wrapper

الأربعاء 24 أبريل 2024

مختصرات :

  ـ كتب : لخضر خلفاوي | باريس :

 

يبدو أن علاقة فرنسا بلبنان لا يمكن أن تسوء ما دامت الأسرة ‫"‬ الحريرية‫"‬ و كذلك ‫"‬ العونية‫"‬ مستمرة في دواليب الحكم؛ هو تقليد معروف منذ القدم فيما يتعلق بهذه الخصوصية و الحميمية السياسية التاريخية بين البلدين‫..‬

و لا أحد يمكن إنكار ‫(‬ من الجانبين‫)‬ مدى متانة هذه العلاقة المتداخلة التي تجني منها فرنسا كل المصالح ـ الخيريةـ لصالحها‫.‬ لذا فإن فرنسا لا تسمح بأي جهة أن تعكّر صفو ـ شهر العسل ـ بين باريس و بيروت الذي دام لعقود‫.‬ و ما جولات الرئيس الفرنسي الشاب الجديد الأخيرة لدول الخليج و الإمارات و تلك الفجائية الغير متوقعة للعربية السعودية إلا محاولة لتعديل و توضيب ‫"‬ النوطات ‫"‬ السياسية التى تلائم التواجد الاستراتيجي لفرنسا كقوة عظمى منافسة ذات مصالح متشعبة في لبنان و سوريا و بعض دول البترو‫ـ دولار..‬ و شدد الرئيس الفرنسي في جولته الأخيرة في المنطقة على حرمة ‫"‬ محميته ‫"‬ في المنطقة و على ضروره استقراره و حمايته من كل الهزات رغم علم الجميع أن ‫"‬ لبنان‫"‬ بلد معروف بهشاشة الوضع السياسي و الاقتصادي باعتباره تاريخيا ـ المستهدف بامتياز ـ من كل القوى الخارجية ‫(‬ بأيادٍ داخلية في بعض الأحيان ‫)‬ لها غايات و مآرب جيواستراتيجية و دينية و إقلمية ‫!‬استطاعت فرنسا دون أن تعلن ذلك صراحة من إقناع الأطراف الشريكة في الوضع الذي أدى أو دفع بالحريري إلى مفاجأة اللبنانيين من تقديم استقالته في نوفمبر/ تشرين الثاني ـ خدمة للبنان و للبنانيين ـ‫!‬ و رأت فرنسا موازاة مع تأييد كبير من مؤيديه في لبنان أن ضرورة عدول ‫"‬ سعد الحريري ‫"‬ عن قراره من شأنه أن ينقذ لبنان من الإنقسام و من بؤر للتوتر الداخلي و منه حماية لمصالح فرنسا ‫!‬
‎لهذا فإنه ليس غريبا أن يعود ‫"‬الحريري‫"‬ المستقيل إلى لبنان في الـ 22 نوفمبر من باريس و ليس من الرياض للاحتفال بالعيد الوطني، بعد حوالي أسبوع من الجولة المكوكية و محادثات ‫"‬ ماكرون‫"‬ مع أمراء و ملوك المنطقة بما في ذلك آل سعود المتهمون باحتجاز الحريري أو بالضغط عليه في مسألة استقالته المفاجئة‫.‬ و قد أُستقبل ‫"‬ الحريري و عائلته الصغيرة ‫(‬ زوجته و ابنه الأكبر‫"‬ من قبل الزوج ‫"‬ الماكروني‫"‬ استقبالا خاصا ‫.‬
‎و نوه الرئيس الفرنسي وقتها بأهمية الدور الفرنسي في العلاقات اللبنانية ـ الفرنسية ‫..‬ و على حد تصريحه‫:"‬ لقد أثبتت فرنسا عظمتها مرة أخرى و دورها التأثيري في العالم و في المنطقة ـ الشرق الأوسط ـ ‫(…)‬ و تثبت بالمناسبة تعلقها بلبنان و باستقراره‫"‬
« la France a montré encore une fois la grandeur de son rôle dans le monde et la région ». et « Elle prouve son attachement au Liban et à sa stabilité. »
‎منذ يومين غرّد الرئيس الحريري العائد إلى ‫"‬ ألاعيب الحكم في لبنان ‫"‬ تغريدة أُعتبرت من قبله ‫"‬فأل خير‫"‬ أو بشرة خير عامة لكل اللبنانيين و المتعلقة في إعلان إنضمام لبنان إلى نادي الدول النفطية و اعتباره منذ الآن بلدا ‫"‬ نفطيا‫"‬ ‫..‬ و منه حسب المعلومات المتاحة في هذا الموضوع فقد سمح وزير الطاقة اللبناني ‫"‬ سيزار أبي خليل‫"‬ بتوقع عقدين مع ‫" كونسورتيوم" من 3 شركات متعددة الجنسيات أهمها شركة " توتال " الفرنسية، " إيني" الإيطالية و " نوفاتيك"‬ الروسية‫..‬ و ستباشر عمليات استغلال و استخراج النفط اللبناني بداية عام 2019‫!. لا ندري ما إن كان هذا الخبر سيعود بالخير على اللبنانيين جميعا و أن عملية استغلال الموارد النفطية ستبعث بشكل محسوس عمليات تنمية لبنان الشقيق في جميع المجالات أو ست‬كون نقمة عليه و ستبقى دار ‫"‬ لبنان‫"‬ على حالها و لا يستفيد من ثرواته إلا عُصَب في الحكم و الأعمال و ينتشر الفساد أكثر‫!‬ عادة الدول النفطية أغلبها تعيش معظمها في أجواء الفساد الفاحش و الصراعات على الحكم و تكون دائما مطمعا لقوى خارجية أجنبية تسعى لبث الفرقة في أوصاله ليحلو لها استغلال خيرات البلد في وقت انشغال أبناء البلد في حروبهم العقائدية و السياسية و العرقية الداخلية‫..‬ يكفي لبنان ظاهرة الفساد المتفشية و المتأصلة التي تعيق نموه الاقتصادي التنموي بشكل سليم و صحيح على ضوء اللاستقرار الذي تعيشه المنطقة ‫!‬ حماك الله يا لبنان‫!‬ هل فهمتم القصة‫..‬ كل القصة‫!!‬؟

 ـ التحرير

****

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها:
‏: https://www.facebook.com/khelfaoui2/


- Pour visiter notre page FB,et s'abonner cliquez sur ce lien:

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :