و لا أحد يمكن إنكار ( من الجانبين) مدى متانة هذه العلاقة المتداخلة التي تجني منها فرنسا كل المصالح ـ الخيريةـ لصالحها. لذا فإن فرنسا لا تسمح بأي جهة أن تعكّر صفو ـ شهر العسل ـ بين باريس و بيروت الذي دام لعقود. و ما جولات الرئيس الفرنسي الشاب الجديد الأخيرة لدول الخليج و الإمارات و تلك الفجائية الغير متوقعة للعربية السعودية إلا محاولة لتعديل و توضيب " النوطات " السياسية التى تلائم التواجد الاستراتيجي لفرنسا كقوة عظمى منافسة ذات مصالح متشعبة في لبنان و سوريا و بعض دول البتروـ دولار.. و شدد الرئيس الفرنسي في جولته الأخيرة في المنطقة على حرمة " محميته " في المنطقة و على ضروره استقراره و حمايته من كل الهزات رغم علم الجميع أن " لبنان" بلد معروف بهشاشة الوضع السياسي و الاقتصادي باعتباره تاريخيا ـ المستهدف بامتياز ـ من كل القوى الخارجية ( بأيادٍ داخلية في بعض الأحيان ) لها غايات و مآرب جيواستراتيجية و دينية و إقلمية !استطاعت فرنسا دون أن تعلن ذلك صراحة من إقناع الأطراف الشريكة في الوضع الذي أدى أو دفع بالحريري إلى مفاجأة اللبنانيين من تقديم استقالته في نوفمبر/ تشرين الثاني ـ خدمة للبنان و للبنانيين ـ! و رأت فرنسا موازاة مع تأييد كبير من مؤيديه في لبنان أن ضرورة عدول " سعد الحريري " عن قراره من شأنه أن ينقذ لبنان من الإنقسام و من بؤر للتوتر الداخلي و منه حماية لمصالح فرنسا !
لهذا فإنه ليس غريبا أن يعود "الحريري" المستقيل إلى لبنان في الـ 22 نوفمبر من باريس و ليس من الرياض للاحتفال بالعيد الوطني، بعد حوالي أسبوع من الجولة المكوكية و محادثات " ماكرون" مع أمراء و ملوك المنطقة بما في ذلك آل سعود المتهمون باحتجاز الحريري أو بالضغط عليه في مسألة استقالته المفاجئة. و قد أُستقبل " الحريري و عائلته الصغيرة ( زوجته و ابنه الأكبر" من قبل الزوج " الماكروني" استقبالا خاصا .
و نوه الرئيس الفرنسي وقتها بأهمية الدور الفرنسي في العلاقات اللبنانية ـ الفرنسية .. و على حد تصريحه:" لقد أثبتت فرنسا عظمتها مرة أخرى و دورها التأثيري في العالم و في المنطقة ـ الشرق الأوسط ـ (…) و تثبت بالمناسبة تعلقها بلبنان و باستقراره"
« la France a montré encore une fois la grandeur de son rôle dans le monde et la région ». et « Elle prouve son attachement au Liban et à sa stabilité. »
منذ يومين غرّد الرئيس الحريري العائد إلى " ألاعيب الحكم في لبنان " تغريدة أُعتبرت من قبله "فأل خير" أو بشرة خير عامة لكل اللبنانيين و المتعلقة في إعلان إنضمام لبنان إلى نادي الدول النفطية و اعتباره منذ الآن بلدا " نفطيا" .. و منه حسب المعلومات المتاحة في هذا الموضوع فقد سمح وزير الطاقة اللبناني " سيزار أبي خليل" بتوقع عقدين مع " كونسورتيوم" من 3 شركات متعددة الجنسيات أهمها شركة " توتال " الفرنسية، " إيني" الإيطالية و " نوفاتيك" الروسية.. و ستباشر عمليات استغلال و استخراج النفط اللبناني بداية عام 2019!. لا ندري ما إن كان هذا الخبر سيعود بالخير على اللبنانيين جميعا و أن عملية استغلال الموارد النفطية ستبعث بشكل محسوس عمليات تنمية لبنان الشقيق في جميع المجالات أو ستكون نقمة عليه و ستبقى دار " لبنان" على حالها و لا يستفيد من ثرواته إلا عُصَب في الحكم و الأعمال و ينتشر الفساد أكثر! عادة الدول النفطية أغلبها تعيش معظمها في أجواء الفساد الفاحش و الصراعات على الحكم و تكون دائما مطمعا لقوى خارجية أجنبية تسعى لبث الفرقة في أوصاله ليحلو لها استغلال خيرات البلد في وقت انشغال أبناء البلد في حروبهم العقائدية و السياسية و العرقية الداخلية.. يكفي لبنان ظاهرة الفساد المتفشية و المتأصلة التي تعيق نموه الاقتصادي التنموي بشكل سليم و صحيح على ضوء اللاستقرار الذي تعيشه المنطقة ! حماك الله يا لبنان! هل فهمتم القصة.. كل القصة!!؟
ـ التحرير
****
طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها:
: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner cliquez sur ce lien: