wrapper

الخميس 28 مارس 2024

مختصرات :

 *كتب: لخضر خلفاوي | باريس


لكم يضحكني حال العرب ، بمجرد إعلان المجنون " ترانب" هذا الأربعاء " القدس" عاصمة لإسرائيل بدأ العويل و لطم الوجوه البئيسة حزنا على اغتصاب ما تبقى من فلسطين كرمز للصمود و النضال من أجل ربما الحصول على استرجاع بعض " الأتربة " التي هضمتها مستوطنات الكيان الصهيوني .

فالأمر ليس مهما أن تضيع القدس و بيت المقدس الشريف من أبدينا ، فشأن القدس شأن المرأة الشريفة الطاهرة التي يستغني عنها رجل ديوث لا شرف له فيهبها لرجل نذل عابر السبيل ، فاسق ، سفاح ! أنظمة العرب برمتها أنظمة لا تعرف معنى الشرف و الرجولة ، أنظمة مومسة تُمارس الدعارة مع أمريكا و إسرائيل في وضح النهار رغما عن أنف بعض الشرفاء من شعوبها! من الخطأ اذا اعتقد الشعب الفلسطيني في حسن نوايا الأنظمة العربية المخرومة المخروقة الضمير ، فكلها إما أنظمة متآمرة عليهم أو ذات مواقف " تجابنية " سلبية و غير تضامنية .. و الأدهى و الأفظع من كل هذا ؛ أن المؤامرة و الجبن تبدأ من البيت الفلسطيني و في السلطة الفلسطينية ؛ فلما أرى أبو مازن ـ بُعيد إعلان ترامب ـ يمثل دور الضحية و صاحب حق مهضوم ، أتذكر بكاءه الشديد و هو يحضر جنازة " شمعون بيريز "؛ هذا الصهيوني الذي أسس للدولة المارقة العبرية الصهيونية و انتزعت منه أرض أجداده و آبائه ! "عباس" الذي يتآمر على شعبه و الفصائل المقاومة باسم فتح و السلطة ـ تحت و فوق ـ الطاولة مع إسرائيل و أمريكا؛ شريطة أن يكون -شريكا - في المؤامرة على القضية الفلسطينية حتى لا نقول شريك " سلام " ؛ فأي سلام هذا إن كان الطرف الآخر ( الكيان الصهيوني ) اغتصب ثلاث أرباع فلسطين و سماها " إسرائيل " ؛ فمن الواقعي و المنطقي أن يغتر اليهود بهذه القوة المدعومة من قبل أمريكا و معظم عواصم الغرب في المطالبة بضم ما لم يتم ضمه للأراضي المسروقة المهضومة بالقوة !
يجب أن نكون على واقعية تامة ؛ القضية بدأت بالاستسلام و الخنوع منذ أن قرر " أنور السادات " الذهاب حبوا و متوددا إلى " الكنيست " اليهودي رمز الصهيونية العالمية و الاحتلال الغاصب عارضا ما سماه هو " السلام " .. لقد أُكلت و مُسِخَت القضية العربية و النضال الفلسطيني منذ ذلك الْيَوْمَ المشؤوم ! منذ ذلك التاريخ الموشح أو المتسخ بالعروض الانبطاحية - خوفا من تضييع كل تراب مصر و سوريا و الأردن ، عملت بعض الأنظمة العربية العميلة بامتياز و التي كانت قبل - نزع السروال لليهود المغتصبين - رمزا للمقاومة و الدفاع عن أرض المقدس و كل شبر عربي ؛ على توطيد العلاقات مع الدولة اللقيطة العبرية و صارت باسم " السلام " علاقات التطبيع ضرورة لاستمرار هذه الأنظمة العربية التي تقود شعوبا واهنة مرهونة موهونة مغلوبة على أمرها و مُرها !
• كيف لفلسطين أن تتحرر من براثن و نجس الصهيونية و دول عربية من خلال أنظمتها لها شراكات اقتصادية متينة و تبادل ثقافي و سياسي و أمني ؟
• كيف حسم هذا الخلاف العربي الإسرائيلي و في عواصم عربية ترفر " خفاقة " رايات الكيان الصهيوني اللاشرعي في فلسطين ؛ ألا يستحون ؟!
• كيف يتم تصفية الاحتلال إلى آخر شبر من الأرض المحتلة و من يمثل الفلسطينيين ( أحياء أو من ماتوا ) تدفع لهم فوق و تحت - الطاولة إسرائيل ثمن قمعهم المقاومة و الجهاد و توصيفها بالارهاب و ثمن استمرار تطبيعهم مع الكيان الصهيوني باسم " عملية السلام و التنسيق الأمني العار"؟! .
• كيف أن تنتهي متاعب أجيال من الفلسطينيين و دول عربية تتقاضى من أمريكا و إسرائيل و الاتحاد الأوروبي أموالا و إعاناتا لتنمية إقتصادها لإسكات غضب الجوعانين من شعوبها مقابل القبول بكل شروط الاحتلال الصهيوني الملقب بإسرائيل و الاستسلام لميزاجيته و ميزاجية الداعمين من الغرب !؟
• مازال " عباس" عبوس المواقف يصف أمريكا بـ" راعية السلام " و يلومها بإهدائها القدس لليهود الصهاينة و هو يدرك جيدا أن أمريكا لم ترع سلاما في حياتها و كانت سببا في كثير من المصائب في كل بقعة من الأرض ، آسيا ، الشرق الأوسط، أمريكا الجنوبية ... أمريكا راعية فعلا للسلام ، لكن ليس السلام الذي يوقف الكيان الصهيون عند حده ، السلام الذي يقصده أبو مازن هو سلام و سلامة " الشركاء" في بيع الفلسطينين و ذبحهم من طرف إسرائيل و أنظمة خائنة و سلطة فلسطينية رهينة الابتزاز مقابل ديمومة وجودها على رأس التمثيل الفلسطيني في المحافل الدولية للمؤامرات على الشعب الفلسطيني اللاجئ على أرضه و في كل أنحاء المعمورة !
• كيف للقضية الفلسطينية أن تنتصر و في السعودية ـ عائلة مالكة ـ ممسوخة تدفع لأمريكا المئات من المليارات من أجل حمايتهم من أي حركة ثورية ناقمة على الفساد الكبير في أرض الوحي و الرسالة. قالها ترامب ـ للتذكير ـ قبل انتخابه (2015) و بعد انتخابه (2016) و عشية زيارته للسعودية (2017) ـ "نحن على اتفاق مع السعودية بطلب منها لحمايتهم ( الأسرة المالكة) و هم يجنون من البترول كل يوم مليار دولار، و نحن نرى أنه لنا الحق في المطالبة بمال كثير من السعودية لكي نستمر في حماية ـ الأسرة المالكة ـ ، سأذهب إليهم و سآتي بهذا المال.. من حق الولايات المتحدة أن تستنفع بهذا و تدفع لها السعودية المال الكثير ، لدفع التنمية …." و فعلا تمّ له ذلك بإيهام الرأي العام السعودي و العربي أنه تم توقيع اتفاقيات و عقود و … و … هم طبعا كانوا مجبرين لابتكار صيغة لتبرير أكثر من 400 مليار دولار دفعت لاتفاقيات تمويهية صورية، و في الحقيقة هي أموال دفعت غصبا و بالقوة و الابتزاز و التهديد! بينما الشعب الفلسطيني يُجوّع و يشرّد و يقتّل و يسجن و " حماة الحرمين الشريفين" يعبثون و يفسدون في الأرض و يعينون عدو الأمة الإسلامية على إخوانهم!
• كيف للشعب الفلسطيني أن يرى النور و تنصر القضية و يحسم الأمر لصالحهم و بعض جيوشنا العربية المهترئة إما تقصف شعوبها في الداخل بحجة الإرهاب أو تدمر و تقصف باسم " تحالف الجبناء " في ضرب إخوانهم في اليمن و ليبيا و سوريا و العراق!؟ هل فيكم من يجرؤ أن يقذف خرطوشة واحدة اتجاه إسرائيل نصرة لأهلنا في غزة المحاصر الأعزل، لو فعلتموها يا " كلاب إسرائيل" سأنشر اعتذارا كبيرا لشهامتكم و جرأتكم بعد هذا الانبطاح الذي دام مئة عاما !
• والله إن إعلان " ترامب" يُعد نعمة كبيرة علينا جميعا فعسى أن نكره شيئا و هو خير لنا، فهو الحد الأقصى لاستفزاز و اختبار : " لاقيمتنا" و " لارجولتنا" و " لا شهامتنا" و " لاإيماننا" و " لاإسلامنا"؛ فإذا لم تتحرك الشعوب العربية و الإسلامية لإجبار حكوماتهم على اتخاذ موقف ميداني موحد لتحرير أرض فلسطين و تطهيرها من الصهيونية المحتلة فإننا كأمة عربيةبالدرجة الأولى لا نستحق الحياة! أحلم ـ سذاجة و اعتباطا مني ـ أن يرتدي " أبو مازن " ـ بعد إعلان ترامب ـ زيا عسكريا و يلف رأسه بكوفية فلسطينية ، مغيرا لهجته و خطابه مع الشعب الفلسطيني بكل فصائله و يحثهم على الجهاد حتى النصر أو الاستشهاد ، حينها سيتحول من قائد فلسطيني ـ على فشوش ـ موضوع للديكور و المناسبات التطبيعية إلى جنرال فلسطيني عربي غاضب يقود من موقعه أو في المنفى ـ تحت الحماية من الاغتيال ـ الكفاح و النضال المسلح ضد الصهيونية فلا ينزع أبدا بدلته العسكرية إلى آخر يوم في حياته؛ ربما يرحل بشرف و بطولة .. يكون خيرا له من انتظار السماء ترسل له "طيرا أبابيلا" ترمي الإسرائليين بحجارة من سجيل! لو قبل "أبو مازن" هذا القرار سيغيّر مجرى التاريخ في فترة قصيرة و ستتوسله الدول العظمى و إسرائيل في التراجع عن موقفه خوفا من تحرك جيوش متطوعة شبانية من كل دول العالم موحدة كلها علي كلمة " الجهاد في فلسطين" لتحريرها و هذا ما لا يخدم مصالح المنبطحين في وقتنا الحالي .. الانبطاح المهين الذي لا يخدمني أنا شخصيا في عالم اليقظة. صدق من لقبوه بـ " مجنون ليبيا" الراحل معمّر القذافي ، عندما اقترح قبل سنوات من رحيله على العرب السماح لإسرائيل و قبولها كعضو في الجامعة العربية منها نحسم نهائيا هذا النزاع مادام هناك من يبيع تحت الطاولة و جهرا القضية الفلسطينية ، فهو نصحهم بالتوقف عن النفاق و ذرف دموع التماسيح باسم المعاناة الفلسطينية. لهذا قد يكون هناك اتصال ذهني بين ترامب و القذافي، قد يكون الأمر واقعي أن تكون " إسرائيل" دائمة العضوية في ـ الزبالة الجامعية العربية عاصمتها " القدس"!

*مدير التحرير مسؤول النشر ------------

ــــ

ـ طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة

https://www.facebook.com/khelfaoui2/

- Pour visiter notre page FB, cliquez sur ce lien:

 

آخر تعديل على الخميس, 11 كانون2/يناير 2018

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :