضور خبراء و عسكريين من الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا ، و تقدم الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا دعما ‫"‬ لوجيستيا كبيرا بالإضافة إلى تسارع و استمرار لتسويق السلاح الأمريكي و البريطاني لدول التحالف لإبادة أكثر للشعوب العربية بحجة الحرب على الإرهاب‫!‬
‎الوجود الميداني و اللوجيستي الأمريكي البريطاني في الخليج العربي و الشرق الأوسط ليس لمصلحة أي شعب فرسا كانوا أو عربا‫..‬ فالغاية هي تفتيت المُفتت و ترك كل المنطقة على الحديدة‫.‬ فالسعودية منذ سنوات سمحت لنفسها في الدخول في متاهات جيو ـ استراتيجية و تحاول بدورها خلط الأوراق، و تعمل بكل ما أوتيت من قوة لتتقدم محور الدول المعادية للجمهورية الإسلامية، فلا يزعجها تحالفها المعلن و السري مع ‫"‬ إسرائيل و الولايات المتحدة‫"‬ لزعزعة استقرار إيران و إضعاف وجودها و تأثيرها الكبير في بؤر النزاع الطائفي و العسكري و السياسي على دول الجوار التي تربطها بهم علاقات مصلحية استراتيجة مضادة للسياسية الأمريكية السعودية و بعض الدول المعادية للتمدد الإيراني ‫الإيديولوجي و العسكري. إلى أن تنتهي حروب الحثالات" تبقى أنظمة الدول العربية رهن ‬ تكتيك بريطانيا و الولايات‫.‬ لا أحد يجرؤ من هذه الأنظمة العميلة الممسوخة أن تغضب من وصفي لها بالحثالة ، و إن تريد إثبات العكس بأنها فعلا أنظمة تستحق الاحترام و التقدير فعلى هذه القوات العربية المتحالفة ضد اليمن أن توجه رصاصة واحدة لإسرائيل‫!‬ طبعا حتي في الحلم لا يحصل هذا أبدا لدى هذه الجيوش الكارتونية العربية التي تقهر و تقمع شعوبها بكل بسالة و تعمل على ديمومة الظلم و الشمولية العقيمة و تجبن أمام الكيان الصهيوني الذي يذبح يوميا الشعب الفلسطيني الشقيق و يجوعه منذ أن تم تنفيذ وعد ‫"‬ بلفور المشؤوم‫" و القبول به!‬

ــــــ

‎*طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة : https://www.facebook.com/khelfaoui2/

آخر تعديل على الأربعاء, 22 تشرين2/نوفمبر 2017

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :