فمشكلتنا هي مع السياسات و الممارسات التي باءت كلها بالفشل و النكوص. نعود هذه المرة لنحاول فهم ما قيل و ما سيتم فعله إن صدقت النوايا و تصريحات " السلطة الفلسطينية" الأخيرة و التي وعدت بالكثير و نقرأ من خلال ما سربته من معلومات للرأي العام الفلسطيني و الدولي أن القيادة الفلسطينية تبدو في أكثر وعي و واقعية أكثر من أي وقت مضى ، و يبدو أنها مصممة على الوقوف للند و مجابهة السياسة الأمريكية بإدارتها الجديدة المتواطئة مع سياسة الكيان لنسف الوجود الفلسطيني على أرضه. و ما تصريحات الدكتور أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير المتطابقة مع ما دار بين بعثة المجلس المركزي الفلسطيني و الرئاسة الفرنسية منذ أقل من أسبوع لدليل على أن هناك " خطة جديدة" لإصلاح موازين القوى و محاولة ترجيح الكفة أكثر لصالح القضية الفلسطينية، خصوصا بعد التأييد الدولي الكاسح الرافض للإجراء الأمريكي المنحاز لوجود الكيان الصهيوني المحتل. و حسب بيانات المسؤولين الفلسطينيين فإن منتصف شهر جانفي سيكون حاسما للجميع ، حاسما بالنسبة لخارطة الطريق الجديدة التي سيفرضها و يقترحها الجانب الفلسطيني على الساحة الدولية و حاسمة بالنسبة لنا كمراقبين لمعرفة مدى صدق نوايا السلطة بعد ما أُنتزعت منها كل شيء و ما زالت تغازل و تلاطف الاحتلال!
هل المجلس المركزي لمنظمة التحرير حسب ما صرح به " مجدلاني" سيقرر فعلا بكل شجاعة هذه التدابير:
- انهاء العلاقات التعاقدية مع اسرائيل بكل تفاصيلها.
- حكومة اسرائيل الحالية لم تعد شريكا في عملية السلام التي دمرتها.
- امريكا لم تعد مؤهلة لرعاية عملية السلام واننا نبحث عن صيغة دولية جديدة .
- تغيير طابع ووظيفة السلطة الوطنية الحالية وتحويلها من سلطة انتقالية الى دولة تحت الاحتلال وان المطلوب تمكين السلطة من ممارسة سيادتها على الارض المحلتة .
- مطروح الغاء الاعتراف المتبادل بين اسرائيل وفلسطين
و حسب نفس المصدر و المتحدث فإن هذه القرارات و الإجراءات ستتبعها بطبيعة الحال إجراءات قانونية ، سياسية و ديبلوماسية معتبرا في ذات الوقت أن المهمة تعد من أصعب المهات أمام تعنت الولايات المتحدة الأمريكية و لن يكون الأمر هينا! و يشير الدكتور " مجدلاني" مهما تكون ردة فعل الكيان الصهيوني بناءا على النقاط المذكورة فهي منتظرة و متوقعة بحكم أن الكيان منذ 2010 و هو في تسارع لاسترجاع السلطات المدنية التي أوكلت للسلطة.. و حتى لو أعادت سلطات الإحتلال احتلال الضفة و تدمير المؤسسات فالصراع حتما سيكون على السلطة بين " دولة تحت الاحتلال" و دولة واقعة " تحت الاحتلال". و على حد تعبيره فإن يقول مجدلاني:" المسار السياسي السابق انتهى والمرحلة الانتقالية التي حددت باربع سنوات لقيام الدولة الفلسطينية انتهت , ونحن الآن نبحث عن صيغة انتقالية جديدة بديلة عن المرحلة الانتقالية السابقة تستند الى القرارات الاممية التي تعترف بفلسطين كدولة على حدود 67"
الشيء الذي لم نفهمه إذا ذهبنا بمنطق ؛ أن من جملة هذه المناورات التي ستعرف النور إذا ـ لم يثبت التراجع عنها ـ في آخر لحظة: كيف ما زلنا نصدق وهم " السلطة" الذي بِيع لنا منذ عقود من الزمن و كيف نتفاوض بهذا الشكل من الانهزامية و الدونية ، ففلسطين لم تكن في يوم ما مختصرة في " سلطة انتقالية" بغض النظر عن الإتفاقات المذكورة كـ أوسلو و باريس و .. و غيره من المناسبات الفارغة المحتوى و التي لم يستفد منها الشعب الفلسطيني ، هل قبل و بعد 67 كسبنا الكثير لصالح " فلسطين" كبلد ، كدولة عربية تم مسخها بعد اختلاق " الكيان الصهيوني .. لا " سلطة انتقالية" و لا " دائمة" و لا بطيخ من شأنها حل النزاع العربي الفلسطيني ـ الصهيوني .. فلسطين كانت و مازالت دائما دولة تحت الاحتلال الصهيوني! كما قلنا في العديد من المناسبات.. إن " ترامب" بفعلته هذه قدم خدمة جليلة للشعب الفلسطيني و للصراع الفلسطيني العربي ضد الكيان الصهيوني المحتل، و تفصلنا أيام معدودات 6 أيام عن هذه الاجتماع التاريخي من خلال التدابير التي تم الإعلان عنها، و سنعرف ما إذا كانت " السلطة" ـ بلا سلطة ـ ستثبت مرة واحدة هذه المرة بأن الأمور تغيرت و نضجت أخيرا و يجب أن يتحمل الجميع مسؤولياته التاريخية ؛ و إلا فإنها مجرد أضغاث أحلام تنقشع بمجرد مساومة رخيصة من قبل الإدارة الأمريكية و الكيان الصهيوني… فإذا صدق المجلس المركزي لمنظمة التحرير في تنفيذ كل هذه " الإجراءات" و صبروا و استكانوا ، لن يكون موقف الإدارة الأمريكية محرجا فحسب ، بل أحرجا و حساسا و يتلوها بالتأكيد إضعاف و تشهير للوجود الغاشم الظالم النازي للكيان الصهيوني ، و منه ستكسب القضية الفلسطينية تأييد العالم أكثر والرأي العام الدولي .. طبعا هذه الجملة الأخيرة من زاويتي ضفوها أعزائي القراء إلى قائمة " أضغاث أحلامي أنا شخصيا" ، فلن يتغّير أي شيء .. الغرب و على رأسهم الولايات المتحدة استطاعوا أن يحرفوا ثواراتا عربية و جعلها ثوراتا مضادة و نارا تحرق الشعوب المنتفضة ضد أنظمة شمولية جبانة و خائنة ، لا يعجزهم في إبقاء السلطة في الضفة على حالها بنفس البدلة و بنفس المقاسات .. يجب تغيير " الخياط" و طرده إذا أردنا لباسا على مقاسنا و طرده لا يتأتى من خلال الاجتماعات الفارغة، بل يأتي بمواصلة الكفاح المسلح و إجبار المحتل على التراجع إلى جحره الأصلي!!!
ـ الفيصل باريس
***
طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:
: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce lien:
آخر تعديل على الثلاثاء, 09 كانون2/يناير 2018